بقلم: مصطفى محمد عون
تعتبر الأسرة هي الأساس المتين واللبنة الأولى في بناء المجتمع؛ فهي كالمضغة في الجسد إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ولذلك فهي الخلية التربوية الأولى، ومن هنا وجب أن يكون الكيان الأسري ذا أساس سليم ومتماسك، فالأسرة التي تقوم على أسس من الأخلاق القويمة والتعاون والفضيلة، وتعتبر نواة لمجتمع مترابط متعاون يعرف فيه الفرد ما له من حقوق وما عليه من واجبات، فالعلاقة بين الفرد والأسرة والمجتمع علاقة مترابطة لا يمكن أن يستغني فيها أحد عن الآخر؛ فالفرد السليم الصحيح الصالح هو الذي يكوِّن الأسرة، والأسرة ترعى شئون الفرد من وقت ميلاده إلى ما بعد وفاته. والمجتمع يسعى جاهدًا لبذل كل طاقته لتهيئة الفرص التي تمكن هؤلاء الأفراد من أداء أدوارهم الاجتماعية، وتنمية قدراتهم بالشكل الذي يتوافق مع أهداف المجتمع الإسلامي القائم على الترابط والتعاون والمبادئ الاجتماعية الرائدة، ولا يتحقق الاستقرار والأمن في المجتمعات إلا من خلال أسرة مسلمة معتدلة ملتزمة بتعاليم ديننا الحنيف؛ ولهذا فإن المسئولية الأولى إنما تقع على الأسرة باعتبارها البوتقة التي يخرج منها المواطن الصالح، وللأسرة أهمية اجتماعية في تربية النشء، فإذا شب في أسرة يسودها الحب والعطف والتفاهم، واحترام الصغير للكبير، وإكرام الكبير للصغير، وباتت هذه القيم والمبادئ في نفس الناشئ أخرجت من بين ضلوعها إنسانًا صالحًا نافعًا لدينه وأهله.  

الإصلاح الأسري ومرجعية الإسلام

ولكي يتحقق التواصل الأسري الحقيقي، ويتم الحفاظ على العلاقات الأسرية فلا بد من المرجعية الإسلامية، والتمسك بالعروة الوثقى لهذا الدين في ظل دستوره العظيم؛ آخذًا منه مجموعة القواعد والأحكام المنظمة للأسرة المسلمة التي تقوم على تقوية الروابط الأسرية وغرس القيم والفضائل الكريمة والآداب والأخلاق الرفيعة وحماية الأسرة من الغزو الفكري، والاستلاب الغربي، وتحصينها من الآثار السيئة للقوانين الوضعية المستمدة من الأجندة الغربية والمواثيق المشبوهة والتي تدعو إلى تفكك الأسرة المسلمة.

ولكي نحافظ على هذا الكيان العظيم، لا بد من اليقظة التامة لشباب الأمة والانتباه إلى ما يدور حوله ويدبره أعداء الأمة، وهو ما هدفت إليه من خلال هذه السطور، أن نكون على دراية ونتطلع إلى المنهجية المرتبة والمقننة التي وضعها الغرب للقضاء على المثل والأخلاق الكريمة التي يتحلى بها أبناء هذه الأمة.

من صور الرغبة في هدم الأسرة المسلمة

ونريد أن نوضح أن أهداف أعداء الإسلام فيما مضى كانت تعمل في الخفاء، متسللة إلى المجتمع المسلم لتدمير كيانه، بكل الطرق المتاحة وغير المتاحة، والعمل على جذب الشباب إلى التخلي عن القيم والمبادئ الكريمة، ونشر أنشطة الترفيه من خلال وسائل الإعلام المتنوعة.

ومما دفعني إلى كتابة هذه السطور تناول الشباب هذه الأيام في بعض المنتديات أن هناك لقاءً أجراه شخص في إحدى القنوات الإسرائيلية، مع الدكتور الإسرائيلي (مالحوم أخنوف) صاحب فكرة ستار أكاديمي حول هدفه ودأبه على هدم الأسرة المسلمة من خلال الشباب طوال الأعوام السابقة، والآن يفكر جديًا في اختراق هذا الكيان الأسري عن طريق استقطاب البنات المسلمات والالتفات حولهن، لأن الفتاة والمرأة المسلمة إذا انحرفت سينحرف جيل كامل من المسلمين وراءها.  

