إسراء الردايدة
مع اقتراب العام الجديد، فإن نحو 40 % من الأفراد بصدد وضع قرارات للسنة الجديدة لتنفيذها وفق خطط تناسبهم، ولكن العديد من هذه الأهداف سيفشل تحقيقه بعد ستة أشهر، وفق بحث قامت به جامعة سكرانتون النفسية.
ووفق الدراسة التي قام بها فريق، قاده الطبيب جون نوكروس، تبين أن معدلات نجاح تحقيق الأهداف بلغت 71 % بعد أسبوعين من وضعها و64 % بعد شهر و46 % بعد ستة أشهر من وضع القرار والعمل على تنفيذه، وسط اعتراف بأن هذه النسب يمكن أن تحمل مبالغة في بعض الحالات، ولكن من الصعب التقيد بقرارات العام الجديد؟
ووفقا لأبحاث نوكروس، فإن أكثر القرارات التي توضع تشمل فقدان الوزن، وحققت %21، وتحسين الموارد المالية وحققت نسبة 14 %، فيما ممارسة الرياضة حققت 14 %، أما الحصول على وظيفة جديدة فبلغت نسبتها 10 %، وتناول طعام أكثر صحية وصل لـ7 %، مبينة أن الكل يبدأ بحماس في بداية العام، ولكنهم يشعرون بالملل. وبينت الدراسة أيضا أن الأفراد يحبذون الأمور الروتينية مثل؛ العادات اليومية التي تشمل الغسول وتنظيف الأسنان، فهي تحرر العقول، وتصبح جزءا من السلوك اليومي، وهذا الأمر ينطبق على العادات السيئة، وهذا ما يجعل الأمر صعبا في اتباع نمط جديد عادة.
ووفقا للإحصاءات التي نشرتها جامعة سكرانتون، فإن حوالي 45 % عادة ما يضعون قرارت للعام الجديد، فيما 8 % منهم فقط من ينفذها، وعليه فإن وضع قرارت للعام الجديد وأهداف يطمح إلى تنفيذها، يتطلب معايير معينة وفق ما جاء على موقع pottsmerc:
- وضع أهداف قابلة للتحقيق وواقعية، وهذا الأمر مطلوب، فيما يتعلق بخطط إنقاص الوزن، فمثلا وضع قرار بفقدان 15 كيلوغراما قد يبدو صعبا في الوقت الحالي، ولكن وضع خطة تقضي بفقدان 8 كليو غرامات أكثر واقعية وقدرة على التقيد بتنفيذها وقابلة للتحقيق، وتحتاج إلى خطوات صغيرة، بدءا من التسجيل بالنادي ومتابعة حثيثة من مدرب مختص من أجل بلوغ الهدف، وفقا لاختصاصية التغذية اليزيا زيد، وهي مؤلفة كتاب Younger Next Week,” says، مشيرة إلى أن ضع قرارات صغيرة ذكية يكون تنفيذها مفتاحا للوصول للقرار الأكبر.
ويحتاج الفرد، كما تقول زيد، إلى تدوين عاداته الجديدة، وكل ما يتناوله ويمارسه من نشاطات ليتتبع إنجازاته، ويعرف أين تكمن هفواته، وهو أمر مهم جدا بالرغم من أن الكثيرين يجدونها فكرة سخيفة، فهو بالمحصلة يشكل فكرة عامة عن طريقة حياتك ونشاطك اليوم، ويساعد على معرفة نقاط القوة والضعف في حياتك، والتي تسهل عملية تغييرها من أجل تحقيق الهدف على المدى البعيد.
- إدراك وفهم الاختلاف الدقيق بين "التسوية" و"الاختيار" في أمر ما، لأن التسوية أمر سلبي وتوقعك من سلم تحمل المسؤوليات والعواقب. وحين تشعر بأنك قمت بتسوية لأمر ما، يمكنك إخبار نفسك أنك فعلتها بسبب الضغوط لديك ومخاوفك، وبكلمات أخرى "لأنك لم تملك أي خيار"، ولكن الحقيقة أن داخلك لن يخلصك من الشعور بالندم والخوف.
بينما اتخاذ القرار يضعك في موقف القيادي القوي، لأنك مسؤول عما يترتب عليه وما يحتلمه من عواقب، وهو السبب في أن الكثير منا يتجنب اتخاذ أي قرار ويقبل بالتسوية بأقل، لتجنب إدارة الآثار المترتبة على اتخاذ قرار، وهو أكثر ما يخيف البعض، على الرغم من أن الخوف جراء العواقب المترتبة على الخيارات الفردية، سيكون دائما من السهل العيش معه، مقابل الرضوخ لتسوية ما، أو وضع تشعر فيه بالخطر والندم بقية الوقت.
