نيللي عادل
12/11/2022
يواجه الأشخاص العاملون من الجنسين وقتا عصيبا في محاولة التوفيق بين مسؤوليات العمل والمنزل، إلا أن التحديات تتضاعف على المرأة التي تقرر أن تخوض غمار الحياة المهنية.
تواجه المرأة قدرا هائلا من الضغوط والتوقعات المجتمعية بشكل قد يجعل فرصتها في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية تحديا يكاد يكون من المستحيلات.
أهمية التوازن بين العمل والحياة الخاصة
يُعد التوازن بين العمل والحياة الشخصية جزءا أساسيا من رعاية المرأة نفسها وسلامتها النفسية والجسدية. تتحقق الرعاية الذاتية عند التوفيق بين مسؤوليات يوم العمل والحياة المنزلية والعلاقات المختلفة.
لطالما كان التحدي المتمثل في التوفيق بين العمل والحياة موجودا منذ قرون، لكن مصطلح التوازن بين العمل والحياة الشخصية لم يُصغ حتى ثمانينيات القرن الماضي، عندما استخدمته حركة تحرير المرأة بأميركا وبريطانيا لوصف التحديات التي تواجهها النساء العاملات.
واليوم، توسع المفهوم ليشمل:
إدارة الوقت بفاعلية.
التعافي من الإجهاد.
الوقاية من الإرهاق والاحتراق الذاتي.
مع تطور التكنولوجيا ووسائل التواصل، تغيّرت ثقافات العمل المهني والتوقعات من الموظفين، وهو ما نتج عنه علاقة مبهمة وغامضة بين "وقت العمل" و"الوقت الشخصي".
تحديات المرأة العاملة في المجتمع وبيئة العمل
تؤثر الكثير من العوامل على طريقة عمل الجميع، لذلك يستحق الموظفون من جميع الأجناس والخلفيات الشعور بالاحترام والتقدير.
وبالنسبة للنساء العاملات، فإن هذه العوامل قد تشمل الكثير من القضايا التي تسهم في جعل حياتهن المهنية كابوسا محققا، ومن ذلك:
التمييز الجنسي
لا تزال المرأة تواجه تحديات سخيفة ومحبطة، ويشمل التمييز الجنسي سوء فهم الصحة والسلامة النسائية للموظفات من الزملاء والمديرين، علاوة على مخاوف الصحة العقلية وقدرتهن على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤوليات.
غياب وسائل الرعاية الأسرية
لا تستطيع الكثير من السيدات العودة لبيئة العمل بعد إنجاب الأطفال بسبب نقص الدعم أو المصاعب المالية نظير الحضانات وجليسات الأطفال، وهذا لا يؤثر فقط على أرباحهن، بل يمكن أن يؤثر الغياب الطويل عن العمل على مهاراتهن وفرصهن المستقبلية.
التحرش الجنسي
كثيرا ما تواجه النساء في الوظائف المختلفة سلوكيات معادية من الزملاء الذكور في بيئات العمل، التي لا تراعي توفير بيئة آمنة للجميع، مما قد يهدد فرصهن في التطور والترقّي في السلم الوظيفي.
المعايير غير المتكافئة
أظهر استطلاع رأي علمي عن مشاعر النساء في بيئة العمل أن الكثير من الإناث في وظائف متباينة أبلغن أنهن يشعرن بالحاجة لبذل الكثير من الجهد في عملهن لمجرد أنهن إناث.
وكشف عن وجود معايير غير منصفة من المديرين للموظفات بشكل لا يتطابق مع التوقعات من الموظفين الذكور.
