ديما ديب/الوطن
يعتبر عيد الأم مناسبة خاصة ومميزة في المجتمعات العربية، لكنه تحول إلى مصيبة سنوية في بعض البيوت فإن «رضا الحماة قبل رضا الأم أحياناً» معادلة اجتماعية دقيقة وأمر واقع لا بد من أخذه بالحسبان والتصرف على أساسه، ففي يوم الأم تفرض هذه المناسبة تكريم الأم والحماة وبالتالي شراء الهدايا لهما في الوقت نفسه، فتتزاحم الأسئلة ذاتها كل عام «ماذا أهدي أمي؟ وماذا أهدي حماتي؟».
فالعلاقة مهما كانت قد تتعرض للاهتزاز، إذا افتقدت المناسبة أهميتها المعنوية الخاصة وذلك أن يوم الأم يضاعف حساسية «الحموات» تجاه الزوجات فتفرض الحساسية متطلبات أساسية أهمها طبيعة الهدية التي تترك تمايزاً بين طرفي النزاع أي الأم والحماة مهما حاول الأبناء المساواة بين الاثنتين. فتلعب الحالة المادية للزوجين دوراً كبيراً في تحديد قيمة الهدية وبالتالي درجة الرضا عنها.
وهنا تقول السيدة زينب 24 عاماً: إنها تأخذ المبلغ الذي يعطيها إياه زوجها لهدية أمه وحماته فتشتري بالمبلغ المخصص لأمه ما يناسب الميزانية بينما لا تكتفي بالمبلغ المخصص لأمها فهي تضيف إليه ما تيسر معها كي تشتري لأمها ما ينقصها ولاسيما أنها على تواصل مستمر معها وبالتالي تعرف ما هي بحاجة إليه.
وتصرح السيدة آلاء 27 عاماً موظفة بأنها ستكتفي بتقديم الزهور لأن ظروفها المادية صعبة وأنا وزوجي واحد سواء أكانت الهدية لأمه أم لحماته فهي تعبّر عن كلينا وأعتقد أنهما سوف يقفان معنا ولو كانت الهدية مبلغاً زهيداً.
وتبين السيدة رنا أن عيد الأم أجمل مناسبة في كل العام ويحتفل به جميع الناس من مختلف الطوائف والأديان وهي لا تمانع أن تشتري هدية مميزة لحماتها ولوالدتها في هذه المناسبة.
وكما أن هذه المناسبة يمكن أن تحمل للبعض مشاكل حقيقية يصعب التهرب منها فتقول السيدة زينة 30 عاماً «مدرسة»: يتحول عيد الأم في كل سنة إلى معركة جدلية من المشاحنات فحماتي تقول إنها لا تهتم بالهدية بحد ذاتها وتفضل أن نجتمع فقط لكنها عندما أقدم لها هديتها فإنها تسألني قبل أن تعرف ماذا جلبت لها: ماذا جلبت لأمك وهل دفع ثمن الهدية ابنها أم أنا قمت بشرائها؟
وتقول حلا ربة منزل: إنها ستقدم مبلغاً من المال لكل من أمها وحماتها تاركة لها حرية التصرف به وشراء ما تحتاجه مع العلم أنه في أحيان كثيرة لا تنجح هذه الخطوة بالوصول إلى المبتغى المطلوب وأنتهي بنتيجة مرضية للاثنتين.
الزوجة أكثر اهتماماً
يرى البعض أن الزوجة أكثر اهتماماً بعيد الأم من الزوج الذي غالباً ما ينسى الموضوع أو لا يعيره الاهتمام المطلوب وبذلك تصبح الزوجة أكثر مسؤولية بالاحتفال بوالدة الزوج والقيام بشراء الهدية اللائقة بحماتها وغالباً ما تضطر الزوجة إلى أخذ المال من زوجها لشراء هدايا لوالدتها وحماتها وتبين السيدة شذى 37 عاماً أنها في كل مناسبة وخاصة في يوم الأم تشعر بالإحراج أمام زوجها لأنها تطلب منه المال كي تشتري هدية لأمه وأمها وهي تفضل أخذ رأيه في هدية والدته، على حين أن الزوجة الموظفة تكون مستقلة مادياً فتعود لها حرية الأمر في اختيار الهدية لكل من أمها وحماتها.
