مي عباس
"أن تضيء شمعة واحدة خير من أن تلعن الظلام ألف مرة".. هذه هي الطريقة العملية للنجاح والسعادة، ولكن البعض يُصر على أن يُفني عمره، ويبدد طاقته في لعن الظلام.. فلا يجني إلا مزيدًا من الاختناق والضيق، فهو يُضخم الأزمة بلعنها فلا تعود مجرد مشكلة خارجية، بل تصبح جزءًا منه.. ويصبح ظلامه داخليا.
والفتاة الذكية تجعل هذه القاعدة شعارًا لحياتها، فتعوّد نفسها على أن تنظر إلى الأمور دومًا بإيجابية، وتدرب عينها على التقاط الحل، والبحث عن المخرج، في كل مشكلة تتعرض لها، أو يتعرض لها الآخرون.
لا تستقلي الشمعة التي ستضيئينها في ظلام حالك، ولا تقولي "وماذا عساها أن تفعل شمعة هزيلة في هذه العتمة؟".. فيكفي أنها ستوجه القلب والعقل نحو النور، وستحمي النفس من الاستسلام لليأس، الذي هو أشد فتكًا بها من أي مصاعب أو محن.
المتذمر يبقى متذمرًا.. والشكوى إدمان، والصراخ لا يؤذي إلا حنجرة صاحبه.

توقعي أن تجدي استهزاءًا، وأن يقابلك الآخرون بالرفض، فمن تعودوا على التذمر يعتبرون الإيجابية دربًا من الخيال، ويقابلون أقوياء النفوس بوابل من ضعفهم.
احذري فإن التذمر معدي.. فلا تستسلمي لخَدَرِه، فلعن الظلام أمر مغري بإراحة النفس، ولكنه لا يهب أي راحة فعلية، بل يُفرغ الرغبة في التغيير دون جدوى.
وإذا فرضت عليكِ الظروف أن تحاطي بالمتذكرين، فاعملي في صمت، واستعيني بقوة إيمانك على أن توقني بهدفك فلا تتعثري في ركام الإحباط الذي يفخخون به الطريق ربما دون قصد.
أضيئي شمعة.. وإياكِ أن تلعني الظلام، ففي كل أمر نقطة إيجابية ابدئي منها، وتشبثي بها، فالنجاح يلد نجاحا، بينما لا يثمر التذمر إلا أشواك الهموم.

JoomShaper