كراهية النساء والتحر==
البطالة تعصف بالشمال السوري وتهدد الأسر والحلول غائبة والتهجير القسري أبرز أسبابها
في حالة الدول المستقرة كليا، يؤدي ترنح إحدى المؤسسات الرئيسية التي تشكل عصب الحياة للمواطنين إلى نتائج سلبية للغاية على الحكومات والشعوب معا، إلا أن تلك التداعيات لا يمكن مقارنتها بمخلفات الحروب وآثارها التي تدمر شعبا بأكمله بحاضره ومستقبله، كما في الحالة السورية، التي كان يعاني شعبها قبل الثورة من انهيار المؤسسات الرسمية للدولة، وانتشار الفساد والمحسوبيات وغياب العدالة الاجتماعية والقانون، وبعد انتفاضة السوريين للمطالبة بحياة أفضل على كافة الأصعدة، رد النظام بتدمير الشعب نفسه، مقابل الحفاظ على السلطة، فكانت النتائج كارثية على السوريين داخل البلاد في مدن وبلدات النزوح وفي اللجوء أيضا.
فالأعمال اليومية والمهن على مختلف أنواعش بالمرأة Male Coworkers Whispering Behind Back Of Unhappy Businesswoman Spreading Rumors And Gossips Standing In Modern Office. Sexism And Bullying Problem At Workplace Concept. Selective Focus
تعاني النساء خاصة من توقعات اجتماعية قاسية قد تهدد قدراتهن على خوض الحياة المهنية (غيتي)
نظرة المجتمع
تعاني النساء بشكل خاص من توقعات اجتماعية قاسية قد تهدد قدراتهن على خوض الحياة المهنية وتحقيق النجاح الوظيفي.
ويشمل ذلك توقعات العائلة أو الزوج بأن تحقق الموظفات كافة متطلبات الحياة الاجتماعية دون أن يؤثر العمل في ذلك. ولتجنُّب الأثر السلبي لتلك التوقعات، من الضروري على المرأة العاملة أن تراعي الكثير من النقاط، أهمها:
الأولوية للوقت الشخصي
بين مواكبة العمل والأسرة والصديقات، قد يكون "الوقت الشخصي" آخر ما يخطر ببال المرأة العاملة. لكن الرعاية الذاتية ليست أنانية أو رفاهية، بل يجب أن تكون على رأس قائمة المهام.
تظهر الأبحاث أن الرعاية الذاتية والحصول على الراحة يمكن أن يحسّن السلامة النفسية والجسدية، كما تقي من الضغط العصبي، وتعزز التركيز والقدرة على اتخاذ القرارات.
ويمكن للرعاية الذاتية أن تشمل: تناول الطعام الصحي، والنوم الكافي، وتحريك الجسم، والاحتكاك بالطبيعة، والاسترخاء، وممارسة الهوايات المحببة، ولقاء الصديقات والمقربات.
اختيار الوظيفة المناسبة
في حين أن أي وظيفة يمكن أن تكون مرهقة للغاية، إلا أن اختيارها يمكن أن يجعل الحياة اليومية كابوسا إذا كانت غير محببة. صحيح أن متطلبات الحياة تستلزم الكثير من الجهد لتوفير الاحتياجات المادية، لكن أحيانا قد تكون التكلفة النفسية السلبية أكبر بكثير على الأسرة بالكامل بشكل لا يمكن للراتب أن يعوضه.
توضيح الحدود
قد يبالغ المجتمع وبيئة العمل على حدٍ سواء في تحميل العاملة بطموحات ومعايير ومطالب غير منصفة ويستحيل تلبيتها، لذلك من الضروري أن تعمل الموظفة على توضيح الحدود بين الحياة المهنية والشخصية للجميع، ولنفسها أولاً.
بمعنى أنه لا يجب أن تتحمل الأعباء المنزلية وقت ساعات العمل، ولا يمكن أن تتكلّف بمتطلبات العمل بعد انتهاء ساعات العمل.
الحصول على الراحة
إذا كان لدى المرأة العاملة أيام مرضية أو شخصية أو إجازة رسمية مؤجلة، يجب أن تستثمرها جيدا. أما إذا لم تكن تمتلك إجازات مدفوعة من جهة العمل، فمن الضروري الحصول على فترات راحة من حين لآخر.
إذ يمكن لذلك أن يصنع المعجزات للصحة العقلية والجسدية، حتى وإن كلّفت هذه الراحة اقتطاعا نسبيا من الراتب، لأنها ببساطة الوقود لتحقيق المزيد من الإنتاجية لاحقا.
