الدستور ـ طلعت شناعة
«يا أنا يا القطة».. هكذا تبدأ الخلافات بين الأزواج. وعادة ما تكون المفاضلة بين أحد الزوجين وبين « كائن « ما ( حيوان أليف كالقطة أو الكلب أو الطيور أو غيرها ). وتزيد المشكلة في حال اعتياد أي من الزوجين على ممارسة هوايات معينة داخل البيت. وبطريقة يصعب على صاحب الهواية التخلص منها أو ممارستها بعيدا عن منزل الزوجية.
ويذكر الشاعر (أحمد) وهذا اسم مستعار بالطبع أنه في بداية زواجه، فوجىء بغضب زوجته منه حين قام من النوم فجأة ليكتب نصا باغته وهو نائم. ومرت ساعات والزوجة / العروس تنتظر عودة زوجها الذي استغرقه النص فغاب وقتا طويلا ونسي عروسه لوحدها. وبعد ان عاد، قالت له زوجته» خليك مع قصيدتك».
أما «حياة» فقد واجهت مشكلة كبيرة في ممارسة هوايتها وهي تربية القطة التي حملتها معها من بيت أهلها. وكانت تظن أن زوجها يحب القطط، فكانت تحرص على مداعبة القطة والعناية بها معظم الوقت وهو ما أثار « غيرة « زوجها الذي كان يكره الحيوانات الأليفة وتحديدا القطط وكان يطلب منها أن تطرد القطة خارج البيت وهو ما زاد من عنادها. أخبرته أنها اعتادت على قطتها وهي بالنسبة لها « شيء» مهم ولا تستغني عنها أبدا.
ويوما من بعد يوم زادت المتاعب الزوجية وصار الزوج يبيت في غرفة أُخرى بعيدا عن المكان الذي تكون فيه القطة.
أرانب
أما زياد فقد كان يهوى تربية « الأرانب». وبطبيعتها كانت تنجب أعدادا كبيرة مما زاد في كراهية زوجته لها. رغم أن الأرانب كانت تلهو في ركن من البيت ولم تكن تقترب من الغرف. يقول «زياد»: كنا صغارا وكان والدي يربي الأرانب في بيت العائلة الكبير. كنا أطفالا نداعبها وأحيانا نأكلها. واعتدنا عليها في البيت مثل الأشجار ومثل أشعة الشمس التي تملأ بيتنا بالدفء.
كما أنها لا تؤذي أحدا، وأستغرب من تصرفات زوجتي غير المعقولة وغير المبررة.
طيور
«صالح» يهوى تربية الطيور وكان يذهب كل يوم جمعة الى « سقف السيل» حيث سوق العصافير ويشتري « إكسسوارات « و « طعاما» لطيوره التي يربيها ويستمتع بوضع الماء لها في الأقفاص وكذلك في الصعود الى سطح المنزل وقت المساء للتشويح للحمام وتأمل أسرابها وهي تحلق في الفضاء جيئة وذهابا.
بينما تسبب ذلك في إثارة المشاكل مع زوجته التي كانت تقول « إن صالح يهتم بالعصافير أكثر مما يهتم بي وبأُسرته». وكان ذلك يثير مشاعر زوجها الذي كان يتضايق من تصرفات زوجته ويتساءل أية متاعب تجلبها لها هذه المخلوقات الصغيرة. إنها ـ الطيور ـ حنونة ورقيقة ومؤنسة وأنا أشعر بمتعة كبيرة وأنا أهتم بها، وبالعكس أولادي يحبونها ويشاركونني نفس الهواية التي تأصلت بي وصرت لا أستغني عنها.
ومن الطيور الى التطريز. حيث تمارس «زينة» هواية التطريز منذ زمن بعيد. وهي لا تفعل ذلك على حساب بيتها و أسرتها، بل في المساء حيث تهوى الغزل والنسيج اليدوي وأحيانا تستعين بآلة الحياكة لإكمال بعض أعمالها. هذه الهواية تزعج زوجها الذي صار يهرب من البيت ويذهب الى المقهى عندما يرى زوجته انشغلت بكرات الصوف وبدأت تدخل الإبرة في القماش.
تقول زينة: لا أجد مبررا لإنزعاج زوجي الذي يتأفف كلما رأى « طبة الصوف» وكأنها « ضرته». وأضافت : عادة ما أغزل له « طاقية « أو « بلوزة « في الشتاء . بل أنني أتبرع بعمل «مناظر» كي يقدمها هدايا لأصدقائه وصديقاته.
تعلق زائد
يقول تحسين أكرم: هناك هوايات للزوجة من شأنها أن تنهك الأسرة وتؤدي إلى تدهور وضعها المادي، فمثلا هوايات حب التسوق للزوجة بصورة متكررة في الأسبوع حتى ولو لم تكن هناك حاجة للشراء أمر متعب للزوج لأن بعض الزوجات يرين أن مجرد التفكير بمناقشة تلك الهواية يعد من الأمور الغريبة.
وترى ميسون أن الهوايات عند الزوجين أمر لا بد أن يحترم من كلا الطرفين لكن بعض الهوايات تؤثر سلبا على الأسرة تقول «زوجي من المغرمين بالذهاب إلى مقاهي التمباك والمعسل مما يضيع علينا إنجاز بعض الأمور المهمة لنا ولأبنائنا من أجل أن يقضي في المقهى ما يقارب خمس ساعات يوميا، ومن ثم يعود وقد حمل روائح التمباك والمعسل التي تثير أكثر من تساؤل لدى أبنائي».
ويرى ماجد أن التعلق الزائد من قبيل زوجته بأدوات التجميل يرهق عاتقه كزوج، ويقول «أضع موازنة شهرية لهذا الغرض لأن الرفض يقابل بسيل من التعاسة والنكد داخل المنزل. وتقول تهاني: إن زوجها مولع بتربية الحمام والعصافير فهي تأخذ جل اهتمامه، وبقاؤه بجوارها عدة ساعات يوميا يتسبب بابتعاده عن شؤوني وشؤون أبنائه، وأصبحت زيارتنا مقتصرة في نطاق ضيق ولم يقف الأمر عند ذلك، بل يحاول بكل قوة أن يفرض علي ممارسة هذه الهواية.
حلول
ويرى د. حسين الخزاعي ( أستاذ علم الاجتماع ) «تربوية» أنه «من الضروري إيجاد الحلول السريعة لتجديد الحياة الزوجية واسترجاع الزوجين للصلة بين بعضهما البعض، وايجاد روح جديدة مبتكرة من الاندماج الفكري والمزاجي والعاطفي بينهما، فبعض الزوجات تعاني من مرض نفسي بعد الزواج، لأنها تعتقد أن شريك حياتها يهملها ولا يفهمها، وأن دورها في الحياة يقتصر على تربية الأطفال، والعناية بمحيطها الأسري، وأنه لا يمكن لها ممارسة عدة هوايات كانت تفعلها قبل الزواج لأنها محكمة بقيود وسلاسل، وهناك من الأزواج من يدعم هذه الفكرة لدى الزوجة».
ويضيف د. الخزاعي: حين يخلو كل منهما بنفسه .. ويحب أن يمارس الشيء الذي يسعدة من الهوايات ( قراءة .. رياضة .. رسم .. سماع الأشرطة النافعة .. الخ ) وطالما أن هذا الشيء في حدود معينة .. ودون أن يكون على حساب الآخرين .. يجب أن يترك كل منهما الآخر لحاله – هذا إن كانت الهوايات مختلفة.
هـوايات تفرّق بين الأزواج!
- التفاصيل