- ممارسة نوع من التمرين الشخصي، أي أن يحاول الفرد فهم سبب القبول بالتسوية والدافع ورائها، وهل هو الخوف من المجهول، أي عدم توفر المصادر الكافية لاتخاذ القرار من الأصل، فكلما تنوعت أسباب القبول بالتسوية تتضح الصورة لدى الفرد نفسه من معرفة سبب إقدامه عليها، ويصبح أكثر قدرة على تحدي الخوف الذي يحرك خياراته.
ولكن الجميع يواجه حواجز في حياته وأمام قراراته اليومية، وبدلا من الخضوع للهزيمة يمكن ايجاد طرق للالتفاف حولها للوصول لخط النهاية، وفيما يلي أبرز الحواجز التي تمنع البعض من تحقيق أهدافهم:
* لا أملك وقتا كافيا، وهي حجة يرددها الكثير من الأباء عادة، الذين يتحججون بأطفالهم وأعمالهم وواجباتهم المنزلية، وهنا يجب ربط الأهداف بالوقت والقدرة على جعلها جزءا من النشاط اليومي.
* لا شيء يحفزني على المتابعة، الشعور بالملل بالأحرى الناجم عن عدم الحصول على نتيجة واضحة، وهذا يحتاج لأمل ودفعة من الإرادة والعزيمة، إلى جانب التحلي بالصبر، فكل شيء يحتاج خطوات صغيرة لتحقيقه، وتظهر نتائجه بعد مرور فترة.
- عالج نفسك بنفسك، فحالة الفشل ليست بالوقت المناسب لتعاقب نفسك عليها: بل حاول بنهج معاكس أن تعطي نفسك فرصة للراحة مثل حمام مريح من أجل منحها الاندفاع، والتقليل من الخوف من الفشل، وهذا ينعكس ايجابا على الاقبال على مخاطر أكبر بقوة وثقة، فحين يشعر الفرد بالأمان رغم الفشل سيقل الخوف من الوقوع فيه، وتكون نسبة النجاح أكبر.
- اعرف أين تقف، الجهد الكبير والعمل الجاد والنوايا الطيبة وعدم الحصول على ما نريده، يجعلنا ندرك أننا في مكان تنافسي كبير، وإننا جزء من الكون وعلاقتنا به إجبارية شئنا أم أبينا، لكن اكتشاف ما هذه العلاقة هو الحل لكل شيء.
- التركيز على هدف واحد في وقت معين وليس مجموعة من الأهداف في نفس الوقت، لأن ذلك يشتت التركيز، ويسبب التوتر والنتيجة التوقف عن المحاولة.
- الرضا بما يدور معك، فمن الطبيعي أن تشعر بتثاقل في جسدك، وأنت تنتظر، وينفذ صبرك، وهو أمر طبيعي، لا تقاومه، لكن فكر بجسدك، وحالتك العقلية خلال نفاد صبرك، حيث تصاب بتوتر وتنقبض أعصابك، حاول التركيز على هذه المشاعر وتخلص منها بترديد أن الوقت سينتهي بسرعة، أو فكر بأمر آخر خلال حالة الانتظار تلك.
- كن مدركا بشكل تدريجي أن الواقع عملية متواصلة، وأنه لا مفر من النكسات والتحديات، وفترات الإحباط في مرحلة وحياة كل فرد، هي جزء من النمو والتغيير والتعلم، وهذا أمر طبيعي، ولأن جميع البشر لديهم أخطاء وعيوب، فنحن نستفيد من التعلم والصبر من خلال التعامل مع الناس والتواصل معهم، مع التركيز على ذاتنا وتحسينها من خلال الممارسة والتدريب المتواصل، وهذا يتدعم بالمواقف الحياتية والتواصل الذي سيسهل الحياة اليومية، ويتيح لنا مع الوقت استعادة السيطرة على أنفسسنا.
- امتلك قوتك وافهم وادرك من أنت، فأنت إنسان ثمين وفريد من نوعك، والإنسان منفصل عن تصور الآخرين ومختلف بطريقته وقدرته على التفكير وإدراك الأسباب وتقييم المعلومات التي تناسبه وتنسجم مع طبيعته.
في 2014: كن واقعيا في قراراتك
- التفاصيل