تزامن رمضان هذا العام مع الإجازة الصيفية، والأمهات في هذا الشهر يحتجن إلى مساعدة بناتهن، سواء بإعداد مائدة الإفطار أو في ترتيب البيت خاصة في حال الولائم.
فهل يقمن الفتيات بواجبهن ويساعدن أمهاتهن؟ أم أنهن يمضين وقتهن ما بين النوم ومشاهدة التلفاز، في هذا التحقيق فتيات يتحدثن عن دورهن في المنزل وكيف يؤدينه.
الاهتمام بالأطفال
مودة قمصاني بالمرحلة الثانوية أحبت هذا التزامن بين رمضان والإجازة الصيفية، و الأسباب كثيرة كما قالت، ولكن الأهم أنها رغبت في تقديم المساعدة لوالدتها خلال شهر رمضان. قالت: تنشغل أمي بأختي الصغيرة، والعمل الذي يحتاج لساعة واحدة قد يأخذ ساعات؛ لذا فإني أهتم بأخوتي الصغار حال انشغال أمي بإعداد الطعام و ترتيب المنزل، أو عند ذهابها لصلاة التراويح وعند عودتها أصلي أنا في البيت.
طبق خاص
صفا الخيبري بالمرحلة المتوسطة اعتادت أن تحضر مائدة الإفطار مع والدتها، وتحضر بعض الأطباق الخفيفة. أما والدة صفا فوجدت أن منافسة صفا مع أخوتها وقريباتها لإعداد الحلويات أثناء التجمع على الإفطار جيدة ولمصلحة الأمهات تقول: صفا تصر على إعداد طبق مميز لوحدها، وترفض مساعدتي حتى تخبر بنات العائلة أنها أعدت الطبق بالكامل دون مساعدة أحد، كذلك أخوتها كل واحدة تختار عمل معين تقوم به طول رمضان رغم وجود خادمة وبهذا الشكل ننجز أعمال المنزل.
إعداد المائدة
أما محاسن محمد طالبة بكلية الآداب فتقول: "أساعد والدتي في ترتيب المائدة يوميا ولا أحملها هذا العبء، خاصة وأنها مشغولة دائما بإعداد الطعام يوميا، فضلا عن التزماتها اليومية تجاه ترتيب البيت".
وتضيف، أنها لا تنتظر أن تطلب منها والدتها ترتيب المائدة، وأنها تقوم بمساعدتها في إعداد الإفطار في بعض أيام الشهر حتى تتيح لوالدتها قسطا من الراحة، فضلا على أنها تحاول أن تزيد خبرتها في الطهي، كما أنها تريد أن تأخذ أجر أكبر بمساعدة والدتها.
ولفتت، إلى أنها تقوم بالإشراف على أخواتها الصغيرات اللائي يقومن بتنظيف البيت يوميا، وغسل بعض الأشياء البسيطة حتى يبدو البيت جميلا.
وأكدت، أنها تقوم في بعض الأوقات في إعداد وترتيب وتجهيز الطعام، وتقوم الأم بالطهي مباشرة كنوع من التخفيف عنها وبخاصة في إعداد الوجبة الرئيسة على الإفطار، أو من خلال إعداد بعض الحلويات التي تأخذ وقتا طويلا في الإعداد.
الاهتمام بمتطلباتي الشخصية
وتقول منى عبد الحي ـ طالبة بكلية الطب ـ : "لا يمنعني شيء من مساعدة أمي يوميا في رمضان وغيره من الأيام؛ لأنني اعتبر ذلك ضرورة مهمة، فمن الصعب عليها تحمل كل طلبات البيت بما في ذلك طلبات الإخوة والأخوات الصغيرات".
وتضيف منى، أحاول مساعدة أمي بأن أرفع عنها عبئي الشخصي، فأقوم بتأدية طلباتي الشخصية بنفسي وأوازن بين ذلك وبين اهتماماتي الأخرى.
ولفتت، إلى أنها تقصر كثيرا في حق والدتها ومساعدتها في غير رمضان بسبب دراستها، غير أنها تنتهز فرصة شهر رمضان لتساعدها لأنها مطالبة بإعداد الطعام وتقديمه وهي صائمة ومنهكة القوى.
