بدرية طه حسين
لعل من أكثر المشاكل التي يسمع عنها الأفراد في هذه الأيام هي المشاكل الأسرية بين الزوجين التي تتفاقم ويصل بعضها إلى المحاكم، مما يؤدي إلى تفكك الأسرة و تشرد الأطفال وتنتشر الجرائم في المجتمع.
ولو نظرنا إلي نوعية هذه المشاكل سنجدها من النوعيات التي يسهل السيطرة عليها منذ البداية، إذا تم احتواؤها من قبل الطرفين، ولنا في سيرة رسول الله وتعامله مع زوجاته قدوة حسنة لنتجنب الكثير من المشاكل وليعيش المجتمع في ازدهار واستقرار.
ومن خلال هذه السطور نوضح تعامل الرسول مع زوجاته لتكون لنا طريق نمشي عليه وننتهجه.
في الوقت الذي يضيق فيه صدر بعض الرجال من وجود زوجته في حالة نفسية سيئة ويتهمها بحب النكد نجد أن الرسول الكريم كان يبحث مع زوجاته عن سبب حزنهم ويعمل على تهدئتهم.
فقد دخل الرسول ذات يوم على زوجته السيدة (صفية بنت حيي)ـ رضي الله عنها ـ فوجدها تبكي، فقال لها ما يبكيك؟ قالت: حفصة تقول إني ابنة يهودي؛
فقال : قولي لها زوجي محمد وأبي هارون وعمي موسى.. فمن خلال هذه الكلمات القليلة عمل النبي صلى الله عليه وسلم برحمته المهداة على إزالة حزنها بكلمات بسيطة وأسلوب طيب .
وفي رواية أخرى قال الرسول الكريم لعائشة: إنى لأعلم إذا كنت عنى راضية وإذا كنت عنى غضبَى..أما إذا كنت عنى راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت عنى غضبى قلت : لا ورب إبراهيم.رواه مسلم
وفي رواية أخرى كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وكان ذلك يومها, فأبطأت في المسير فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهى تبكى وتقول حملتني على بعير بطيء، فجعل رسول الله يمسح بيديه عينيها, ويسكتها.."رواه النسائي
وكان الرسول الكريم رحيما بأهله لايضغط عليهم بطلباته، حنون يعمل على مساعدتهم، وعندما سألت عائشة ما كان النبي (صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله (أي خدمة أهله) (رواه البخاري).
وفي حادثة أخرى سألت عائشة عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت: كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم" .
كيف نقتدي بسنة الرسول في معاملة الأزواج
- التفاصيل