لها أون لاين
أكد استطلاع للرأي أجراه موقع "لها أون لاين" أن عدم فهم حقيقة العلاقة الزوجية هي أكبر سبب للمشاكل بين الزوجين، حيث اعتبرت 43% من المشاركات في الاستطلاع أن عدم فهم أي من الزوجين للأسس الزوجية وطبيعة العلاقة التي تجمعهما هي السبب الرئيس لكثير من الخلافات الزوجية.
بينما اعتبرت 30% من المشاركات في الاستطلاع، واللاتي تجاوز عددهن (400) مشاركة، أن تعنت كل طرف وعدم التنازل في الآراء والمواقف التي تعترض الحياة الزوجية هو السبب وراء الكثير من الخلافات الزوجية التي نراها في مجتمعاتنا. في حين رأت 13% من المصوتات في الاستطلاع أن عدم التكافؤ بين الزوجين في المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي والعمري هو السبب الرئيس للخلافات الزوجية. وأكدت 12% من المشاركات في الاستطلاع أن تدخل الأهل سواء والديَ الزوج أو الزوجة، أو أحد أقاربهم في حياتهم الأسرية هو السبب الرئيس في كثير من الخلافات الزوجية.
ولا يخلو بيت من البيوت من عوارض أو خلافات زوجية، تختلف حدتها من وقت لآخر. ومن الممكن أن تكون هذه الخلافات من العلامات الصحية في العلاقة الزوجية، إذا حاول كل طرف استدراك أخطائه، وحاول أن يتفادى ما يمكن أن يزعج شريك حياته أو يؤذيه وتعامل بنوع من الحكمة والعقل مع الخلاف.
تقول "عبير سليمان " ـ من السعودية ـ: عندما أمر بمشكلة، أحاول أن أتجنب النقاش وقت حدة المزاج، وأنتظر لوقت مناسب وأناقشه بهدوء، وغالباً ما تكون المشكلة بسبب سوء الظن، وعدم فهم أحدنا للآخر، وبالتالي فإن توضيح كل طرف لوجهة نظره يساعد في حل المشكلة.
وتضيف سليمان أنها قد تلجأ لوالدتها في بعض المشاكل التي تواجهها؛ لأخذ استشارتها، خاصة عندما تكون هي السبب في المشكلة والخطأ من عندها، وغالبا ما تقوم والدتها بتهوين الأمر عليها وتصبيرها ونصحها بما ينفعها.
وتؤكد نورة عبد الرحمن ـ من السعودية ـ على ضرورة التفاهم ووجود بعض الاتفاقيات العامة بين الزوجين في احتواء المشكلات؛ لكي يتمكنا من تجاوزها سريعا ولا تتضخم فتهدد حياتهم.
وتحكي عبد الرحمن عن تجاربها الشخصية قائلة: حال وقوع المشكلة، إما أن أعاتب بذوق ولا أكثر من ذلك، أو أنسى هذه المشكلة تماما، وإذا تنازلت عن العتاب كرما، فلا أدخرها لاستحضارها في مشكلات لاحقة.
وحول العلاقات الزوجية وطريقة التعامل مع الخلافات التي تقع بين الزوجين، يقول الاستشاري النفسي والاجتماعي الدكتور خالد الصغير: الحياة الزوجية حياة جميلة ورائعة، لو نظرنا لها من زاوية الجمال والروعة، والبعد بالنظر لها من زاوية البؤس والشقاء والتشاؤم، فالحياة الزوجية هي قائمة على الإيمان بأقدار الله أولاً، ثم على المرأة التي هي الركن الأساسي في الحياة الزوجية، وهي التي تستطيع تغيير حياتها إما إلى بؤس وشقاء، أو إلى سعادة وهناء. وتذكير الزوج بأن له أمور يجب القيام بها شرعاً، والرجال قد يحتاجون أحياناً إلى التذكير، تذكيرهم بالله واعتناءهم بالزوجة. وهذا يؤثر في مسار حياتهم وتغيرها إلى الأفضل.
ويتابع الصغير قائلا: يجب ألا نتعجل النتائج دائماً.. فالحياة قائمة أولاً وأخيراً على الصبر، والتفاؤل، وهذا هو الذي يعطي أملاً بالتغيير. فالزوج والزوجة أشبههما كالعين، واليد. فعندما تدمع العين تمسحها اليد، وعندما تنجرح اليد تدمع لها العين. فهما عن طريق واحد، ولا ننسى أن الزوجة هي التي قبلت ورضيت بهذا الزوج، وعليها أن تصبر وتتحمل وتكثر من الدعاء واللجوء إلى الله عز وجل بالاستقرار والراحة، والتعلق بالله يغير كثيراً من الأمور.
وعند سؤاله عن مرور الحياة الزوجية بفترات فتور وبرود في العلاقة بين الزوجين، أجاب الصغير: حين تكتشف الزوجة أن زوجها قد بدأ يبتعد عنها تدريجياً، من خلال كثرة سفراته ومن خلال اختلاقه للمشاكل، ومن خلال نومه في الخارج كثيراً بأسباب معروفة وغير معروفة، هنا يجب على الزوجة أن تبحث عن حلول لإرجاع هذا الزوج، كأن تعيد فتح ملفات منذ بداية حياتها الزوجية، ماذا يريد وماذا يحب، وماذا كان يتكلم فيه، وماذا كان يتمنى في المستقبل تحقيقه، ولم يحقق حتى الآن. فجميل أن تبحث فتجد بين طيّات الماضي، ما كان مختفياً وتنفض عنه الغبار حتى تخرجه إلى السطح، ليعود الزوج كما كان.
ويوضح أن الحياة الزوجية لها ثلاث مراحل عمرية: المرحلة الأولى: وتسمى مرحلة التعارف، ثم مرحلة التآلف، ثم مرحلة التكاتف. المرحلة الأولى هي قبل الزواج. أما المرحلة الثانية وهي مرحلة التآلف، وتسمى أيضاً مرحلة الاستكشاف، هذه المرحلة يكثر فيها صمت الرجل، وتكثر فيها المشكلات بشكل عام، وهي تمتد بحسب علماء النفس والاجتماع إلى خمس سنوات، وربما تصل إلى سبع سنوات، لكن في هذه المرحلة على الزوجة التحلي بالصبر، وعلى الزوج القبول بزوجته بسلبياتها وإيجابياتها، حتى يتم تخطي هذه المرحلة بنجاح. وفي المرحلة الثالثة يتجاوز الزوجان الكثير من المشكلات، ويقع التفاهم بينهما، وتتسم حياتهما بالتكاتف.
الخلافات الزوجية.. الأسباب والعلاج
- التفاصيل