دبي - جميلة إسماعيل
نالت مكاتب الزواج رواجا كبيراً في ظل الظروف والمتغيرات الاجتماعية لانقطاع الروابط والعلاقات الأسرية والاجتماعية في المجتمع..وهنا تأتي أهميتها في التوفيق بين راغبي الزواج خلال هذه الفترة خاصة في ظل زيادة أعداد الفتيات الذين فاتهم قطار الزواج.
ولكن يجب أن تقوم هذه المكاتب على أسس علمية أو تستعين بأفراد متخصصين في علم النفس وعلم الاجتماع لفهم طبيعة كل متقدم وماذا يريد من شريك حياته،ومدى التناغم الذي يمكن أن يحدث بينهما،مع كشف صفات كل فرد أمام الآخر. (الحواس الخمس) ناقش هذا الموضوع مع مجموعة من الشباب الذين تراوحت ردوهم بين اتهام تلك المكاتب بافتقادها الجانب الإنساني لأنها شركات تعمل من اجل الربح فقط،بينما أكد آخرون أن تلك المكاتب تعتبر مشروعا جيدا للتوفيق بين رأسين بالحلال خاصة وأنها تجري عملياتها ضمن إطار السرية.
تجربة مفيدة
خليل البلوشـــي (موظف) يقول : قرأتُ حول هذا الموضوع كثيرا،فالتعارف في المكاتب المرخصة يتم بطريقة أسرية وفق العادات المتبعة وفي منزل العروس،ويقتصر دور المكتب على تعريف الأشخاص ببعضهم في ظروف اجتماعية مناسبة،قد تحول دون خروج الفتاة من المنزل في كثير من الأحيان،وبالتالي عدم التعرف إليها بأي أسلوب ملتوٍ..
كمـا أن المكاتب غير المرخصة تتعرض للمساءلة القانونية..مضيفا : أنصح الشباب والشابات المقبلين على الزواج من خلال المكاتب أن يحرصوا في الوقت ذاته على حضور الدورات التدريبية للشباب المقبلين على الزواج من الجنسين لزيادة الوعي لديهم بأساليب التعامل الناجح بين الزوجين في المستقبل،ويا حبذا لم تم أيضا تدريس مادة التربية الأسري والتثقيف الأسري في المرحلة الجامعية.
وإنشاء مجالس عائلية للتعارف بين الجنسين تحت إشراف الأسرة،مع أهمية توفير الدورات التدريبية للمتزوجين حديثاً وخاصة في السنة الأولى نظراً لارتفاع نسبة الطلاق في هذه السنة وذلك بهدف تدريبهم على أساليب التعامل الناجح بين الزوجين وتحسين مهارات الحوار الأسري ومهارات حل المشكلات والتفاوض الأسري.
تُقدم خدمة اجتـماعية
أما فاطمة المازم ( ربة بيت) فتبدي رأيها في الموضوع قائلة : إن مكاتب الزواج خدمة اجتماعية لبنات الدولة،فكثير من الفتيات المثقفات والجميلات ليس لديهن احتكاك اجتماعي،فيلجأن إلى المكتب لمساعدتهن في الحصول على زوج مناسب..مضيفة .
وضع ضوابط وشروط
الفنان الإماراتي الشاب عبدالله الحريبــي يقول : إن فكرت بالزواج فلن ألجأ لتلك المكاتب،لأني أؤمن بالزواج التقليدي الذي يتم عن طريق الأسر.
ولا يخفي علينـا أن تلك المكاتب تسعى لتحقيق الربح على حساب حاجة الغير،فتلك المكاتب التي انتشرت حالياً للتوفيق بين الطرفين الراغبين في الزواج يشوبها العدد من المشاكل التي تبعدها عن الهدف الذي أنشئت من أجله..وشخصيـا أرى ضرورة وضع ضوابط وشروط محددة لعمل هذه المكاتب حتى لا يكون هدفها الربح فقط !
تجربة عامة
أميرة الشــامسي ( موظفة) تقول : في الماضي كان الزواج يتم عن طريق التعارف بين العائلات أو حتى بشكل داخلي داخل العائلة الواحدة، إلا أن التغيرات الراهنة جعلت الفردية تحل محل العائلة وتمتد ليكون الفرد أمام لغز اختيار الزوجة وكذلك حيرة الشابة من كابوس العنوسة الذي يطاردها..
وبالتالي انحصرت فرصة الاختيار الصحيح في المجتمعات الحديثة،ولذلك فإن مكاتب الزيجات تسهل فرصة التعارف،ولكن إن تحلت المكاتب بالمصداقية والشفافية فإنها سوف تنجح في مهمتها،كما أن هذه التجربة ليست قاصرة على دولة معينة،لأنها ظهرت وتمتد من الشرق للغرب وفي البلدان النامية والمتقدمة،إلا أن الصورة تختلف باختلاف ثقافة الشعوب.
غير مضمونة
ويرى الفنان الإماراتي الشاب محمد الغفلي بأن أغلب المكاتب ذات طابع استغلالي مادي،والملاحظ أن من يلجأ إليهـا هم من فاتهم قطار الزواج،أو الذين مروا بتجارب زواج لم يُكتب لها النجاح..
مُنوهــا أن علاقات الزواج عن طريق مكاتب الزواج غير مضمونة كما أن استمرارية الزواج غير متيقن منها ويمكن أن تكون سببا آخر للطلاق..ويؤيد الغفلي الزواج التقليدي عن طريق الأسر بدلا من اللجوء لتلك المكاتب..متسائلا : متى نتيقن أن حل الظواهر المتعلقة بالعنوسة والطلاق لابد أن ينبع من الدور المجتمعي وتعزيز دور الأسرة ؟
مكاتب الزواج بين جمع رأسين بالحلال و الربح المادي
- التفاصيل