وعلى خلفية هذا اللقاء أجريت بحثًا في كل المنتديات التي ذكرت هذه الرواية كلها منقولة ولم أجد لها مصدرًا، فإن صح اللقاء المذكور فلا تتعجبوا أيها الشباب فهذه إحدى السبل المتلاحقة كالموج والسيل العرم للنيل من هذا الدين العظيم وأهله، ونريد أن نوضح ونبين لهؤلاء الشباب المسلم الغيور على دينه الناقلين لهذه الرواية، الانتباه إلى ما أعده ويعده أعداء الإسلام في أجندته الغربية للعمل قدمًا على تخريب الأسرة المسلمة وهدمها، وكذلك المجتمع المسلم.

إن أعداء الإسلام اليوم أشد كيدًا وأسوأ مكرًا حيث يمارسون حربهم الشعواء ضد قيمنا وأخلاقنا وديننا في العلن، بعقد المؤتمرات الدولية التي تنظمها الأمم المتحدة منذ عقود:

1- ففي عام 1975م عقد أول مؤتمر عالمي خاص بالمرأة وهو مؤتمر مكسيكو لعقد الأمم المتحدة للمرأة (المساواة والتنمية والسلم).

2- وفي عام 1979م عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤتمرًا تحت شعار (القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة).

3- وفي عام 1980م عقدت الأمم المتحدة (المؤتمر العالمي لعقد الأمم المتحدة للمرأة: المساواة والتنمية والسلم) وهو المؤتمر الثاني لاستعراض التقدم المحرز في المؤتمر الأول عام 1975هـ.

4- وفي عام 1985م عقد المؤتمر الثالث لاستعراض وتقييم منجزات عقد الأمم المتحدة باسم (إستراتيجيات نيروبي المرتقبة للنهوض بالمرأة).

5- وفي عام 1994م عقد المؤتمر الدولي للسكان والتنمية (القاهرة- مصر) ويعتبر من المؤتمرات التي أثارت وثيقته ضجة واسعة في العالم الإسلامي وغير الإسلامي، بسبب مخالفتها للشرائع السماوية وللفطرة السليمة.  

6- وفي عام 1995م عقدت الأمم المتحدة المؤتمر الرابع للمرأة في بكين ودعت إلى مضاعفة الجهود والإجراءات الرامية إلى تحقيق أهداف إستراتيجيات نيروبي. ويعتبر هذا المؤتمر من أخطر المؤتمرات حيث دعت فيه بصراحة وبوضوح إلى العديد من الأمور التي فيها مخالفة للشريعة الإسلامية، بل فيها مخالفة للفطرة التي فطر الله تعالى الناس عليها. مثل: الدعوة إلى الحرية والمساواة- بمفهومهما المخالف للإسلام- والقضاء التام على أي فوارق بين الرجل والمرأة، دون النظر فيما قررته الشرائع السماوية، واقتضته الفطرة، وحتمته طبيعة المرأة وتكوينها. كما أن في هذا المؤتمر إعلانًا للإباحية، وسلبًا لقوامة الإسلام على العباد، وسلبًا لولاية الآباء على الأبناء، وقوامة الرجال على النساء.

7- بالإضافة إلى تلك المؤتمرات الخاصة بالمرأة هناك مؤتمرات أقامتها الأمم المتحدة تحت مسميات مختلفة مثل: السكان والتنمية، من أجل الطفل، البيئة والتنمية، التنمية الاجتماعية، وغيرها، وقد ناقشت قضايا خاصة بالمرأة وفيها الكثير من القضايا التي نوقشت بشكل يخالف الشريعة، منها:

1- وفي عام 1995م عقد مؤتمر القمة العالمي للتنمية الاجتماعية في (كوبنهاجن- الدنمارك)، والذي تم فيه الإقرار بأشكال الأسرة المختلفة، والدعوة إلى المساواة بين المرأة والرجل، ومن ذلك إسقاط قوامة الرجل على المرأة داخل الأسرة، ودعوة الرجل لتحمل الأعباء المنزلية، ودعوة المرأة للخروج للمساهمة في سوق العمل، وكذلك إزالة القيود المفروضة على المرأة في وراثة الممتلكات.