طلب المساعدة عند اللزوم
من الطبيعي الشعور بالإرهاق أو التوتر أو حتى الانهيار في بعض الأحيان. فقط من الضروري الوضع في الاعتبار أن هناك مساعدة يمكن طلبها عند الحاجة.
مثلاً، يمكن للمرأة العاملة التواصل مع زملاء العمل وطلب المساعدة منهم، كذلك من الممكن الاستعانة بأفراد الأسرة والصديقات للمساعدة في الأعمال المنزلية.
المصدر : مواقع إلكترونية
=====================
شتاء 2022 في شمال سوريا.. ارتفاع للأسعار وتدهور للأوضاع
بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
لم تتمكن آلاف العوائل في المناطق المحررة شمال غرب سوريا من شراء مواد التدفئة استعداداً لشتاء هذا العام، الذي حذر الكثيرون من قساوته، لأسباب عدّة أبرزها ارتفاع الأسعار، وتدهور الأوضاع الاقتصادية لدى معظم سكان المنطقة، وقلة فرص العمل، وعدم اهتمام المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بأوضاعهم.
'أبو علي مسن" مهجر من بلدة حاس في جبل الزاوية جنوب إدلب إلى مخيمات ريف إدلب الشمالي ومعيل لأسرة مكونة من سبعة أشخاص يقول لبلدي نيوز، "الشتاء قد حل والأمطار بدأت بالهطول ودرجات الحرارة بالانخفاض وحتى الآن لم نقوم بتركيب المدفئة في خيمتنا ومثلنا المئات من الأهالي".
وأكد "أبو علي" في حديثه على أن سبب ارتفاع أسعار المحروقات والحطب والقشور المخصّصة للتدفئة منعته من شراء ما يحتاجه للتدفئة في فصل شتاء هذا العام الذي حذّر العديد من العاملين في مجال الأرصاد الجوية بشدته وقساوة برودته.
وأوضح "أبو علي" أن ليس فقط ارتفاع أسعار مواد التدفئة التي منعته من الحصول عليها، بل أن كبر سنه وعدم مقدرته على العمل، وعدم توفر فرص العمل لأبنائه، وفقدانهم لما يملكون من أرزاق جرّاء هجرتهم القسرية من منازلهم التي احتلتها قوات النظام وروسيا قبل نحو ثلاثة أعوام.
بدوره "أبو ياسر" وهو تاجر مواد تدفئة، يقول لبلدي نيوز، إن أسعار مواد التدفئة هذا العام وصلت إلى أرقام خيالية حيث سجل سعر بيع الطن الواحد من قشور الفستق 300 دولار أمريكي، والمشمش 295، والبندق 265.
وأضاف أن سعر طن الحطب اليابس وصل إلى 200 دولار امريكي ايضاً، والحطب الأخضر 170، وحطب القرمة اليابسة 160 دولار، وحطب القرمة الخضراء 140 دولار، والبيرين 210 دولار، وبرميل المازوت 150دولار.
وأشار إلى أن التجار المستوردين من تركيا للقشور المخصّصة للتدفئة تتحكم في الأسعار وتتلاعب بها، إضافة إلى تخزين بعض التجار كميات كبيرة لاحتكارها وطرحها في الأسواق منتصف فصل الشتاء حيث ترتفع الأسعار إلى الضعف في كل عام.
ولفت "أبو ياسر" إلى أن ضعفا شديدا في نسبة المبيعات هذا العام سبب ارتفاع الأسعار وعدم قدرة الأهالي على شراء مواد التدفئة، حيث الآن الأوضاع الاقتصادية والمادية متدهورة لدى معظم سكان المناطق المحررة شمال غرب سوريا.
ويعيش أكثر من مليون ونصف مليون نسمة في المخيمات المنتشرة في المناطق المحررة شمال غرب سوريا، 90 بالمئة منهم يعانون من ظروف إنسانية ومعيشية قاسية، بسبب النزوح وقلت توفر فرص العمل وشح المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية، وغلاء الأسعار وعدم اهتمام الجهات المختصة كحكومة الإنقاذ والحكومة المؤقتة في تأمين مستلزماتهم الرئيسية.