تري الدكتورة نادية رضوان أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس أن السبب الرئيسي فيما نطلق عليه الثالوث المرعب "العنوسة الزواج العرفي الطلاق" مرده سوء التربية أو بمعني أدق "التنشئة الأسرية" فليس هناك عنوسة. وليس هناك زواج عرفي بمعناه الصحيح وليس هناك شباب يمكن الاعتماد عليه!!
ولكن يا دكتورة بماذا تفسرين تلك الظواهر الاجتماعية المزعجة؟
الأمور واضحة تماما لمن يتأمل في هذه المشكلات. أنا باقول احنا ماعندناش عنوسة.. احنا عندنا عنوسة اختيارية بسبب الطموحات المادية. فقد تلاشت المعايير الأصيلة. التي يقوم عليها الزواج وتؤسس عليها الأسرة. وأصبح تقييم العروسين يقدر بما لديهم من مادة أو بما يقدمون من تسهيلات مادية. فقد اختلفت المعايير وبدلا من اختيار الرجل الخلوق الملتزم الحريص علي زوجته وبناء أسرته علي القيم والاخلاق أصبح الاختيار متوقفا علي قيمة الشبكة ومكان الفرح وماركة السيارة وموديلها. فالعروس عايزة "واحد تفصيل" والسنين بتعدي ومعها يعدي قطار الزواج.
ولو عملنا مقارنة بين الأجيال نجد ان العنوسة لم تكن موجودة في الماضي.. لم تكن هناك طموحات الكماليات. وعلي الأهالي ان يقتنعوا بذلك. فأنا أعرف جوازات مادية أنفق عليها ا لملايين من الجنيهات ولم تستمر سوي عدة شهور وانهارت بسرعة لأن الزواج في الأصل مودة ورحمة ورجل يعرف كيف يصون زوجته ويحمي بيته. فالشباب في النهاية مقهور ومحكوم بالسلطة الأعلي المتمثلة في الأب والأم علي وجه الخصوص والأسرة عموما وللإنصاف فقد ساهمت "السماوات المفتوحة" في ازدياد نسبة العنوسة من خلال صور البذخ وحياة الترف التي نشاهدها في المسلسلات التليفزيونية.
أليس هناك تناقض بين هذا الضرح وبين ارتفاع نسبة الزواج العرفي بين الشباب؟
أولا أنا أرفض تماما الاساءة إلي هذه الكلمة المقدسة وأعني كلمة الزواج. لأن الزواج المنتشر بين الشباب. وشباب الجامعة خصيصا ليس زواجا. انه زنا مقنع ولا أبالغ اذا اعتبرته نوعا من البغاء. فالزواج العرفي ليس به عيب اذا ما اكتملت أركانه. ولكن زواج الطلبة نوع من الانتحار. واذا كنا نعتبر الشباب الذين يتزوجون في أوروبا وأمريكا وينجبون دون عقد انحلال اخلاقي فأنا أري ان هذه العلاقات أشرف مما يحدث عندنا. لأن علاقاتهم معلنة اضافة إلي اعتراف المجتمع والقانون بحق الفتاة في الحصول علي حقوقها كاملة سواء تم توثيق الزواج فيما بعد أو لم يتم بخلاف ما يطلق عليه الزواج العرفي أو بمعني أدق ما يحدث تحت الأرض في جامعاتنا!
* ولكن ا لزواج الشرعي أيضا ينهار ما تعليقك؟!
نحن مصابون بازدواج في الشخصية ونفتقد إلي ثقافة التعامل مع الآخر. فالزواج السريع حتما يؤدي إلي الطلاق السريع. وأنا أؤمن بأهمية فترة الخطوبة. وان هذه الفترة لابد ان تطول بقدر الامكان حتي يري كل من الطرفين الآخر علي حقيقته. وللأسف هناك من يقفون علي عيوب الآخر ويستمرون في استكمال اجراءات الزواج هذا من ناحية. ومن ناحية أخري وكما ذكرت لك في البداية فإن التنشئة الأسرية عامل أساسي في تزايد نسب الطلاق. فالمرأة اذا أرادت أراد الشيطان واذا لم نحسن تنشئة أولادنا فلا أمل. وعندما يوجد رجل لا يعطي لزوجته. وزوجة لا تعطي لزوجها. فهذا نوع من الأنانية مرده سوء التربية والنشأة. لأنهم لم يتعبوا ولم يعانوا ولذلك فالطلاق عندهم سهل وغير مكلف وكما تزوجوا بسهولة ينفصلون أيضا بسهولة. فمن بالحب ما قتل. ونحن نقتل أولادنا بالحب والتدليل الزائد ونعلمهم الاتكالية بتوفير كل متطلباتهم وعدم الاعتماد علي أنفسهم مما يؤدي إلي فشلهم في تكوين أسرة.
هنا الجامعه - الزواج السريع .. مخاطرة
- التفاصيل