سارة عوض
الأحلام لا تنتهي.. فلكلٍ منا هدف يسعى لتحقيقه.. ولكل حلم وقت مُعين يأذن به الله.. وتحقيق الأحلام لا يأتي فقط بالتمني والتفكير فيها ليلًا نهارًا.. بل بالسعي الحقيقي نحوها، والعمل الدءوب عليها، فكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابًا"..
يقول على سعيد (20 عامًا): منذ صغرى وتسيطر علي أمنية وحلم واحد، هي أن أصير طبيبًا، وأصبحت طوال سنوات دراستي أسعى وأجتهد بكل ما أملك كي أصل إليه، واجتهدت في دراستي خلال مرحلة الثانوية، وبذلت كل ما في وسعى، وأصبح وقتي ويومي كله مخصص للدراسة والمذاكرة، إلا أنني فوجئت بحصولي على مجموع أقل بكثير مما كنت أتوقع، فخابت آمالي، وتحطمت أحلامي، واضطررت أن ألتحق بكلية لا أرغب فيها؛ استجابة لرغبة مكتب التنسيق، ومنذ حينها فقدت الثقة بنفسي وبأحلامي، وأصبحت لا أريد أن أتمنى أو أسعى لتحقيق حلم آخر في حياتي.

حق مشروع
أما منى أشرف (24 عامًا) فتقول: الحلم والسعي وراء تحقيقه حق مشروع لكل إنسان، وبدون الأحلام والأمنيات تصبح الحياة بلا طعم، ونصبح جميعًا أن نسير في هذه الدنيا بلا هدف، إلا أن الحلم أو الأمنية من وجهة نظري لابد أن تكون واقعية غير خيالية، ويكون الفرد متيقنًا من قدراته وإمكانياته التي تؤهله لتحقيق حلمه هذا.

حدد أهدافك
"بقدر إيمانك عزيزي الشاب بقدراتك وأحلامك ستحقق منها ما تريد.. بشرط أن تكون قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، كي لا تصاب بخيبة الأمل".. هكذا يؤكد خبير التنمية البشرية د.مجدي ناصر، الذي يقسم الأهداف والأحلام إلى صغيرة وأخرى كبيرة، وجميعها تمثل البوصلة المصححة لاتجاه أي إنسان.

وبشكل عام تحتاج عزيزي الشاب إلى العمل بهذه الأمور؛ لتصل إلى ما تريد وتبغي.. أولها أن تحدد أهدافك بناء على قابليتها للتحقيق، على أن تكون واقعية غير وهمية أو خيالية، وبناء عليه تبدأ في وضع خطة منطقية تساعدك في الوصول إلى كل ما تريد، فهناك كثيرون يحلمون بأحلام أقرب إلى المستحيل، ومن الطبيعي جدًا أن يخفقون في تحقيها، ومن ثم يشعرون بخيبة أمل تفقدهم الرغبة في الاستمرار في الحياة، ويصبح اليأس ملازمهم.

من ناحية أخرى عليك أن تضع في اعتبارك مقدار الفائدة التي ستحققها بالوصول إلى حلمك أو هدفك، وليس فقط إمكانية تحقيقه، وتقدر في ذاتك هل يستحق هذا الحلم المتاعب التي ستعانيها والثمن الذي ستدفعه من مال و مجهود و وقت للوصول إلى ما تريد؟، وما حجم الفائدة التي ستعود عليك بتحقيقه، فكل هذه الأمور تساعدك في التعرف على مدى أهمية هدفك من عدمه، وبناء عليه عليك أن تتعرف على العوائق التي تتوقع أن تعترض طريقك وكيف يمكن تجاوزها سواء كانت مادية أو بشرية؟.


نوع أهدافك ووزع طاقاتك
أما خبير التنمية البشرية فيصل عبدالواحد فينصح بضرورة تبني مجموعة متنوعة من الأهداف، منها الصغيرة والأخرى الكبيرة، فكلما تعددت أهدافك وكانت أعظم، أصبحت أسرع في التحقيق؛ لذلك حاول ألا تركز على هدف واحد بعينه، وتبذل كل ما في جهدك للوصول، بل ركز على أهداف أخرى، ووزع طاقتك ومجهوداتك عليها، كي لا تصاب بخيبة الأمل، في حال إذا أخفقت في تحقيق ذاك الهدف الواحد الذي تركز عليه طاقتك ومجهودك.

من ناحية أخرى عليك أن تتخيل مدى السعادة والفرحة التي ستشعر بها حينما تصل إلى هذا الحلم، فإحساسك بهذا الشعور سيمثل نوعًا من طاقة الدفع الإيجابية، وسيضاعف من قوة جذبك، وبالتالي من قوتك في تحقيق كل أهدافك.

ويضيف عبد الواحد: عليك أن تبتعد تمامًا عن أية مشاعر سلبية قد تنتابك وتضعف من عزيمتك؛ لأن أي مشاعر بالخوف أو القلق أو التوتر حتما ستؤثر على عزيمتك، وبالتالي قوتك نحو تحقيق هدفك، ولتضع في اعتبارك أن تحطم أحد آمالك وخيبة أحد توقعاتك، هي ليست النهاية، فربما يكون موت أحد الآمال سببًا في ميلاد أمل آخر جديد، وربما يكون الدرس الذي تتعلمه في هذه الحالة أنه كلما قلت توقعاتك، انخفضت فرصة تحطم آمالك، وزادت فرصة تحقيق أهدافك.

JoomShaper