لها أون لاين
الأستاذ: مازن بن عبد الكريم الفريح
الأسرة نواة المجتمع وحصنها الحصين، وأي خطر يتهدد الأسرة فهو يهدد المجتمع في قواعده، لذلك يجب أن يحرص جميع أفراد المجتمع على الحفاظ على الأسرة وعلى تماسك بنيانها، وخلال هذه العجالة سنعرض لكتاب"أسرة بلا مشاكل" للأستاذ مازن عبد الكريم الفريح وهو من الكتب الهامة على صغر حجمه التي تسعى إلى: الحفاظ على بيوتنا، ووضع الحلول وطرق مواجهة المشكلات، التي تنغص على الزوجين سعادتهما.
يبدأ المؤلف كتابه بإبراز أهمية الأسرة في الإسلام، فهي اللبنة القوية التي يبنى بها صرح المجتمع المسلم، وهي المدرسة الإيمانية التي تخرج الأجيال المسلمة، لذلك فقد حرص أعداء الإسلام أن يفرقوا شملها، ويزعزعوا أركانها؛ لتفقد قدرتها على الإنتاج والعطاء، فأدخلوا باطلهم إليها عبر وسائل كثيرة، وكما أن الأسرة المستهدفة من قبل أعدائها فهي مهددة أيضاً من قبل أصحابها المسؤولين عنها وبالأخص: الزوج بالدرجة الأولى والزوجة ثانياً، لذلك كان لابد أن ننبه على بعض الأخطاء التي قد تقع من الزوجين ويكون لها الأثر الكبير في هدم الأسرة.
الوقاية خير من العلاج
يشير المؤلف إلى عدد من النقاط الهامة التي يجب على الزوج مراعاتها قبل الزواج؛ لتجنب الأسرة المشاكل التي قد تقع بعد ذلك، ومن هذه الأمور:
- حسن الاختيار: يجب الرجل أن يتأكد من صلاح المرأة التي ستكون في المستقبل القريب زوجته وأم أطفاله وموضع سره، وليعلم المسلم أن تفريطه في التحقق من صفات مخطوبته سيعرضه إلى مشكلات عظيمة، من أهم الصفات التي ينبغي للمسلم الحرص عليها فيمن سيختارها لتكون شريكة له في بيته وحياته صفة التقوى والصلاح، وفي هذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "تنكح المرأة لأربع: لدينها ولمالها ولحسبها ولجمالها فاظفر بذات الدين تربت يداك"متفق عليه. قال الإمام النووي رحمه الله: "الصحيح في معنى الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين فاظفر أنت أيها المسترشد بذات الدين".
- النظر: كم من الأسر تفككت روابطها وهي في أشهرها الأولى لعدم الوئام القلبي بين الزوج والزوجة.. ودليل القلب وقائده وبريده النظر.. ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمغيرة وقد خطب امرأة: "انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما" قال المغيرة رضي الله عنه: "فنظرت إليها، ثم تزوجتها، فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها" رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
- الشروط قيود فلا توافق إلاّ على ما تستطيع القيام به: كثير من المشكلات التي تحدث بعد الزواج هي الإخلال الزوج ببعض الشروط التي وافق عليها عند العقد، ولم يستطع الوفاء بها بعد الزواج، يوم أن ذهب الاندفاع والحماس العاطفي، وأحس بثقل تلك الشروط التي ألزم نفسه بها، و"المسلمون على شروطهم" رواه الترمذي وصححه. "وأحق الشروط وفاءً، ما استحللتم به الفروج"رواه البخاري، فاحذر أن تلزم نفسك بشروط لا تستطيع الوفاء بها.
أزواج على طرفي نقيض:
يعرض المؤلف إلى ثنائية الإفراط والتفريط التي قد تحكم علاقة الأزواج بزوجاتهم، محذرا من هذه الثنائية التي أدت إلى هدم كثير من البيوت ووقوع الشقاق فيها، ويشرح المؤلف هذه الثنائية التي يتجاذبها نوعي أزواج طرفي نقيض، الأول "أهان الزوجة وتعدى على حقوقها، وارتكب بحقها أخطاء منكرة. لا تقره عليها الشريعة التي أعطت للمرأة كرامتها وأعلنت منزلتها"... والثاني أطلق لها الزمام وترك الحبل على الغارب.
