ريهام عاطف
يعد التقدير، أحد أهم الاحتياجات المعنوية لأية علاقة إنسانية، ولعل حقيقة التقدير والاحترام تنبع دائمًا من النفس، وسبق أن أعلن الطبيب النفسي "سي أر سنيدر" أن الإنسان ليس في حاجة إلى أن يكون غنيًا أو ناجحًا أو ذا نفوذ؛ كي يحوز على الاحترام، وقد وضع "سنيدر" عددًا من النصائح التي توضح للإنسان طرق اكتساب احترام وتقدير الآخرين..
منها أن عليك أن تستمع أكثر من أن تتحدث، فكلما زاد الحديث كلما زادت فرص الوقوع في الخطأ، لهذا فعليك أن تكون منصتًا أكثر من اللازم، واحتفظ بأسرارك الخاصة، ولا تكن كتابًا مفتوحًا لكل الناس، ولا تحاول أن تقلل من شأنك أو منجزاتك أمام الآخرين، فإن الإنسان يفقد جزءًا كبيرًا من احترامه أو هيبته إذا حاول أن يقلل من شأنه ويحقر منها، فكن متواضعًا لكن بفخر، ابتعد أيضًا عن الاعتذار المتكرر، ولا تبالغ فيه كي لا تفقد هيبتك، خذ قراراتك بنفسك، و لا تنتظر من الآخرين مساعدتهم لك في قراراتك، وهذا لا يعني عدم المشورة، ولكن تظل الكلمة الأخيرة لك، دائمًا قدر قيمة وقتك، وأخيرًا احرص على أن تحتفظ بهدوئك ولا تنفعل بسهولة.

ثلاثة عوامل لتقدير الذات
والتقدير الذاتي يعتمد على ثلاثة عوامل، وفقا لرأي خبير التنمية البشرية د.ميلاد موسى، أولهما التحفيز، فعليك أن تراقب جيدًا المحيط الذي تقضي فيه معظم وقتك؛ لأن هذا المحيط هو الذي يعكس على الفرد الطاقة الداخلية سواء سلبية أو إيجابية، فاحرص على الانتماء إلى بيئة محفزة بعيدة عن وسائل الإحباط أو اليأس، فالتحفيز في حد ذاته يرفع من معنويات الفرد، ويزيد من تقديره لذاته، ويدفعه دائمًا للعمل بشكل أفضل، كذلك احرص على تجنب الشعور بالغربة والوحدة، وحاول أن تتواجد دومًا بصحبة الأصدقاء.

من العوامل الأخرى، هي الإنجاز، والذي سيساعدك على تدعيم تقديرك لذاتك، ورفع روحك المعنوية، فتعود دائمًا أن تنمي بداخلك الإحساس بالإنجاز، ولا تنتظر من الآخرين أن يقومون لك بمهامك، فعلى سبيل المثال مشاهدتك لأشخاص يقومون بتمرينات رياضية لا تحقق لك أي إنجاز من أي نوع، بل عليك أن تقوم بنفسك بهذه التمرينات كي تصل إلى اللياقة البدنية التي تريدها وتحلم بها، وأخيرًا الاحتفال والذي يمثل الاستمتاع بهذا الإنجاز، فالشخص السعيد قد لا يملك كل شيء، ولكنه يسعد بكل شيء يملكه، لهذا عليك أن تتمتع جيدًا بحياتك، وأن تحتفل بإنجازاتك تحت أي ظروف، وهو ما سيدعم بلا شك من تقديرك لذاتك وتقدير واحترام الآخرين.

حجر الزاوية
أما خبير التنمية البشرية محمود السنطي، فيؤكد أن كسب احترام وتقدير الآخرين من الصفات المحمودة، والتي يسعى إليها أي فرد، والتي تعكس بشكل أساسي مدى احترام الفرد لذاته وتقديرها، فكلما زاد احترام وتقدير الفرد لنفسه، كلما زاد ذلك من تقدير الآخرين له، كذلك طريقة تعامله معهم، تعكس قدرًا كبيرًا من نظرتهم إليه، لذا يشير إلى أن هذا يظهر من خلال التزام الفرد بمواعيده مع الآخرين، واحترامه لوعوده معهم، كذلك يمثل اهتمام الفرد بمظهره الخارجي وملابسه، أحد الدلائل المهمة لتقديره لذاته.

ويضيف أن احترام الذات وتقديرها، يمثل حجر الزاوية لكسب احترام وتقدير الآخرين، ويساعد بشكل كبير في تكوين الانطباع الأول، من خلال مراقبة الآخر لتصرفاتك وأفعالك ومدى اهتمامك بمظهرك الخارجي، واحترامك لمواعيد ووعودك معه، لهذا فإذا أردت أن تكسب تقدير الآخرين، فعليك أن تكسب تقدير ذاتك أولًا.

JoomShaper