أحمد عباس
الرجل عندما يقرر الزواج يرسم أحلامًا وردية عن الاستقرار العاطفي والاستقرار المعيشي، فهو يتصور أن الزواج ستكون إيجابياته أكبر من سلبياته، وأنه سيبدأ مرحلة جديدة من حياته تقوم على السلام النفسي والإشباع العاطفي والجسدي والوجداني، ثم لا يلبث بعد مرور عدة سنوات من الزواج وفي بعض الأحيان فترة أقل من ذلك في إدراك أنه ربما يكون قد دخل إلى القفص الذهبي بقدميه بدون أن يشعر.
الزوجة تشعر بمرور الوقت أن هذا الرجل الذي تزوجته في يوم من الأيام والابتسمة تعلو شفتيه والكلمات العاطفية الدافئة والأحلام العريضة تملاً قلبه قد بدأ يتغير إما لأنه لم يعد يحبها مثل السابق أو لأنه قد بدأ في الملل من الحياة معها وعشرتها، لكن الحقيقة التي يجب أن تعيها كل زوجة أن السبب في هذا التحول قد لا يرجع إلى هذا وإنما يرجع إلى صدمة تصيب الزوج مرتبطة بتذكره لفترات من الماضب لحنينه إلى أيام كان يعيش فيها حياته كما يحلو له بدرجة أكبر من الحرية والانطلاق وعدم التقيد والمسئولية.
هنا تقف الزوجة في مفترق طرق، فهي إما أن تشعر بهذه الصدمة التي تنتاب زوجها وتثير فيه الحنين إلى أيامه قبل الزواج بمثابة طعنة لها في كرامتها وكبريائها وإعلانًا صريحًا من جانبه بندمه ليس على الزواج منها تحديدًا ولكن على الزواج كمبدأ في حد ذاته، وإما أن تشعر الزوجة أن هذه الحالة التي يمر بها الزوج قد تكون مرحلة عابرة يمكن التغلب عليها ومعاونته على الخروج منها.
وسينصب تركيزنا على الزوجة التي يمكن أن تتعامل مع هذا التطور من المنظور الثاني لأنها الزوجة الحكيمة المحبة التي تريد ان يستمر زوجها ولا تضع كرامتها وكبريائها قبل إحساسها بمسئولية الأسرة، ولهذه الزوجة الطيبة التي تريد معاونة زوجها على التغلب على الصدمة المرتبطة بالحرمان من حياة الحرية قبل الزواج نقول إن هناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكنك أن تقومي بها للعبور برفيق حياتك من إحساسه بالقيد والمسئولية الخانقة في العلاقة الزوجية.

أولاً نتناول أهم الأمور التي تصيب الزوج بالصدمة وتجعله يشعر بالحنين لمرحلة ما قبل الزواج:

أولاً فقدان الأصدقاء:

من المعروف أن الزواج يبعد كثير من الرجال عن صداقات كانوا قد بنوها خلال فترة العزوبية، وهذا يجعلهم في كثير من الأحيان يحنون إلى هذه الصداقات، ورغم إمكانية الشخص الإبقاء على بعض صداقات العزوبية فإن نوعية وأهداف تلك الصداقات تتغير بعد الزواج. ويشكو الأزواج كثيرا من فقدانها، وينحون باللائمة على الزواج في ذلك.

ثانيًا فقدان عطلة نهاية الأسبوع:

الرجل قبل الزواج يخطط لعطلة نهاية الأسبوع بشكل فردي، حيث إنه يقوم بمزاولة النشاط الذي يرغبه، لكن ذلك يتغير بعد الزواج؛ لأن الزوجة تشارك في التخطيط لهذه العطلة، فتختلف وجهات النظر حول النشاط المراد ممارسته، وتنشأ اختلافات في الرأي بينهما تؤدي إلى نشوب شجارات في بعض الأحيان. ويعتبر هذا الجدال حول عطلة نهاية الأسبوع من الأشياء الغالية التي يشعر الرجل بأنه فقدها؛ لأنه كان ينفرد في اتخاذ القرار حولها.

ثالثًا الحياة المرحة غير المنظمة:

الرجل يبحث عن سبل للهو، تعتبر على الأغلب غير منظمة من حيث اختيار الأشياء التي تلهيه وتشعره بالسعادة، ولكن بعد الزواج يغيب ذلك؛ لأن اللهو الذي كان يمارسه قبل الزواج لايناسب مرحلة مابعد الزواج. فالزوجة ربما لاتوافق على الأشياء التي كانت تمثل لهوا بالنسبة له، ويبدأ نوع آخر من اللهو الذي يعتبره الكثيرون من الرجال محدودا بسبب تواجد الزوجة.

JoomShaper