وتقول السيدة نهى 29 عاماً: إني أشتري هدية أغلى وأكثر قيمة لحماتي من أمي لأن أمي هي التي تطلب مني ذلك ولا تحب أن أشتري لها هدية ثمينة بينما حماتي تطلب مني شراء الذهب.
وتقول السيدة نزيرة 70 عاماً: إنها تحب الهدية التي تقدمها لها زوجة ابنها في عيد الأم وتعتبر زوجة ابنها كبنتها وخاصة أنها لم ترزق ببنات وهي تحب هدية كنتها مهما كانت قيمتها فتشعر بحنيتها ولا تهتم لثمنها إطلاقاً.
أما الحاجة سوسن فهي تسعد بهدية عيد الأم وتنتظرها بفارغ الصبر وأحب يوم الأم لأن كل أبنائي يجتمعون بالمنزل ويلتمون حولي وأحب الذهب كهدية في هذه المناسبة لأنه يبقى طويلاً وهو كتذكار وخاصة أن أحوال أبنائي المادية جيدة.
أما السيدة فاطمة فتشعر بالحزن في كل عيد أم لأن كنتها لا تراعي شعورها كحماة فزوجة ابنها لا تتذكرها في هذه المناسبة ولا تقدم لها أي هدية وإنما يأتون ويتناولون وجبة الغداء في يوم الأم وأنا لا أطلب هدية غالية الثمن وإنما هدية معنوية ولفتة حنان من زوجة ابني التي أعتبرها كابنتي إن صح التعبير.
ويبين الباحث الاجتماعي معتز البهنسي في ظل هذا الواقع الحساس ولدرء أكبر قدر ممكن من الحساسية أنه بإمكان الأبناء أو بالأحرى زوجاتهم اتباع خطوات محددة ودقيقة كفيلة بكسب رضا الحماة ففي فترة الخطبة أو في السنة الأولى من زواجها يمكن أن تستشف العروس شخصية الحماة بطريقة لطيفة وغير مباشرة بأن تسأل ابنها عن الأمور التي تحبها أمه وذوقها والأشياء التي تحتاجها ولذلك أقدم نصائح بسيطة ومهمة يجب على كل زوجة اتباعها لاختيار هدية مناسبة لحماتها:
أولاً ينبغي تحديد الميزانية المناسبة لأنها من الأمور الأساسية التي باستطاعتها تحديد نوعية الهدية فإن الوضع يمكن أن يكون حساساً أكثر مما تتوقعين حتى ولو لم تكن الحماة تعقد مقارنات صريحة أما النصيحة الثانية فأن تقومي باختيار هدية بسيطة والتي لا تظهر قيمتها بشكل واضح والابتعاد عن الهدايا التقليدية كالملابس والأدوات المنزلية رخيصة الثمن وغيرها من الأغراض التي تعتمد على المقاسات.
ويفضل الباحث الاجتماعي الاتجاه نحو الهدايا الخاصة التي تستعملها الحماة وتحتاجها في حياتها اليومية الشخصية أو التي تستطيع أن تتذكر بها كنتها في أي وقت وتبقى لمدة طويلة.
وعلى كل زوجة أن تحاول كسب ود حماتها واحترامها وتكريمها فالكلمة الطيبة تسعد الصغيرات فضلاً عن الكبيرات في السن وخصوصاً إذا صدرت من زوجة الابن.
في عيد الأم هل تستوي الأم والحماة ؟...أقوال متباينة وأفعال متشابهة
- التفاصيل