أحمد عباس
إذا تخيلنا أن هناك زواجًا يمكن أن يستمر بدون أن تحدث فيه معارك ساخنة فهذا يكون نوعًا من الخيال المستحيل، لأن الزواج الطبيعي من الوارد فيه والطبيعي أن يشهد على فترات درجة من التأزم والصدام، والعجيب أن هذه المواجهات بين الزوج والزوجة ربما تكون مؤشرًا على صحة العلاقة الزوجية وحيويتها وسيرها نحو ما هو أفضل شريطة أن تكون هذه الصدامات تتم بالأسلوب الصحيح ووفق معايير العقلانية والمنطق وعلى أساس من الحب المتبادل الموجود في أساس العلاقة الزوجية
عندما يتفاعل الزوجان مع كل مع شخصية الآخر في واقع الحياة بتفاصيلها اليومية وهمومها ومشاكلها وتحدياتها، عندما يكون هناك أطفال يكبرون وتكبر معهم الضغوط والمسئوليات، من الطبيعي أن تقع الصدامات والمواجهات بين الزوجين، لكن المأمول والمرتجى هو أن تقود هذه المواجهات في نهاية المطاف كل مرة إلى مزيد من التفاهم ومزيد من تلاقي وجهات النظر وأن تنتهي بحصول كل طرف على فائدة معرفية تعينه على إدراك طبيعة الطرف الآخر أو على الأقل إيصال وجهة نظر له لتتم مراعاة ذلك في المستقبل.
إذن يمكن اعتبار أن المعارك الزوجدية في كثير من الأحيان تكون بمثابة المرض الذي يطفو على شطح جسم الإنسان ليدرك الإنسان وجود ميكروب أو فيروس يهدد حياته ويحتاج إلى علاج سريع وحاسم، بينما عدم حدوث هذه المعارك والمشادات قد يعني أن الفيروس الذي يهدد جسد العلاقة الزوجية خفي وغير معلن ولكنه مستمر في تدمير أسس هذه العلاقة بدون أن يشعر الزوجان إلا وحياتهما الزوجية تتداعى بالكامل.
أولاً : التعقل والمنطق

عندما تقررين أن تخوضي معركة كلامية مع زوجك لابد أن تستخدمي عقلك أولاً وتدعي له القيادة ، لأنك لو دخلت هذه المعركة بعاطفتك فربما يحدث ما يحمد عقباه وتندمين حين لا ينفع الندم، وبالتالي عليك أن تحددي بعقلك ما هو الهدف من هذا الصدام وما هي الرسالة التي ترين أنها لن تصل إلى زوجك إلا من خلال مناقشة ساخنة قد توصف بأنها معركة أو مواجهة، وحاولي طوال هذه المشادة أن تذكري نفسكبأن عقلك هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في موقفك.

ثانيًا: التركيز على قضية واحدة

من الخطأ الشديد أنم تبدأي المعركة مع زوجك وتجدين نفسك تخرجين من الحديث عن قضية إلى الدخول في الحديث عن قضية أخرى ثم قضية ثالثة ورابعة، مما لا شك فيه أن هناك أكثر من موضوع قد يشعل النزاع بينكما وأن كلا منكما ينتظر الفرصة المناسبة ليفرغ ما في قلبه من شكاوى وضيق ولكن عندما تكونين أنت صاحبة المبادرة بالمعركة لابد ألا تسمحي للحوار والنقاش الساخن بأن يتفرع في طرق عديدة وأن يكون هناك حديث عن أمور مختلفة لأن هذا أولاً سيجعل أيًا من القضايا التي يتم عرضها لا تحل فضلاً عن كونه سيخرج بنطاق المعركة إلى ما هو أخطر من ذلك وقد يحدث شقاق وجفاء حقيقي بدلاً من أن تنتهي المشادة الكلامية بينكما باتفاق واضح ومحدد على علاج المشكلة الأساسية.

ثالثًا: استخدمي أسلوبًا شديد التهذيب

لا تتصوري أنك لمجرد أنك ستخوضين هذا الجدال الصعب والساخن مع زوجك أنك يحق لك أن تتحدثي معه بأسلوب لا يليق أو تصدر عنك عبارات جارحة، وتأكدي أنك لو فعلتي ذلك فلن يكون الأمر فقط أنك وقعتي في خطأ شرعي كبير ولكنك في الوقت نفسه ستخسرين قوة حجتك وإمكانية إيصال وجهة نظرك لزوجك، وبالتالي ورغم أنها معركة كلامية فلابد أن تكوني مهذبة طوال الوقت صوتك لا يرتفع على صوت زوجك بالحدة ولكن كوني صلبة وواضحة في التعبير عن رايك الذي تعتقدين وترين أنه الأصوب.