كان من نتاج هذه الثنائية: كثرة المشكلات الزوجية التي لا تجعل من الأسرة محضناً تربوياً سليماً له الأثر الكبير على تربية الأجيال المسلمة، وانتشار حالات الطلاق داخل المجتمعات وما يترتب عليه من إضاعة للأولاد، واستغلال المرأة استغلالاً ماكراً من قبل أهل الأهواء من علمانيين وغيرهم. وحيث يضخمون هذه الأخطاء ويعممونها، ويغزون المرأة بكسر قيد الطاعة لزوجها بعبارات ظاهرها معسول وباطنها سم زعاف، كعبارة "تحرير المرأة ومساواتها بالرجل".
أخطاء يقع فيها بعض الأزواج
ركز المؤلف في هذا المحور على بعض الأخطاء التي يقع فيها الرجل "تجاه زوجته"، مع توضيح الصورة المشرقة الصحيحة لتعامل سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام مع زوجاته، فمنها:
- عدم تعليم الزوجة تعاليم دينها.. وأحكام شريعتها: فهناك الكثير من النساء من تجهل أمور دينها، وعلى الرغم من ذلك لا يكترث الزوج بأن يعلمها دينها غافلا عن أثر هذا التعلم في علاقة الزوجة به، وفي تربية أبنائه وفي هذا السلوك إخلال بالأمانة التي يتحملها وتضييع للمسؤولية، قال صلى الله عليه وسلم :" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهله"متفق عليه، ثم يقترح المؤلف عدد من الوسائل التي تساعد الزوج في تعليم زوجته أحكام الشريعة، نحو إهدائها كتاب شرعي أو شريط، أو التدارس معها أحد الكتب.
- تلمس الزلات وتتبع العثرات: فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فيما يرويه جابر رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً"رواه مسلم. وذلك مخافة أن يتخونهم، أو يتلمس عثراتهم، "ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في عقر داره" رواه الترمذي وحسنه، ووافقه الألباني.
- الظلم بإيقاع العقوبات التي لا تتناسب مع الخطأ الذي وقعت فيه المرأة: ومن صور الظلم التي تقع من بعض الرجال استخدام الضرب كأول خطوة للعلاج، والله عز وجل يقول (واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغـوا عليهنّ سبيلاً) النساء، الآية: 34. فإذن الموعظة ثم الهجر ثم الضرب غير المبرح، ومن صور الظلم أيضا: إخراج الزوجة من بيتها بدون مسوغ شرعي يقتضي ذلك والله عز وجل يقول: (لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله، ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه).الطلاق، الآية:1. ومن صور الظلم: السب والتقبيح. جاء رجل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: ما حق المرأة على زوجها؟ فقال: "أن يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى، ولا يضرب الوجه، ولا يقبح، ولا يهجر إلا في البيت"رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
- التقتير في النفقة: إن نفقة الزوج على زوجته واجبة بالكتاب والسنة والإجماع. وإنما استحقت الزوجة هذه النفقة لتمكينها له من الاستمتاع بها، وطاعتها له، والقرار في بيته وتدبير منزله، وحضانة أطفاله وتربية أولاده... لذلك إذا ابتليت المرأة بزوج شحيح بخيل يمنعها حقها في النفقة بغير مسوغ شرعي، فلها أن تأخذ من ماله ما يكفيها بالمعروف، وإن لم يعلم الزوج. قالت هند بنت عتبة: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح، وليس يعطيني ما يكفيني وولدي، إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم؟فقال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف"رواه البخاري، فلماذا يلجأ الرجل المرأة لمثل هذه الطرق ولا يكون كريما معها حتى تدوم المحبة بينهما.
- الغلظة والرعونة وعدم التلطف مع الأهل: قال صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم"رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني. ومن صور الملاطفة اللهو المباح ومداعبة الزوج زوجته ومناداتها بأحب الأسماء إليها وإطعامها من يديه وكل هذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في سلوكه مع زوجاته.
- استنكاف الرجل عن مساعدة زوجته في بعض شؤون البيت: حيث يستنكف بعض الرجال مساعدة أهله ويعتقد جهلا أنها من خوارم المروءة في حين أن سيد الرجال عليه أفضل الصلاة والسلام تتحدث عنه عائشة وقد سئلت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يصنع في بيته؟! قالت: كان يكون في مهنة أهله "تعني في خدمة أهله"رواه البخاري، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
- نشر أسرار زوجته وعيوبها: وقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها"رواه مسلم.
وصايا للزوجة
سجل المؤلف عشر وصايا إلى الزوجة التي تريد أن تجعل من بيتها عشاً هادئاً ومكاناً آمناً تسوده المحبة والرحمة والسكينة والألفة.
