إذا علمتي أن غالبية الأزواج يميلون إلى التسلط والسيطرة في تعاملاتهم مع الزوجة، وهو نمط في الشخصية يرجع إلى أسلوب التربية وصورة الأب التي يعتبرونها النمط الذي ينبغي أن يسود،أو ربما يرجع إلى طبيعة خاصة بالرجل، أو ربما فرضت وظيفته عليه هذه السلوكيات التسلطية، فاعلمي كزوجة أنه ما لم تصدم زوجك مقاومة تطفئ لهيب ثورته تكونين ودون وعي منك قد أطلقت العنان لزوجك ليستمر في تصرفاته.
الحقيقة أن هذا الزوج المتسلط من خلال بعض المواقف التي يتخذها أسلوباً له في تعاملاته، هو الرجل الذي يعطي نفسه الحق في اختيار نوع حياة زوجته وتصرفاتها، ويقلل من قيمة آرائها ومشاعرها وإنجازاتها، وهو الزوج الذي يصيح ويهدد ويلوذ بالصمت الغاضب إن أثارت زوجته غضبه.
كما أن هذا النوع من الرجال هو من يتحول من اللين إلى الشدة دون مقدمات أو أسباب، ولا يشعر بقدر الألم وليس لديه أدنى إحساس بالذنب أو الندم لما يسببه لزوجته من قلق واضطراب، هو من يميل إلى السيطرة والتحكم أكثر من حاجته إلى إعجاب الآخرين.
ودائما ما تكون الزوجة التي ترتبط بهذا الإنسان في حالة اختلال نفسي وعدم توازن، تراجع نفسها بين ماتزعم أن تقوله أو تفعله تجنباً وخوفاً من إشعال غضب الزوج، تشعر بالخيبة والإحباط معظم الوقت، مع حزن وخوف من زوجها، تُصيبها حالات من التشويش والحيرة وكره للذات.
والزوجة كثيراً ما تتساءل: هل رضخت لغلبة وسيطرة زوجي؟ هل تورطت مع زوج كاره للنساء، محب للسيطرة؟ في الحقيقة هي تكابد عذاباً عاطفياً مريراً، وعلاقتها بزوجها أسوأ ما تكون.
والزوجة دائماً ما تعتقد أنها السبب فيما يحدث لها، وأن عليها تسوية كل انحراف مزاجي لدى زوجها، والبحث عن حل سحري أو معجزة لتحل مشاكلها، لأنها ترى أن تصرفات الزوج المتسلطة وإحساسه بأنه مركز الكون لا تُبقي في حياة الزوجة شيئاً مستقلاً عنه؛ مما يولد بداخلها إحساساً يخبرها بأنها في حاجة دائمة إليه، لا تستطيع الحياة بدونه؛ فتتحمل التحقير والإذلال، وتكون على استعداد للتضحية أكثر وأكثر، تجهد نفسها ليهدأ حال زوجها ويصبح أقل شراسة، وتستتب الأمور بالبيت.
إن الزوجة أحيانا تقنع نفسها بأن مايحدث من الزوج مجرد سحابة عابرة، زوبعة في فنجان، أو نزوة ولن تتكرر، لدرجة أن تشعر بالذنب لحدوثها وبأنها هي المخطئة، والبعض منهن يكرهن ذواتهن، ويصيبهن الإحباط لعدم التمكن من السيطرة على الموقف، وكأنها واقعة في شرك، وهى في كل هذا لا تعلم أن رضوخها ومقاومتها الضعيفة أمام مايفعله الزوج تعطيه جواز مرور ليتمادى في تسلطه وسيطرته.
فيما يلي مجموعة من النصائح البسيطة للتعامل مع هذا النوع من الأزواج:
1 اعتني بزوجك فهو يحتاج إلى الشعور بأنه شخص محبوب، أمين، سالم، فالحب والاهتمام يهذبان المشاعر والسلوك، ويقللان من القسوة والعنف.
2 احذري لأن زوجك يميل إلى غزل الصديقات في حضورك ليؤلمك ويعاقبك، وحتى ترفضي الخروج معه مرة أخرى.
3 هو في الغالب لا يملك حق التسلط وممارسة السيطرة على أحد خارج نطاق بيته؛ لذا حاولي التخفيف عنه، وإعطاءه المقام المناسب له كزوج ورب أسرة وسط بيته.
4 حاولي الالتزام بالهدوء والصبر والحكمة في بداية ثورته لتمتصي غضبه، وتأكدي أن تصرفه لا شأن له بك.
5 غيري من مواقفك وردود أفعالك إزاء تصرفات زوجك، فالعلاقة ستتغير مع تغيرك.
6 تسلحي بإيمانك وقوة ثقتك بنفسك، وصممي على ماتفعلين إن كنت محقة ولا تعطي لزوجك الفرصة كاملة ليقلل من شأنك ويُحبط من مشاريعك.
7 لا تتقبلي ما يوجه إليك من انتقاد أو تشويه أو إذلال على أنه حقيقة تعبر عن حالك وأوضاعك، فتلومين نفسك.
8 لسلامة صحتك الذهنية قومي بتخصيص وقت في كل يوم لأشياء تعملينها فتشعرين بالرضا تجميلاً كان أو رياضة أو تسوقاً.
9 اعرفي أن لك الحق في طلب الدعم العاطفي من زوجك، الاحتجاج على معاملته الظالمة ونقده اللاذع، ولك الحق أيضاً في عدم تحمل مسؤولية مشاكل الغير وتصرفاتهم السيئة.
نصائح للتعامل مع الزوج المتسلط
- التفاصيل