أحمد عباس
كل فتاة تدرك أن والديها يرسمان صورة في خيالهما للحالة التي يريدانها عليها والمستوى الذي يتمنيان أن تصل إليه من الاتزان النفسي والنجاح في الواقع العملي وغير ذلك من الاعتبارات التي تهم الوالدين، ولكن الفتاة تعلم في الوقت نفسه أنها لن تستطيع أن تحقق كل ما يتمناه الوالدان وتريد ان تنال رضاهما عنها.
يجب على الفتاة أن تبذل قصارى جهدها من أجل أن يقتنع والداها بها من حيث هي بمعنى أن يتقبلاها بما هي عليه من ميزات وعيوب من إيجابيات وسلبيات، وهي لا تستطيع أن تفعل ذلك إلا إذا كانت بالفعل إنسانة جادة حريصة على مصلحتها تتعامل مع الحياة من حولها بدرجة كبيرة من الوعي والحكمة حتى يشعر والداها بالاطمئنان عليها وإن لم تتوافق مع كل أحلامهما لها.
كيف يتقبلانك؟
أولاً: لابد أن تطلبي الجلوس مع والديك للحوار واطلبي منهما قبل بدء الكلام أن يعطياكِ فرصة لشرح ما لديك وعدم الحكم عليك، وأكدي لهما أنك تريدين هذه المصارحة من أجل حرصك على سعادتها ورضاهما عنك وأن هذا الهدف عندك يفوق أي أمر آخر في الحياة.
ثانيًا: وضّحي لوالديك أنك تتفهمين وتدركين أنهما يريدان لك كل الخير، وأنك ممتنة لكل ما قدماه لكِ، وأنك حريصة على إرضائهما، وفي الوقت نفسه أكدي على أن لك شخصية مختلفة، وهذا لا يعني أن يحبطا، بل أن يحاولان رؤية الجوانب الإيجابية الفعلية في شخصيتك ولا يقفان عند المثاليات.
أكدي على أن أهدافك الخاصة، ورؤيتك لتحقيق ذاتك، لا تعني أبدا أنك لا تريدين أن تحققي لهما آمالهما وإنما كل ما في الأمر أنك لن تكوني سعيدة وناجحة حقا إلا إذا تقبلا واقعك، وقدما لك العون والدعم لتكوني إنسانة سعيدة وناجحة من خلال ما وهبه الله لك من إمكانات وصفات، وليس ما يتخيلانه من قدرات أو ميول قد لا تكون حقيقية.
ثالثًا: قيمي وضعك في المنزل، سواء كنت لا تزالين فتاة مراهقة في مرحلة الدراسة الجامعية أم أنك أنهيت دراستك أم أنك مخطوبة وتستعدين للانتقال إلى منزل الزواج، لأن كل حالة من هذه الحالات ستعني أسلوبًا مختلفًا في معالجة والديك وإقناعهما بطريقة خاصة على التوقف عن النظر إليك بالمنظور الخاص بهما والبدء في التعامل معك بطريقة جديدة تنبني على الواقع الحقيقي وشخصيتك الفعلية.
رايعًا: احذري كل الحذر من الحدة والخروج عن اللياقة في حديثك مع والديكِ، فإنك في نهاية المطاف تحاولين مجرد محاولة أن تغيري نظرتهما لك وتحاولين أن تجعليهما يتقبلان شخصيتك كما هي ولكنهما إن أصرا أو اصر احدهما على أن ينظر اليك وفق منظوره الخاص فلن يكون بيدك ما تفعلينه إلا محاولة الاحتواء والصبر والتحمل وتغيير هذا المنظور تدريجيًا قدر استطاعتك.
خامسًا: أكدي لوالديك أن طبيعتك الحقيقية قد تكون بها الكثير من المميزات التي ستعود عليهما بالنفع والفائدة وأن تصورهما عنك الذي عاشا به سنوات طويلة سابقة من حياتك قد يكون قاصرًا عن إدراك كل الجوانب الإيجابية التي حباك الله بها وأنعم عليك بها في شخصيتك.
سادسًا: احرصي على أن تكوني متصالحة مع نفسك تمامًا، لأن والديك يحبان أن يرياك في سعادة وهدوء نفسي مهما كان واقع حياتك ومهما اختلف واقعك عن تصوراتهما وبالتالي فإن سلامك النفسي المستمر سيكون أكبر وسيلة تساعدك بشكل ملموس على إقناعهما بأنك إنسانة مختلفة وناجحة وراضية ومطمئنة في الوقت نفسه.
كيف تقنعين والديك بقبول شخصيتك؟
- التفاصيل