الدستور - إسراء خليفات
لا بد لكل عائلة من شخص يتخذ القرارات المستقبلية لكل فرد فيها. أحيانا يكون الأب في الغالب او العم او الأخ حيث يجيب ويسأل ويرد عن كل شؤون العائلة وتكون كلمته هي الفصل في معظم القضايا ، ويمثل العائلة عند العشيرة أو الأقارب وصاحب القرار النهائي وخاصة في أمور المصير المشترك كالزواج والمرجع للجميع في حل الخصومات أيضا.
هذا ما يؤكده مراد إسماعيل الذي يشير أن والده هو المرجع الأساسي لدى جميع أفراد العائلة من كبير وصغير ، مضيفا: والدي تراث كامل من الأحترام والطاعة من قبل الجميع لمن يكبرونه سنا كما أنه ذو هيبة ووقار. ويبين: يجب على كل شخص ان يتخذ انسانا كبيرا يرجع اليه في كافة الأمور ، وكما قيل المثل "من ليس له كبير فليس لديه تدبير". صاحب المعرفة والقدرة
أما راما محمد ، فتجد ان الانسان لا بد ان يمر في مرحلة من مراحل العمر يحتاج فيها الى من يقف بجانبه ويتخذ القرار الصعب عنه ويستمع لحديثه ويتخذ بمشورته ويكون ذلك نتيجة إقتناعه بأنه الشخص صاحب المعرفة والقدرة الكبيرة على التمييز بين الصح والخطأ ، وتقول: إنها هي وعائلتها بشكل عام يلجؤون الى إبن عمها الكبير وهو إمام في أحد المساجد حيث يستشيرونه في أمور الزواج والامور الأخرى الخاصة بالعائلة ان كانت خاصة بأسرتها أو بأبناء عمها حيث تشير الى إنه هو المرجع النهائي لهم وان أتخذ قرارا فلا أحد يستطيع مخالفته أو تغييره.
نافذة مطلة
ويقول إياد بسام: إن كبير العائلة هو نافذة مطلة على جميع افراد العائلة يغذيهم بالهواء النقي ليجدد نشاطهم وبزواله يتلاشى هذا الغذاء ليهدد العائلة بالموت البطيء ، بالاضافة الى انه يتخذ القرار الصحيح المناسب والذي يكون في مصلحة الجميع ولا يعود بالنفع على شخص معين ويضر شخص اخر وهذا الشخص هو جدي المرجع الأساسي ان كان لنا او لوالدي او لأعمامي او لوالدتي او اخوتي معتبرا انه منارة لافراد العائلة لما يمتلكه من رؤية صائبة وكلمة سديدة فهو الاب الكبير لها والمقوم والمربي والمصلح.
الإرث الاجتماعي
وترى ميس زياد أن تركيبتنا الشرقية تحتم علينا التمسك بهذا الإرث الاجتماعي الحسن حيث يكون لكل عائلة ان كانت أعدادها كبيرة او صغيرة لا بد ان يتواجد ركيزة للعائلة يعود لها جميع الأفراد في اتخاذ القرار النهائي والمستقبلي ، مبينة ان والدها هو ذلك المرجع الرئيس فهو لا يقدم التمويل فقط بل هو مسؤول عن الحماية والرعاية والتقويم والإصلاح ويلتزم له الجميع بالطاعة والإلتزام بما يوجهه من قرارات لأي شخص وتوضح ان الوالد يبدأ بذلك بالفرد والأسرة لينتهي الأمر أمام العشيرة والعشائر الأخرى وتعبر ان غياب كبير العائلة في التوجيه وإعطاء القرارات يؤثر تأثيرا سلبيا على الأسرة لان ذلك يفقدها المرجعية وتتخبط في القرارات الصحيحة.
مجتمع ذكوري
وأشار الدكتور موسى عطالله أخصائي نفسي وإجتماعي الى أن القرارات الأسرية وخاصة المستقبلية هي قرارات مشتركة ولكن الأبعاد الاجتماعية للمجتمع الأردني بالذات تعطي الحق للرجل في اتخاذ القرارات حيث نجد قليلا أو نادرا ما تكون المرأة هي من تطرح القرار الذي قد يحدد مستقبل او مصير شخص ما في العائلة الكبيرة ويبين الدكتور عطالله ان المجتمع الاردني هو مجتمع ذكوري ولكن ظهرت فئة من النساء تتخذ القرارات بمعزل عن الرجل والدليل قد نجد زوجة وزوجا أحيانا يتنافسان على بعض المناصب.

JoomShaper