رسالة المرأة
أحيانا يكون من الجميل ان نتغافل لنكسب، فكثرة العتاب تفرق الأحباب. إذ أنه جميل ان نتغافل لنكسب من نحب.. وجميل ان نوهم من امامنا انه اكثر حكمة ودراية ومعرفة.. فينفش الطاؤوس ريشه.. وكأن لا أحد مكانه.
لا يخلو شخص من نقص، ومن المستحيل على أي زوجين أن يجد كل ما يريده أحدهما في الطرف الآخر كاملاً، إذ أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن يشعر أحد الزوجين بالضيق من تصرف عمله الآخر، وليس من المعقول أن تندلع حرب كلامية كل يوم وكل أسبوع على شيء تافه كملوحة الطعام أو نسيان طلب أو الانشغال ع حفظ ن وعد"غير ضروري" أو زلة لسان، فهذه حياة جحيم لا تطاق.
ولهذا على كل واحد منهما تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات، أو طبائع، ومن المؤكد أن الكثير من حسن الخلق يكمن في التغافل، وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور.
وبعض الرجال يدقق في كل شيء وينقب في كل شيء فيفتح الثلاجة يومياً ويصرخ لماذا لم ترتبي الخضار أو تضعي الفاكهة هنا أو هناك ؟ لماذا الطاولة علاها الغبار ؟ كم مرة قلت لك الطعام حار جداً ؟ الخ وينكد عيشها وعيشه.
كما أن بعض النساء كذلك تدقق في أمور زوجها ماذا يقصد بذلك ؟ ولماذا لم يشتر لي هدية بهذه المناسبة؟ ولماذا لم يهاتف والدي ليسأل عن صحته؟ وتجعلها مصيبة المصائب وأعظم الكبائر.. فكأنهم يبحثون عن المشاكل بأنفسهم كما أن بعض الأزواج يكون عنده عادة لا تعجب الطرف الآخر أو خصلة تعود عليها ولا يستطيع تركها مع أنها لا تؤثر في حياتهمالزوجية بشيء يذكر إلا أن الطرف الآخر يدع كل صفاته الرائعة ويوجه عدسته على تلك الصفة محاولاً اقتلاعها بالقو ة، وكلما رآه علق عليها أو كرر نصحه عنها فيتضايق صاحبها وتستمر المشاكل، بينما يجدر التغاضي عنها تماما، أو يحاول لكن في فترات متباعدة، وليستمتعا بباقي طباعهما الجميلة.
فلنتغاضى قليلاً حتى تسيرالحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر، ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة، فكثرة العتاب تفرق الأحباب.
والرجل بطبيعته عصبي قد ينفعل لأتفه الأسباب .. وخاصــًة عندما تتراكم عليه الضغوط .. فيصبح من العسير عليه الإحتمال ... والزوجة الناجحة .. فقط هي من تستطيع إحتواء غصب زوجها .. سواء بطريقة التعامل مع انفعاله في تلك اللحظة .. أو بحاورها الناجح معه ..
وحتى يكون حوارك ناحجا في هذه اللحظة وفي كل اللحظات .. إليك بعض الأمور :
- اختاري الوقت المناسب للتحدث معه : فلا تحدثيه وهو قادم للتو من عمله.. ولا إذا كان مريضا ..أو متوترا ومتضايقا من شئ ما حتى لو لم يكن منك .. لا تحدثيه أمام الأبناء .. ولا أثناء وقوع خلاف بينكما ..
-تكلمي معه بصوت منخفض وهادئ و رقيق وناعم.
-لا تشيري بيدك أثناء الحديث بانفعال وكأنك في حلبة ملاكمة.
-قبل بدء الحديث .. أكدي له أنك لن تفعلي إلا ما يرضيه ولو على حساب نفسك.
-ابدأي حديثك معه بذكر صفاته الحسنة وإيجابياته "أنت كريم .. أنت طيب: .. واشكريه على ما فعله .. وشجعيه عليها ادخلي الموضوع بتدرج : لا تحكمي عليه بالخطأ .. بل اتركيه يفهمها هو بنفسه .. من خلال ضربك للأمثال .. فمثلا تقولين : لو جاءك شخص وقال لك كذا وكذا .. وانت تحب هذا الشخص كثيرا وفعلت ذلك بقصد كذا كذا .. فكيف تتعامل معه .. وكيف يكون رأيك فيه ؟
-حاوريه ولا تجادليه : وكلما قال أمرا قولي له : نعم معك حق .. وكلامك صحيح وفوق رأسي، حتى لو لم ترينه صحيحا وقولي: لكن ما رأيك أن نجرب فكرة أخرى .. واحكم عليه أنت إن اعجبك ولك الحق في رفضه .
-لا تذكريه بأخطائه السابقة.
-لا تحاولي تشبيهه في أخطائه بأحد .. كأن تقولي : أنت مثل أبيك - أخيك.
-حاولي أن تنظري للموضوع بوجهة نظره هو .. لعلها تكون صحيحة وأنت لا تعلمين .
-استمعي له كلما تحدث بإعجاب ولا تقاطعيه .
-لا تسخري منه أثناء حديثه .
-اغلقي الحوار اذا رأيت أنه سيتطور إلى الأسوء .. وأجليه إلى وقت لاحق.
تعلمي أسرار التغافل في الحياة الزوجية
- التفاصيل