ومن هذه الوصايا:
- تقوى الله والبعد عن المعاصي: فالمعاصي تدمر المجتمعات فضلا عن البيوت والأسر والأفراد ولذلك كانت إحدى الصالحات إذا وجدت من زوجها غلظة ونفرة .. قالت: أستغفر الله .. ذلك بما كسبت يداي ويعفو عن كثير.
- التعرف على الزوج: ماذا يحب فتحاول أن تلبيه، وتعرف ماذا يكره فتحاول أن تجتنبه ما لم يكن معصية لله فعندئذٍ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.. واسمعي لهذه المرأة الحكيمة التي حاولت أن تتعرف على زوجها.. قال الزوج لصاحبه: من عشرين عاماً لم أر ما يغضبني من أهلي... فقال صاحبه متعجباً : وكيف ذلك... قال الزوج: من أول ليلة دخلت على امرأتي، قمت إليها فمددت يدي نحوها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية.. كما أنت، ثم قالت: الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله .. إني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأتركه، ثم قالت: أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولك. قال الزوج لصاحبه: فأحوجتني والله إلى الخطبة في ذلك الموضع، فقلت: الحمد لله وأصلي على النبي وآله وأسلم. وبعد: فإنك قلت كلاماً إن ثبت عليه يكن ذلك حظك، وإن تدعيه يكن حجة عليك.. أحب كذا وكذا، وأكره كذا وكذا.. وما رأيت من حسنة فانشريها، وما رأيت من سيئة فاستريها. فقالت: كيف محبتك لزيارة أهلي؟! قال: ما أحب أن يملني أصهاري.. فقالت: فمن تحب من جيرانك أن يدخل دارك فآذن له؟ ومن تكره فأكره؟ .. قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء... قال الزوج لصاحبه: فبت معها بأنعم ليلة، وعشت معها حولاً لا أرى إلا ما أحب.. فلما كان رأس الحول.. جئت من عملي .. وإذا بأم الزوجة في بيتي .. فقالت (أم الزوجة) لي: كيف رأيت زوجتك. .. قلت: خير زوجة .. قالت: يا أبا أمية .. والله ما حاز الرجال في بيوتهم شراً من المرأة المدللة.. فأدب ما شئت أن تؤدب، وهذب ما شئت أن تهذب.. قال الزوج : فمكثت معي عشرين عاماً لم أعتب عليها في شيء إلا مرة وكنت لها ظالماً".
- الطاعة المبصرة للزوج وحسن المعاشرة: فمن حقوق الزوج الطاعة في غير معصية الله، وحسن عشرته وعدم معصيته قال عليه أفضل الصلاة والسلام: "اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما: عبد آبق من مواليه حتى يرجع، وامرأة عصت زوجها حتى ترجع"راجع صحيح الترغيب والترهيب. ولذلك قالت عائشة أم المؤمنين تعظ النساء: "يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها".
- القناعة: نريد من المرأة المسلمة أن ترضى بما يقسم لها قل أو كثر .. فلا تطلب من زوجها مالا يستطيع عليه أو مالا تمس الحاجة إليه .. وقد ورد في الأثر: "أعظم النساء بركة، أيسرهن مؤنة".
- حسن تدبير شؤون البيت: ومن حسن التدبير: تربية الأولاد وعدم تركهم للخادمات، ونظافة البيت وحسن ترتيبه، وإعداد الطعام في الوقت المناسب. في قصة هذه المرأة.. امرأة الحطاب أفضل نموذج لحسن التدبير، تقول امرأة الحطاب: إن زوجي إذا خرج يحتطب (يجمع الحطب من الجبل) أحس العناء الذي لقيه في سبيل رزقنا، وأحس بحرارة عطشه في الجبل تكاد تحرق حلقي، فأعد له الماء البارد حتى إذا ما قدم وجده، وقد نسقت و رتبت متاعي وأعددت له طعامه، ثم وقفت أنتظره في أحسن ثيابي، فإذا ما ولج الباب استقبلته كما تستقبل العروس عروسها الذي عشقته، مسلمة نفسها إليه.. فإذا أراد الراحة أعنته عليها، وإن أرداني كنت بين ذراعيه كالطفلة الصغيرة يتلهى بها أبوها.
- حسن معاشرة أهل الزوج وأقاربه: خاصة أمه التي هي أقرب الناس إليه.. فيجب أن تتودد الزوجة إليها، وتظهر الاحترام لها، وتتحمل أخطاءها، فكم من البيوت دخلها الشقاق، بسبب سوء تصرف الزوجة تجاه أم زوجها.. وعدم رعايتها لحقها.
