كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول
ذكر الإمام النسائي في سننه عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول وفي رواية يقوت
وفي اللغة العربية الفعل المضارع يفيد الاستمرارية فكلمة “يضيع ”
مضارع يفيد الاستمرارية والفعل “يعول”يفيد الاستمرارية أيضا فكيف تكون الإعالة مستمرة الضياع مستمر بحسب نص الحديث الشريف؟
كثير هم الآباء الذين يقولون أننا ربينا أبناءنا أفضل تربية ويبدأ بالتعداد أدخلناهم أفضل مدارس. اشترينا لهم أفضل الملابس علمناهم أفضل تعليم وفي نفس الوقت أبناءه لا يرونه إلا قليلا وترك أمر تربيتهم للمحاولة والخطأ
هو يظن انه بهذا الأمر قد أسقط ما افترضه الله عليه من فرض التربية نقول له لا أنت قمت بمقتضيات الرعاية وهو شيء واجب عليك دون أن تمتن على احد فتوفير المأكل والملبس والدراسة كلها تدخل ضمن رعاية الأبناء وليس تربيتهم
التربية الحقيقة تعني بماهية القيم والمعتقدات التي زرعتها بأبنائك منذ صغرهم
التربية الحقة في أن تكون موجودا بين أبنائك ساعة يحتاجون لك التربية الحقة هي أن تكون أنموذجا للأب الوالد والمربي على حد سواء فليس كل أب والد ولا كل أم مربية.
إن مسألة الرعاية مسألة تشترك به الحيوانات مع الإنسان على حد سواء فالحيوانات تلد أبناءها وتعلمهم الصيد والطيران والتمويه على العدو توفر لأبنائها الفرائس والطعام لكن ما يميز بين البشر عن الحيوانات هي التربية الحقة

إن نظرة شمولية لواقع الأبناء في عالمنا ترينا بوضوح أن أمر التربية هو آخر ما ينظر له عند البعض من الأسر في حين ترى أن الشكل الخارجي لهؤلاء الأبناء يوحي بالكثير من الاهتمام من قبل آبائهم بهم وحيث فحص المستوى العقدي أو القيمي أو الثقافي أو حتى القيام بأي عملية رصد سلوكي لهم ترى أنهم فارغون تماما من الداخل متزامنا ذلك مع احتياجهم الشديد جدا للكثير من القيم التربوية التي فاتتهم.

يحتج الآباء بأنهم يوصلون الليل بالنهار من اجل أبنائهم وأن ظروف الحياة أصبحت صعبة وتحتاج إلى مزيد من العمل الدؤوب.

نقول نعم ولكن كما انك تضع أولى أولوياتك العمل يجب أن يكون البناء التربوي لأبنائك على رأس أولوياتك فكما تخصص الكثير من الأوقات والمواعيد للعمل يجب تخصيص الكثير من الوقت للأبناء والسؤال عنهم والعمل على بناءهم تربويا من داخلهم

إضافة إلى تواجد الأب بين أبنائه يتيح له الفرصة الكبيرة بأن يرصد سلوكياتهم .

فكم من الآباء تفاجأ بأحد البناء أصبح مدخنا أو متعاط للمخدرات أو قد تدنى تحصيله الأكاديمي وهو في غفلة عنه

إن الحديث هنا موجه للآباء والأمهات وهو للآباء على وجه الخصوص كون الأب في الأسرة هو الذي يمثل السلطة وهو المناط به العمل خارجا من اجل كسب العيش.

فلابد من تعاون بين الأم التي تقوم على أمر المنزل والأبناء من داخل المنزل ومبين الأب الذي يعمل خارجا.