2- وفي عام 2000م عقد مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة- المساواة والتنمية والسلام في (نيويورك- الولايات المتحدة الأمريكية)، لتعترف المواثيق الدولية بالأشكال المختلفة للأسرة وتشجع نماذج الأسرة اللانمطية، وتهمش دور الزواج في بناء الأسرة، وتمت فيه الدعوة إلى الحرية الجنسية والإباحية، إباحة الإجهاض، تكريس المفهوم الغربي للأسرة، كما تعترف بأنواع الاقتران الأخرى، وأنها تتكون من شخصين يمكن أن يكونا من نوع واحد (رجل + رجل، أو امرأة + امرأة)، إباحة الشذوذ الجنسي (اللواط والسحاق)، المطالبة بإلغاء التحفظات التي أبدتها بعض الدول الإسلامية على وثيقة مؤتمر بكين 1995م، وغير ذلك.

3- وهناك اجتماع عقد في نيويورك عام 2000م، تحت شعار (بكين + 5)، وتضمنت وثيقته "مؤتمر الأمم المتحدة للمرأة" (المساواة والتنمية والسلام)، الدعوة إلى الحرية الجنسية، والإباحية للمراهقين والمراهقات، والتبكير بها مع تأخير سن الزواج، كما أوصى المؤتمر بتشجيع جميع أنواع العلاقات خارج إطار الأسرة الشرعية (للرجل والمرأة)، وتهميش دور الزواج في بناء الأسرة، والسماح بزواج الشواذ من الجنس نفسه، وفرض مفهوم المساواة الشكلي المطلق بين الجنسين في جميع النواحي، والمطالبة بإلغاء التحفظات التي أبدتها بعض الدول الإسلامية على وثيقة بكين. ويعتبر أهم هدف في هذا المؤتمر هو الوصول إلى صيغة نهائية ملزمة للدول بخصوص القضايا المطروحة على أجندة هذا المؤتمر، والتي صدرت بحقها توصيات ومقررات في المؤتمرات الدولية السابقة تحت إشراف الأمم المتحدة.

4- وهناك اجتماع آخر عام 2005م تحت شعار (بكين + 10)، تم فيه التأكيد على وثيقة مؤتمر بكين الرابع السابقة وإدخال بعض التعديلات عليها.

أهداف هذه المؤتمرات

اهتمت هذه المؤتمرات والاتفاقيات بالمرأة؛ لأنها مفتاح الأسرة المسلمة، والتي يراد القضاء عليها أخلاقيًّا وأدبيًّا، فتولدت منها الحركات النسوية والتي نادت إلى شعار مؤداه أن المرأة تملك جسدها أو "جسدك ملكك "Your body is your own  وهذه الدعوة الخطرة تقتضي الدعوة للإباحية الجنسية ومن المشكلات التي خلفتها هذه الظاهرة، أمهات غير متزوجات وأغلبهن في أعمار المراهقة، الارتفاع الهائل في المواليد غير الشرعية أو أطفال الزنا، وهذه واحدة من المشكلات العويصة التي توجد في المجتمعات المعاصرة لكثرة الجرائم التي تأتي من وراء هؤلاء الأطفال؛ حيث إنهم يتربون تربية مشوهة، ويعانون الكثير من العقد النفسية، ويتربون على الحقد على الآخرين والسوداوية والقسوة، ولا تعرف الرحمة طريقًا إلى قلوبهم إلا نادرًا، وغالبًا ما يصبحون فريسة سهلة للعصابات وشبكات تنظيم الجنس والجريمة؛ ولذلك فهناك الآن ظاهرتان عالميتان معروفتان يشكل هؤلاء الأطفال أساسًا كبيرًا لهما: الاتجار الجنسي أو الاستغلال الجنسي للأطفال.. وجرائم الأحداث وعنفهم ومشكلاتهم وتعلمهم فنون اللصوصية والإرهاب.

