سعاد الصيد الورفلي
هكذا بدت لهن الحياة، يتميزن بالجمال والأنوثة الطاغية والذكاء؛ إنه ذكاء المرأة الحاد الذي يخشاه الرجل بل أكثر الرجال؛ هؤلاء الفتيات يمثلن طبقة كبيرة في المجتمع وكما يقول كثيرون لاينقصهن شيء ومع ذلك فإنهن في عداد اللواتي لم يتزوجن أو ‘العازبات’، ياترى هل ألِفن العزوبة وما عدن يفكرن في الزواج؟ هل الحياة الزوجية تشكل كل هذا الرِّهاب حتى لاتفكرتلك الفتاة بالارتباط؟…..أم أن المطلوب غير موجود؟!
إحداهن أردفت بقولها: ‘لاوجود لرجال مناسبين من حولي’!! ولكن ما نوع هذا التناسب المطلوب؟ كلما أقدمن خطوة أحجمن آلاف الخطوات حتى ألفن التردد في كل شيء !!
من النساء من هن بارعات جدا في العثور على تبريرات لادِّعائهن ‘أنه لا وجود لأيّ من الرجال المناسبين ‘تُرى هل هو زماننا ؟…أحد الرجال قال إنه التكبر والترفع الذي يحيط بهالة كبيرة من النساء؛ ولكن أخرى قالت بل هو التكافؤ المطلوب شرعا وقانونا، وآخر قال هذا زمن ربما يتنازل فيه الطرفان عن كثير من الأشياء بما أن التكافؤ ليس شرطا أساسيا طالما وجد شيء اسمه القناعة.
بينما أجابت أخرى بقولها: الشكوى أو التحجج من عدم وجود رجال صالحين للزواج ..كل من تقول بهذه الحجة وبسبب هذه الثنائية المتناقضة بخصوص الزواج قد تتعمد بعض النسوة أن ترينا الأمور بشكل يؤكد لهن عدم العثورعلى شريك حياة مناسب. الزواج عند هؤلاء خطوة مخيفة؛ وخاصة عندما وجدن صديقات أو قريبات لهن غامرن بزيجات سيئة وكانت النهاية مؤلمة لا تتوقف على الطلاق فحسب؛ بل طلاق وأمور أخرى ‘بينهما أطفال وعواطف ومشاعر أصيبت بالإحباط والتحطيم كما يصفن، هنا تسرع إحدى الفتيات بقولها متعجبة: أفضل أن أكون عازبة أعيش لوحدي وأصرف على نفسي على أن أرتبط برجل يحطم كل مشاعري وخاصة في وقت قل فيه النظير والمناسب.
‘من المعضلات التي تواجه نساء كثيرات في هذه الأيام وخاصة اللواتي كن مكتفيات ذاتيا ويرغبن بزواج مطمئن، ويخفن من فقدانهن الاستقلالية التي اكتسبنها على مر الأيام طيلة بقائهن دون زواج، في قصة لإحدى المعلمات وهي مقبلة على الزواج: صحيح أني أخاف من هذه الحياة الجديدة؛ لحظات صمت تسود تتخللها ابتسامات خجل ثم تكمل حديثها معلِّقة؛ كثيرات أصغر مني سنا خضن التجربة ربما نجحن نجاحا كبيرا …وربما لا…ما يقع في نفسي أني اعتدتُ إدارة شؤوني بنفسي، منذ أن اشتغلت أحسست بالاستقلالية وأعول نفسي، ولكن لا أدري ما وراء هذه الزيجة ….لعله خيركبير، فقط في حالة كل واحد منا عرف ما له وما عليه وأن يعلم الزوج أني أحب الاستقلالية في عملي ومصروفي ولا أحب أن أكون تابعة في كل شيء ‘ككون شخصيتي ضعيفة وآرائي واهية، صحيح أن الزوج له حق الطاعة في أمور معينة…ولكن لا يحق أن يتصرف في كل شؤوني وكأني قاصر؛ طالما أني عشت خمس عشرة سنة أشتغل وأعول نفسي …
الحقيقة أن أفضل الزيجات في هذه الأيام هي التي تتوفر فيها لكل من الزوجين مستويات دقيقة من التوازن، أما الخوض في الحديث عن مثل هذه المواضيع ممتع وشائك، ولكننا نود القول:ان الحياة الزوجية الناضجة هي التي تُغذي بالعواطف مع الحفاظ على استقلالية الشخصية وتبادل المشورة بين الطرفين واحترام كل طرف للآخر، فالاحترام المتبادل بين الزوجين ينمي العلاقة العاطفية ويعطي مزيدا من الأمان تُجاه كل زوج للآخر.
أما أولئك الفتيات اللواتي يتسِمن بكل سمات الجمال والعفة والخلق النبيل فإننا نقول…لاوجود لمثالية كاملة والعيوب والمثالب في كل الشخصيات إنها تقبع فينا.
طلب المثال شعارنا….والكمال لله..لكن التكافؤ المنشود أن يكون الرجل على خلق ودين بعيدا عن الشبهات ما أمكن يراعي حدود الله ، ويهدف لبناء أسرة متماسكة من جميع الجوانب ويبحث عن الحلال هذا أسمى ما تتمناه كل فتاة أوصلت نفسها لمرحلة لا تفكر فيها بالزواج وتفضل العزوبية ….
فالحياة خليط من المشاعر الدافئة والحب المكنون والعواطف النبيلة ولكن ما هو أسمى يظل دائما هو المكمل الوحيد لتلك العواطف التي بردت حتى يحين أوانها.

JoomShaper