مكارم المختار
غمامة عكرت صفو أمسهما، فكان ألجفاء، حتى أنه قام الى افطاره ليس كعادته، وهي، دخلت المطبخ وشاغلت نفسه فيه كيلا تشاركه ليس الافطار حسب، بل حتى الجلوس الى طاولة الطعام .
طبيعي جدا الاختلاف والخلاف بين الزوجين، لكنه لايجد من الطبيعي أن يقدم تنازلا لآمرأة، وأن كانت زوجته، على مفهوم عدم اللياقة ومن غير اللائق به ذلك، كرجل .! ونفسها بالمقابلن لاتسمح لها بتقديم الاعتذار لأنه هو المخطيء .
وحده ظل جليس بيض الافطار المسلوق و كوب الحليب الدافيء الذي أعتاد شربه بينما هي تقشر له البيضة، لكن اليوم زال طعم الحليب لبرودته بفقدانه سخونته، وهو من رفع قشر البيضة ليأكلها على مضض ودون استساغة .
بعد حين من الزمن قضت وقته في المطبخ أتته برغيف خبز حار، وفي نفسه انتظار لمجيئها وحضورها بل ولجلوسها اليه ومعه، ونظارته ترمق باب المطبخ عله تخرج اليه عبره، ونفسه تساؤله مع ذاته :
ماذا تفعل في ألمطبخ ؟ماذا تأكل ؟
هل ستتركني لوحدي؟هل ستبقيني أنتظر ؟
لم ؟ لماذا لا تأتي لتصبحني وتسلم علي قبل ان أغادر؟
ألن تتفوه ولو بكلمة ...!
كل ذلك وهو يصبر نفسه ويتصبر وفي نفسه منى أن تقدم عليه حتى، يمكنه أن يعتذر ..! لآنه يعرف أنه المخطأ لكنه لايريد أن يبادرها ألكلام أنفة منه .
وهي لم تفعل، ولم تجلس اليه أو أمامه كما أعتادت كل يوم وصباح أن تفعل .
لكنها اليوم لا، لم ولن تفعل ذلك ..! وقضت وقتها في المطبخ بين تناول لقمة أفطار منغوصة وتنظيف الاواني .
عرفت أنه خرج وذهب الى عمله، بعدما سمعت صوت إغلاق الباب، مدت رأسها الى خارج المطبخ وتأكدت .
كوب الحليب ما زال مملوء، لم يشربه، واكثر من نصف البيضة باق في الصحن ...!
طبعا ـ أعتدت أن يقدم البيض مقشورا لك وتناول كوب الحليب بين يديك.!
قالت في نفسها .
جاء كلامها مراجعة لكل صباح يوم وفي نفسها أسى، وأجتمع في هاجسها وتوارد في فكرها صراع بين حنان وعناد، لا ـ ما يستاهل يتصور كما كل يوم أدلل وأطعمه بيدي وأناغيه..! لا يستحق ما أصبحه به كل يوم، ليأتي من الصراع هذا، حكم، أنه زوج لا يقدر الحياة الزوجية .
أخذها ألصراع الى ألتوعد وثائرة غضب تجيء بها وتأتي، وتذهب بحلمها وأناتها وخيالها سارح يجول بها ويصول، وشيطان نزع رحمتها به يكيل شذر مذر، لن أستقبله عند عودته كما عهد منين ولن أعد له الغداء، بل س أضع زيادة من الملح فيه، والبيت سأتركه هرج مرج يعج شتاتا بلا تنظيف ولا ترتيب، حتى سريره س يرجع ويجده كما تركه دون توظيب .
خرج هو وبقت هي مع نفسها وحيدة تسدل رأسها الى الاريكة منهكة والغضب يأخذ منها حصة .
تعصف بها تنهدات وحسرات، شهيق وزفير يفوخ منه جو ألغرفة ويعتصر روحها، ف لم تكن لتنتظر جفاء يسودهما ولا عكرة وكدر يجاري أيامهما .
نفضت نفسها مما هي فيه، لتخرج من أظطراب وسباتن فمهما قضت من وقت مع نفسها فليس بطويل، ومازالت في بداية اليوم والنهار أطول حتى عودة زوجها.
نهضت الى طاولة الطعام لتفرغ ما عليها، أربكها شيء من هاجس ملك إحساسها وكأن روح قد جسدت ها هنا بين يديها، وشيء ما يستنطق صمتا ويتحدث ...!
ورقة ...، تخت رغيق ألخبز .!
كتب عليها :
زوجتي ألغالية ...
صباحك سكر
صعب علي أن أغادر ألمنزل وأخرج، دون أن أرى أبتسامتك ألناعمة وثغرك يرسمها لحنا أسمعه،أبتسامتك ألتي تمدني الشعور بالحياة،وتعطيني مدا للسعادة،وتبدي لي جمال ألدنيا فيك،كنت أتمنى ألا أخرج وأغادر المنزل دونها،بل كنت أتمنى أن كما أعتدنا نجلس سويا كما كل صباح تجمعنا مائدة الفطور،جلستنا ألتي معها يهنأ بالي وأسعد،وحديثك ألعذب ألي ألجميل يا زوجتي،يا ليت ليلة أمس ما كانت،ليلة أخطأت بحقك وكل يخطأ أعترف أني أخطأت زوجتي،وأن لن تغفري وتمحي زللي ؟
فمن الذي يتجرع هفواتي ويسامحني،فمن يكون أذا أيتها السيدة الغالية.؟ كل منا يخطأ وقد نال مني ماردي أمس مقصده ب وسواسه، ويقينا نال منك وسوسة ضدي،
أعرفي عزيزتي ألغالية :
كم كنت أتمنى أن أقدم لك اعتذاري.!
ف سامحيني أني لم أفعل،
وأني لم أستطع .!
وياليت ....
ياليتني فعلت !
أو أن أمحي بهذه الكلمات خطأي عسى أن تتشفع عندك وتغفري لي ؟
ليس ورقة هذه،هي صفحة بيضاء تؤذن لبداية عساها تفتح لعهد جديد،ميثاق لمودة ومحبة لاتنتهي الا ب نهاية العمر،سأعود مبكرا اليوم على أمل أن أجد الطعام الذي أشتهي، وأمنيتي أن أرى أبتسامة الصباح مشرقة في ظهيرتي، ووجهك البشوش يملآ نهاري فرحا.
السعادة رغيف خبز ...
- التفاصيل