أصبح الهدف واضحًا من هذه المؤتمرات التي تهدف إلى تدمير الكيان الأسري المسلم باسم حقوق المرأة والطفل، فهي تارة تصدِّر قيمها المنحلة باسم النصح والإشفاق على المرأة من الظلم الواقع عليها، وتارة تزعم خوفها على مستقبل المرأة، وتارة تدّعي الحرص على رقي المجتمع وتقدمه وهدفها الحقيقي الحرب على الإسلام والمسلمين وفصل الدين عن الواقع، وطمس الهوية وانحلال الأخلاق.  

كما يحق لنا أيها الشباب المسلم والشابات المسلمات، أن نتساءل عن السر في المبالغة والاهتمام بهذا الموضوعات من قبل الغرب والكيان الأوروبي ثم دور الحكام وسياستهم في تطبيق الأجندة الغربية المخربة للبيت المسلم والمجتمعات الإسلامية وسن القوانين الملزمة على الأمة، وتتلخص الإجابة على هذا التساؤل بسؤال يتفجر من نواحيه الكراهية والحقد الدفين من الغرب، وهو: لماذا صفات العفة والطهر والنقاء التي يتحلى بها أبناء المسلمين وبناتهم؟ وهو ما يجب علينا معشر الشباب المسلم والشابات المسلمات أن نضع نصب أعيننا هذا الحقد والحسد الأوروبي ونهتم به.

قوانين الدول العربية في ركاب الغرب

ومن أجل الانصياع والانقياد لما تمليه هذه الأجندة الغربية القذرة، فقد اتجهت الدول العربية والإسلامية في الوقت الحاضر إلى مراجعة تشريعاتها وقوانينها وتعديلها لتتوافق مع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة والطفل، مع العلم بمصادمتها للشريعة الإسلامية والفطرة الإنسانية وبالرغم من آثارها المدمرة على الإنسانية كلها.

ومن المؤسف أن تتجه غالبية دولنا إلى مصفوفة التعديلات القانونية للطفل والمرأة والتي أقرتها المجالس البرلمانية وباتت ملزمة للمجتمعات العربية والإسلامية على رأسها مصر وتونس واليمن والجزائر وغيرها من الدول التي تقنن هذه الاتفاقيات لإلزام شعوبها المسلمة بهذه القوانين الهدامة للأسرة المسلمة.

صور مخالفة بعض قوانينا للشريعة الإسلامية في مجال الأسرة

وقد تضمنت هذه المصفوفة مواد قانونية مصادمة لأحكام الشريعة الإسلامية بمنع الزواج قبل سن الثامنة عشرة، وتجريم ذلك ومعاقبة الولي الذي يزوج ابنه أو ابنته قبل سن الثامنة عشرة بالحبس أو بالغرامة، وتجريم وعقوبة أحد الوالدين إذا عنف أحد أولاده أو ضربه مما يدفع الأبناء إلى العقوق والتعالي على الوالدين.  

وحرية الأم بقيد ونسب وليدها لها أو لأي شخص ترغب في لصق الاسم به، وغيرها من القوانين، وحرية الفتاة أن تتخذ لها خليلاً وتمارس معه الفاحشة تحت إشراف القوانين، فالقانون الفرنسي والقوانين الأوروبية بصفة عامة جعلت الحرية الشخصية أساسًا لتحديد حكم الزنا، ومن ذلك فإن القوانين الوضعية أباحت للمرأة البالغة غير المتزوجة الاتصال الجنسي بدون زواج مشروع إذا هي رضيت بذلك، ونفت عن فعلها هذا صفة الجريمة، ودفعت عن نفسها العقوبة تحت حماية القانون والذي ينص في مواده التي تدل على أن الرضى بمقارنة الفاحشة يبيحها عنهم.

