كلمة "الحُلْم" لها معنى سلبي عند كثير من الناس، وهي عندهم مرادفة للخيال الجامح، والانفصال عن الواقع، والغرق في الأماني الكاذبة.
لكن هذا المعنى السلبي هو جزء من المعنى العام لكلمة "الحلم"، وليس كل معناها.
ذلك أن لـ "الحلم" وجهًا آخرَ إيجابيًا، يعني التحفيز على الإبداع، وبذل الغاية والوسع، وفتح آفاق في العقل والطموح تنعكس بالضرورة على الواقع بمزيد من العمل، وعدم الكلل واليأس.
يمكن أن نقول بإيجاز: الإنسان الناجح هو من يجري وراء حلمه، ولا يتوقف حتى يدركه!
والإنسان الناجح أيضًا هو من يجعل حلمه بعيدًا عنه آلاف الكيلومترات، أو بجانب النجوم العالية في السماء.. أي يحلم بما لو علمه إنسان، لقال عنه: إنه جنون
وهل العبقرية إلا "أعلى مراحل الجنون"، كما قيل في أحد تعريفاتها!
أما الإنسان العادي فهو- على أحسن تقدير- يجعل حلمه على بعد خطوات قليلة العدد منه، بحيث يحققه في ضربة واحدة، ويريح نفسه بأنه قد حقق حلمه!
وأما من يجعل حلمه خلف ظهره، فلا تسأل عن حاله؛ فهو لا يستحق إلا الفتات الذي ترميه له الحياة!
اجْرِ وراءَ أحلامِك..
أطلقْ العنان لنفسك، ولا تحبس خيالك..
واعلم أن الحلم الذي ليس من الشيطان، أي ليس من الأماني الفارغة الكذوبة؛ هو الذي يدفع للعمل، ويفجِّر الطاقات، ويحطم اليأس.. ويجعل الإنسان أوثق فيما عند الله مما في يده، وأكثر إيمانًا بأن الله الذي أكرمه فيما مضى قادر على أن يحقق له طموحه فيما هو آت.
لا تَدَعْ الشيطان يكبلك بالمخاوف والوساوس والقلاقل.. اذبح كل ذلك بسكين الثقة والأمل.. وبالحلم!
من يحلمون هم فقط من يملكون قيادة الحياة، ويحوزون دفة التأثير والتوجيه.
قل لي: بِمَ تحلم، أقل لك: من أنت!
احلم ثم احلم ثم احلم، حتى ترى أحلامك واقعًا تَسعد به، وتُسعد به الآخرين..
نحن نحتاج إلى إتقان "صناعة الحلم" الذي ينفض عنا غبار الكسل والوهن، ويحطم قيود التخلف والتبعية، ويدفع إلى اللحاق بقطار الحياة وتيارها المتدفق.
الذين لا أحلام لهم هم أعجز من أن يستفيدوا بحاضرهم، فضلاً عن أن يتطلعوا إلى مستقبلهم.
ويوم أن نرتقى بمستوى أحلامنا، سيكون حاضرنا غير الحاضر الذي نعيش فيه، ومستقبلنا أفضل حتى مما نحلم به!
الوعي الشبابي