لها أون لاين
الامتحانات ليست فقط للأبناء، وإنما هي أيضا لنا كأمهات، ولنا كآباء!
فمع بداية الامتحانات تعلن العديد من البيوت حالة الطوارئ، وبخاصة تلك البيوت التي تفيق في نهاية العام؛ لتجد أبناءها يعانون ضعفا في بعض المواد، وغير مستعدين للامتحانات؛ فيشيعوا في تلك الفترة أجواء القلق والتوتر، وأحيانا الخلافات والخصومات التي تصل إلى الضرب والقسوة والتهديد، مما يشعر أبناءهم بفقدان الأمان في لحظات هم أحوج فيها إلى الهدوء والاستقرار.
وعلى النقيض من هذا تماما بعض البيوت منفصلة عن أبنائها بالكامل من الناحية الشعورية، سواء دخلت الامتحانات أم لم تدخل، لا يتغير شيء في أسلوب حياتهم، كأن شيئا لم يكن لأولادهم بالمرة!
فلازالت الأمهات غارقة لآذانها بين شؤونها الخاصة والزيارات والمكالمات الهاتفية الطويلة، ومتابعة البرامج المسلية والخروج إلى الأسواق! ولازال الآباء مشغولين غاية الانشغال في أعمالهم وأحيانا أسفارهم، فلديه من المهام والأعمال ما هو أهم من أن يستقر مع أولاده في هذه الفترة!
والبعض يعتقد أنه أخلى نفسه من المسؤولية تماما، حين وفر لأبنائه المدرسين في كل التخصصات، ويتغافل عن دوره الهام في متابعة الأبناء ومدرسيهم، والاطمئنان على مستواهم الدراسي وشد أزرهم وتشجيعهم وتحفيزهم ورفع معنوياتهم، والمساعدة في حل المشكلات وتنظيم الوقت وتهيئة المكان المناسب والجو المحفز على التركيز والإتقان، مع تعويدهم في كل ذلك على الاعتماد على النفس وعدم الاتكالية على الآخرين.
إن الأبناء يحتاجون في هذه الفترة إلى الشعور بالاهتمام والرعاية من الوالدين أكثر من أي شيء آخر.
إنها فرصة كبيرة لتربية أبنائنا على قيم عظيمة، مثل تحمل المسؤولية، وتنظيم الوقت وتقدير العمل، وضرورة إتقانه واحترام موعده. وفرصة كبيرة أيضا لإشباع أبنائنا بالاهتمام والرعاية والحب والعطف والحنان، كما أنها فرصة أكبر لتفجير الطاقات الكامنة في نفوس أبنائنا، واكتشاف مواهبهم وقدراتهم وتوظيفها نحو المفيد والنافع لهم ولأمتهم وأوطانهم.

JoomShaper