وأكدت، أنها تقوم بمساعدة والدتها من منطلق رؤيتها أن هذا فرض عين عليها، ولا تعتمد على أخواتها فتشارك بمجهودها طالما توافر الوقت لذلك، لأنها ترى ذلك عبادة لله عز وجل، وبما أن شهر رمضان فرصة للعبادة فمن الأولى مساعدة أمها وحمل بعض الأعباء عنها.
في صف الخامس الابتدائي وتحرص على مساعدة أمها
تقول صفاء جمال طالبة في الصف الخامس الابتدائي: "أقوم بمساعدة أمي يوميا في شهر رمضان وغيره من الشهور وأشعر بساعده غامرة عندما تطلب مني ذلك".
وتضيف: "إن مساعدتي لأمي من باب حرصي الشديد على إرضاء الله عز وجل؛ لأن فضل الأبوين علينا كبير، كما أن أمي تحاول أن تعلمني حتى أكون خبيرة في الطهي وأكون ربة بيت معتبرة".
وتختم كلامها بضرورة أن تقوم كل الفتيات بمساعدة أمهاتهن، والأولى في ذلك أن يصنعن هذا الشيء في شهر رمضان؛ لأن المشكلة أن الأم تتحمل عبء إعداد الطعام وتجهيزه يوميا، خاصة وأنها صائمة، كما أنها تريد أن تتزود من الطاعة حتى لا يفوتها الخير الكثير.
ليكن رمضان هذا العام بداية للفتيات لتحمل الأعباء عن الأم
أميمة الزايدي ـ معلمة دين ـ أكدت أن مساعدة الفتيات لأمهاتهن ضروري في رمضان وغير رمضان، و هو من باب البر بالأم فليس من المنطق أن تنكب الأم طوال النهار في أعمال المنزل الكثيرة وهي صائمة وحدها، دون معونة بناتها أو أبنائها وفي ذات الوقت قد يقضي الأبناء وقتهم في السهر، ونهارهم في النوم بلا مبالاة لمشاعر الأم التي تكدح ليل نهار من أجل أن تقوم بواجبات المنزل على أكمل وجه.
قال تعالى }وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ { سورة لقمان، وشكر الأم ليس كلام في كلام فقط، ونحن نراها تتحمل المشاق ونحن كبار كما حملت المشاق ونحن صغار، بل شكرها بتقديرها ورد جزء من جميلها علينا، بحسن معاملتها، والتلطف معها، وتقديم كل ما نستطيع تقديمه لها لخدمتها ورعايتها، وهي من حسن الصحبة التي وردت في حديث أبي هريرة عندما قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك. قال: ثم من؟ قال: أمك قال: ثم من؟ قال: أمـك. قال: ثم من؟ قال أبوك" الحديث متفق عليه. و أكد الرسول عليه الصلاة والسلام على بر الأم حتى قال لمن عنده أم ويريد الخروج للجهاد دون رضاها: "ألزم رجلها فثم الجنة" رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.
ولأن الأم تحنو على أولادها، وقد لا تطلب منهم مساعدتها ولا عونها رغم حاجتها لذلك، لابد من استنهاض همة الفتيات لمعونة أمهاتهن، وليكن رمضان هذا العام، والذي يتوافق مع الإجازة الصيفية بداية للفتيات لتحمل بعض الأعباء عن الأم، "فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" رواه الإمام مسلم، فكيف إذا كان العبد عونا لوالديه.
ومن الجانب الآخر على الأم أن تترفق مع بناتها وتكلفهم بالأعمال التي يستطيعون القيام بها، وتشجعهم على ذلك وتمدحهم أمام الآخرين، ولا تكلفهم بأعمال أكبر من سنهم؛ لأن الأم تحب أن ترى أطفالها وقد كبروا وتحملوا المسؤولية، وفي حالة من الحالات الماساوية: تركت الأم أطفالها الأربعة مع شقيقتهم الكبرى والتي تبلغ أحد عشر عاما، وعندما رجعت وجدتهم قد احترقوا، فيجب على الأم أن تقدر عمر أطفالها، وتختار لهم الأعمال التي تتناسب مع أعمارهم.
لها أون لاين