رسالة المرأة
التربية السليمة للأطفال تعتمد بشكل أساسى على خلق جسر من الترابط والحوار معهم فعندما يرتبط بك ابنك سيهتم بنصائحك ويتبع تعليماتك ويتخذك قدوة له، وفي الوقت نفسه لا تنسي أن طفلك يمارس عليك رقابة مستمرة فهو يتتبع سلوكياتك وحديثك وردود أفعالك.
إذا كان الأمر كذلك فهنا يجب أن تهتمي بكل سلوك تقومين به لأن الطفل ذكى ويقلد من يحبه والارتباط المبكر مع الأبناء يساعد بشكل كبير فى توجيههم كما تريدين ويجب أن تكون التربية عن حب لا عن خوف لأن الطفل عندما يحب أبويه سيلتزم بتعليماتهما سواء فى حضورهم أو غيابهم، أما الخوف من الوالدين فسيدفع الأطفال لفعل الخطأ فى الخفاء.
في الوقت نفسه يجب على كل أم إدراك مراقبة الطفل الدقيقة لسلوكياتها فإذا كذبت الأم سيكون الابن كذابا وإذا كانت الأم غير اجتماعية أو لا تصل الرحم فسيتعلم الطفل نفس السلوك وستزداد المشكلة فى سن المراهقة عندما يبدأ التصرف بندية.
في مرحلة معينة سيقوم ابنم بكل سلوك اختزنه فى ذاكرته قامت به أمه وهنا يجب على الأم التعامل بحرص خلال هذه المرحلة وأن يكون تعاملها مع الابن متسقاً.
لا يجب أن تتعامل الأم مع ابنها كطفل فى مواقف ثم تخبره فجأة أنه كبر وأصبح مسئولا فى مواقف أخرى لأن اتساق الأسلوب فى التعامل ينضج شخصيته بشكل سوى أما التناقض فيصيبه بتوتر ويجعله غير سوى.
وهناك خطورة كبيرة في عدم الارتباط بالأبناء منذ الصغر لأن هذا قد يجعلهم يقلدون آخرين ويقومون بسلوكيات خاطئة لمجرد إثارة غضب الأم، لذا يجب أثناء عملية التربية أن تهتمي كأم بالتواصل ومراجعة تصرفاتك مع وأمام أولادك وتعتذر لهم إذا أخطأتي فى شىء.
المسألة ليست عملية عشوائية أو سهلة لكنها تحتاج قدراً كبيراً من الجهد والوعى فى السنوات الأولى ثم فى الانتقال بين المراحل العمرية وإذا فعلتي ذلك لن يستطيع أحد التأثير السلبى على أولادك.
تربية الأبناء عملية مشتركة بين أكثر من جهة، ربما تكون الأسرة هى اللبنة الأولى فى هذه العملية لكن يتداخل معها المجتمع والمدرسة والإعلام.
التربية السليمة تعتمد على تعاون هذه الجهات مع بعضها البعض ليكون هناك جيل جديد سوى، ويجب أن تعى كأم أن المراقبة والتقليد هما الأسرع وصولا للطفل.
وكلما كنتي كأم على وعى بأنك مراقبة في تصرفاتك من قبل أبنائك فإنك ستنجحين فى نقل السلوكيات والأخلاق الطيبة، كذلك يجب عليك الاهتمام بانتقاء المجتمع الذى ينقل منه الطفل سلوكياته وإذا وجدتي أنه يحتك بنماذج قد تسىء له يجب إبعاده عنها وتوجيهه إلى خطورة ذلك.
وقد لا يستجيب طفلك لهذا الإبعاد إلا إذا كان هناك تقارب ذهنى ونفسى بينه وبينك منذ البداية. وفي الوقت نفسه هناك ضرورة لترك أولادك لكل وسائل التكنولوجيا مع الحرص على المتابعة بصورة لا تشعر طفلك أنه تحت مراقبة مشددة.
احذري.. أنتِ تحت المراقبة
- التفاصيل