- مشاركة الزوج في أحاسيسه ومشاعره ومقاسمته همومه وأحزانه: إذا أردت الزوجة أن تعيش في قلب زوجها فعليها أن تعيش همومه وأحزانه.. ويذكر المؤلف الزوجات بامرأة ظلت تعيش في قلب زوجها حتى بعد موتها.. لم تنسه السنون حبها... ولم يمح تطاول الدهر أثرها في قلبه.. ظل يذكرها ... ويذكر مشاركتها له في محنته وشدته في ابتلائه وكربته.... ظل يحبها حباً غارت منه زوجته الثانية التي تزوجها بعدها.. فقالت ذات يوم: "ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها".. وذات مرة قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن ذكر خديجة: "كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول لها: إنها كانت وكانت"رواه البخاري.
- شكر الزوج على جميل صنيعه: فمن لم يشكر الناس لم يشكر الله .. ولقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار! فقلن: يا رسول الله ولم ذلك؟ قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير"متفق عليه، وكفران العشير.. جحود فضل الزوج وعدم القيام بحقه.
- كتمان أسرار الزوج وستر عيوبه: فالزوجة موطن سر الزوج، وألصق الناس به وأعرفهم بخصائصه.. ولئن كان إفشاء السر من الصفات الذميمة من أي شخص كان، فهو من الزوجة أعظم وأقبح بكثير. ولذلك عندما أفشت إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم سراً من أسراره جاء العقاب صارماً، فقد آلي الرسول صلى الله عليه وسلم على نفسه ألا يقربها شهراً كاملاً. والحديث ورد في صحيح البخاري.
وإبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما زار ابنه إسماعيل طرق عليه الباب، فلم يجده، فسأل امرأته عنه فقالت: "خرج يبتغي لنا، ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بشر، نحن بضيق وشدة، فشكت إليه.. فقال إبراهيم عليه السلام: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه .. فعندما جاء إسماعيل وأخبرته زوجته بالذي حصل .. فقال إسماعيل: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، إلحقي بأهلك فطلقها"رواه البخاري. فإبراهيم عليه السلام رأى أن المرأة التي تكشف سر زوجها وتشتكي زوجها بهذه الصورة المتشائمة لا تليق أن تكون زوجة لنبي فأمره بطلاقها.
- الفطنة والكياسة .. والحذر من الأخطاء: ومن الأخطاء التي تقع فيها بعض الزوجات وصف الزوجة لزوجها محاسن بعض النساء اللاتي تعرفهن.. وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: "لا تباشر المرأة المرأة، فتصفها لزوجها كأنه ينظر إليها" رواه البخاري، ومن الأخطاء: ما تفعله كثير من الزوجات عند رجوع أزواجهن من العمل، فما أن يجلس الزوج مستقراً حتى تذكره بما يحتاجه البيت من مطالب، وما يجب عليهم تسييره من الأمور، ومصاريف الأولاد، والزوج لا يرفض الحديث في مثل هذه الأمور، ولكن يجب أن تتحين الزوجة الوقت المناسب لذلك.. ومن الأخطاء: ارتداء أحسن الثياب والتحلي بأحسن الحلي عند الخروج من البيت، وأما عند الزوج.. فلا جمال ولا زينة.
وقفة الزوج
يختم المؤلف كتابه موجها حديثه إلى الزوج قائلا: إن لك أن تعلم أن للمرأة هموماً وأحزاناً تفوق همومك وأحزانك، وأنها كائن حي رقيق تحتاج إلى من يطببها ويساعدها ويعطيها من وقته، فإذا كنت أنت ـ أيها الزوج الحنون ـ بعيداً عنها وعن مساعدتها ومداواتها، فإلى من تسعى؟ فهي لا ترتضي سواك صديقاً ولا ترتضى سواك طبيباً.
واعلم أن جلوسها في البيت لا يعني شعورها بالراحة والهدوء، فإن لديها أبناء تتعامل معهم وتربيهم لتنشئهم نشأة صالحة، وكل هذا يحتاج منها إلى جهد نفسي وقلبي وجسدي أكبر من الجهد الذي تقوم به أنت في مكتبك أو مصنعك، ولو تبادلت معها الوظيفة لما استطعت عليها ساعة من نهار، كيف لا؟ ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعدل وظيفتها بالجهاد في سبيل الله هو ذروة سنام الإسلام". ثم نذكرك كلما وقعت عيناك على تقصير من زوجتك تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول: لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر، أو قال غيره"متفق عليه.
عرض كتاب "أسرة بلا مشاكل"
- التفاصيل