عندما تقضين وقتًا طويلاً مع زوجك وتستمر العشرة بينكما لسنوات يكون من الطبيعي والوارد أن تحدث خلافات وتباين في وجهات النظر إزاء المستجدات والأحداث التي تطرأ أو الموضوعات العامة، ومن الناحية الواقعية لا يكون من السهولة بمكان التزام الموضوعية والحيادية في الحوار طوال الوقت.
وفي حالة الخلاف بينك وبين زوجك تجاه أي موضوع أو قضية مثارة يجدر بك أن تتذكري كل مهارات الاتصال الفعالة من أجل تجاوز الخلاف مع شريك حياتك أو الوصول إلى نقطة تفاهم مشتركة لكي لا تتطور الأمور في اتجاه التصعيد والشقاق.
من أهم المهارات الاتصالية التي يمكنك الاعتماد عليها في التعامل مع زوجك ما يلي:
1- أكثري من استعمال ضمير المتكلم "أنا".. عندما يكون هناك جدال وخلاف في الحوار مع زوجك وتبدأين في استعمال ضمير المتكلم يبدو عليك بوضوح أنك في حاجة للتعبير عن نفسك أمامه وأنك تحتاجين إلى تفهمه واحتوائه وهذا يثير في داخله كرجل الرغبة في التغاضي عن حدة الخلاف وتقبل وجهة نظرك أو تفهمها على الأقل، بينما لو تناسيتي استعمال هذا الضمير المتكلم فإن زوجك سيشعر طوال الوقت أثناء الحوار أنك تلومينه وتهاجمينه وتنتهزين الفرص لكي تظهري خطأه.
يمكنك أن تقولي عبارات من قبيل: "أحتاج منك أن تتفهمني" ، "أنا في حاجة إلى أن تراعي ما أقول"، "أنا بدون تفهمك وتعاطفك لن أستطيع أن أشعر بالراحة أو الأمان".
2- استمعي لزوجك ولا تقاطعيه.. عادة ما يتصاعد الخلاف بين الزوجين بسبب أن كلاً منهما يتوقف عن الاستماع للطرف الآخر في مرحلة معينة، وكل طرف ينتظر فقط أن تأتي الفرصة ليواصل إطلاق الكلمات من شفتيه بدون أن يكون مستعدًا للاستماع لما يصدر عن شريك حياته، وفي كثير من الأحيان يكون حل الخلاف سهلاً بشرط أن تراقبي لغة الجسد لدى زوجك والإيماءات والإشارات التي تصدر عنه، وعندما تستمعين إلى زوجك أثناء الخلاف احرصي على تركيز انتباهك له وألا تنشغلي بشيء آخر أثناء كلامه لأن هذا يثير غضبه أكثر، وكلما كنت حريصة على تفهم ما يقوله زوجك كلما استطعت أن تدركي سر الخلاف تمهيدًا لعلاجه بأسلوب فعال.
3- لا يجب أن تكوني شديدة الاعتداد بكلامك.. ليس هناك ما يمنع أن تعبِّري عن تشكك في فهمك لما يحدث أو تطلبي من زوجك صراحة أن يشرح لك وجهة نظره أو يعبر عما يريد، وأن تؤكدي بوضوح أنك مستعدة لو كانت وجهة نظرك خاطئة أن تتقبلي وجهة النظر الأخرى، ولو استطعتي أن تفعلي ذلك فستوفرين على نفسك وعلى زوجك طريقًا طويلاً من سوء التفاهم المحتمل الذي قد يخلق مشكلة لا داعي لها من الأساس.
4-  لا تستدعي أمورًا من الماضي.. من الخطورة الشديدة أن يكون الحوار الذي يشهد خلافاً بينك وبين زوجك منصبًا على موضوع محدد واضح ثم فجأة وأثناء هذا الحوار تقومي باستدعاء بعض الأمور من الماضي لمجرد أن تحاولي أن تثبتي أن معك الحق في شيء ما ، لأن هذا الأسلوب يزيد من حالة استياء زوجك ويجعله غير قادر على تقبل رأيك أو حتى إبداء الأسف لو كان مخطئًا بشأن ما يطرحه عليك.
5- الاعتراف أولاً ثم التوضيح فيما بعد.. من الأمور المهمة أن تبادري بالاعتراف بالخطأ لو تبيّن لك خلال الحوار أنك بالفعل وقعتي في التقصير لأن هذا الاعتراف الواضح المبدئي من جانبك يجعل زوجك مستعدًا لتفهم عذرك وتبريرك والظروف التي أحاطت بتصرفك، وهذا على خلاف لو كان هناك إصرار من جانبك على توضيح الأمر بغير اعتراف بالخطأ.
6- راقبي نغمة صوتك.. من المهم للغاية ألا تجدي نفسك في ظل تتابع الحوار مع زوجك قد بدأتي ترفعين من صوتك أو أن صوتك أصبح أكثر حدة وقسوة لأن هذا الأمر يعطل العديد من مهاراتك الاتصالية وينذر بفشل الحوار بالكلية ودخول الخلاف في مرحلة أشد وأعمق من الشقاق.