جاء في المادة 393 "يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمسة عشر سنة كلُّ مَنْ واقع أنثى بغير رضاها".

ومن الأهمية بمكان أن ننبه الشباب والشابات المسلمات العفيفات أن أعداء الإسلام وضعوا جل اهتمامهم هذه الأيام أن يتخذ الشابات المؤمنات أصدقاء للتعايش معًا في تحدٍّ صارخ لكل الأعراف الصالحة والمبادئ الكريمة التي وضعتها الشريعة السمحاء، قال الله تعالى (فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ) (النساء: من الآية 25). قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية: وقوله تعالى "محصنات" أي عفائف عن الزنا لا يتعاطينه؛ ولهذا قال "غير مسافحات" وهن الزواني اللاتي لا يمنعن من أرادهن بالفاحشة- وقوله تعالى: "ولا متخذات أخدان" قال ابن عباس: "المسافحات" هن الزواني المعلنات، يعني الزواني اللاتي لا يمنعن أحدًا أرادهن بالفاحشة: وقال ابن عباس: و"متخذات أخدان" يعني أخلاِّء، وكذا روي عن أبي هريرة ومجاهد والشعبي والضحاك وعطاء الخراساني ويحيى بن أبي كثير ومقاتل بن حيان والسدي، قالوا: أخلاء، وقال الحسن البصري: يعني الصَّديق، وقال الضحاك أيضًا: "ولا متخذات أخدان" ذات الخليل الواحد المقرة به، نهى الله عن ذلك يعني تزويجها ما دامت كذلك.

ويقول الله تعالى: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ) (المائدة: من الآية 5).

موقف العلماء والمؤسسات العلمية

وقد أبدت المجامع والروابط الإسلامية، وأغلب علماء الأزهر معارضتهم لهذه القوانين المشبوهة، المخالفة للشريعة الإسلامية.

وبيَّنت هذه الكوكبة من العلماء أن الإسلام اهتم في تشريعاته ومبادئه وتعاليمه أجل الاهتمام بأحوال الأسرة وحقوقها وواجباتها، وأن مواد هذا القانون ليست نابعة من الشريعة الإسلامية وإنما مرجعيتها الاتفاقيات والقوانين الدولية التي وقعت عليها أكثر من 18 دولة مسلمة وعربية في اتفاقية "سيداو" المشبوهة والمثيرة للجدل.  

وغفل هؤلاء الحكام الموقعون على هذه الاتفاقيات المخربة للأسرة المسلمة، أن هناك قضايا اجتماعية أهم وألصق بالواقع واحتياج الناس إلى معالجتها أكثر لا تلقى جزءًا من هذا الاهتمام؛ كقضايا العنوسة، والاختلاط المحرم بين الجنسين، والفساد الأخلاقي الذي تبثه الفضائيات، وإصلاح مناهج التربية والتعليم بما يضمن الحفاظ على الهوية وتربية الأجيال التربية الإسلامية القويمة.

واجبنا نحو القضية

القضية الآن بين أيدي الجميع ليفصلوا فيها لصالح ديننا الحنيف الذي أعزنا الله به، وحتى لا نقع أذلاء وأسرى للمعاصي المدمرة لهذا الكيان العظيم، فلا بد أن يكون لكل فرد مسلم دور يقوم به لنصرة دين الله، يقول تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ) (محمد: من الآية 7).

فكل فرد مسلم يقع على عاتقه مسئولية هذا الدين، وقبل أن يبدأ كل واحد منا في دوره لنصرة هذا الدين والحفاظ عليه من الغزو الفكري والهجمة الشرسة عليه والنيل منه، أن يضع نفسه وفق موازين حقيقية، والسؤال لنا جميعًا شبابًا وشيوخًا ونساءً وأطفالاً: هل نحن سبب في إطالة ليل هذه الأمة؟ فما أشقى من شقيت به الأمة، وما أسعد من سعدت به الأمة!.

----

باحث في العلوم الشرعية

JoomShaper