الحياة الزوجية مليئة بالتعقيدات وذلك لأنها حياة كاملة تشمل كل تفاصيل المعيشة اليومية، والزوجان لابد أن يجدا آلية للتفاهم بمرور الوقت حتى يستطيعا أن يتغلبا على المشكلات والعقبات التي تعترض حياتهما اليومية، وكلما كانا قادرين على النظر إلى هذه المشكلات والتعامل معها بروح الفريق كلما كانا أقدر على العبور بسفينة الحياة إلى بر الأمان.
وفي سياق تعامل الزوجين مع تحديات الحياة اليومية تحدث خلافات في وجهات النظر وتتفجر النزاعات والصدامات بسبب تباين الآراء والرغبة في اتخاذ قرارات على أسس مختلفة، وهنا يجب على كل زوجة أن تتعلم فن النقاش مع زوجها وتمتلك أدوات الحوار الناجح لكي لا تتسبب في علاج مشكلة بالوقوع في مشكلة أخطر.
الرجل بطبيعته يحب أن يكون صاحب الكلمة الأخيرة وأحيانًا يشعر بعض الرجال أن نزولهم على رغبات زوجاتهم أو وجهات نظرهن طعنًأ في الكرامة أو انتقاصًا من الكرامة والقيمة، والحقيقة بخلاف ذلك ولكن كيف تستطيع الزوجة الذكية أن تتجادل مع زوجها بدون أن تثير غضبه أو تحمله على العناد تجاهها ورفض كل ما يصدر عنها من آراء.
أولاً: لا تسمحي للجدال الخروج عن الحدود
عليك دائمًا أن تراقبي تطور النقاش والجدل بينك وبين زوجك، وهذا يستدعي منك أن تفصلي شخصيتك كل فترة عن تفاصيل الحوار وتنظري داخل نفسك في مآلات هذا الجدل، وإذا شعرتي أن الجدل ياخذ مناحي بعيدة عن أصل المشكلة وأساس القضية الخلافية اعملي على تهدئة أعصابك وضبط مشاعرك لكي تعيدي دفة الحديث إلى الموضوع الرئيسي، ولو تمكنتي من فعل ذلك باستمرار وبقدرة عالية على التحكم في المشاعر ستوفرين على نفسك وعلى زوجك مزالق عديدة قد تطور إلى ما هو أكبر من الجدال.

ثانيًا: تنازلي عن حظ النفس

رغم أن هذا الدور يجب أن يقوم به زوجك بصورة أكبر كرجل ولكن حاولي أنت أن تتسمي يالعقل ورجاحة التفكير قدر استطاعتك وذلك يتجلى في عدم إصرارك على أن تكوني مهتمة بالدفاع عن نفسك وإبراز أن وجهة نظرك هي السديدة وان زوجك لا يفهم حقيقة المشكلة لأن التفكير في نفسك وشخصيتك وإثبات أنك على حق بصورة مبالغ فيها سينقل الجدال والنقاش مع زوجك إلى مستوى خطير وسيضع زوجك في حالة من الاستنفار والرغبة في إيذائك.

ثالثًا: ضبط نغمة الصوت ولغة الجسد

أثناء الجدال قد تجدين أن صوتك قد ارتفع ولهجتك في الحديث قد أصبحت حادة وعصبية وبدون أن تشعري ومع تصاعد وتيرة النقاش قد تبدأين في استخدام يدك وعينيك بأسلوب لا يليق مع الزوج، ولذلك حاولي دائمًا أن تتذكري أن هذا الجدل ليس مع أحد أبنائك وإنما هو مع زوجك الذي يستحق منك كل احترام وتقدير والذين تسعين في حياتك لنيل رضاه وحسن معاشرته، وهذا يدفعك إلى خفض صوتك لو علا، وعدم النظر إلى زوجك بشكل لا يليق.