أحمد عباس
إذا كنت فتاة في المرحلة الثانوية فمما لا شك فيه أن حياتك داخل المدرسة تعتبر من شديدة الأهمية بالنسبة لك، لأن مجتمع المدرسة هو المجتمع الذي تمضين فيه وقتًا مهماً من حياتك وربما تنعكس تأثيرات علاقاتك وتعاملاتك داخل المدرسة على كل جوانب حياتك الأخرى.
من الضروري أن تكوني حريصة على أن تمر حياتك المدرسة بسلام ونجاح وألا تتعرضي لمشكلات خطيرة أثناء تعايشك مع واقع المدرسة الثانوية سواء على مستوى علاقاتك مع المعلمات أو الطالبات الزميلات أو حتى على مستوى تعامل أسرتك مع حقيقة أنك طالبة في المرحلة الثانوية.

وجه واحد
في البداية يكون من الواجب عليك أن تتبني منهجًا في التعامل مع الجميع مرتبطًا بسمات شخصيتك الأساسية التي تحبين أن تتحلي بها وتحافظي عليها، بمعنى ألا تكوني صاحبة أكثر من وجه، فهذا الفخ إذا وقعت فيه سيكون من الصعوبة الشديدة أن تخرجي منه حتى تنتهي مرحلة الثانوية بالكامل، ولن يكون بإمكانك أن تتخلي عن هذه القنعة المتعددة إلا عندما تصلين إلى مرحلة الجامعة، ومن أجل تفادي هذا الفخ يجدر بك أن تتمسكي بسمات شخصيتك الأساسية وتكوني واضحة وشفافة مع نفسك قدر الاستطاعة ثم تتعاملين مع الآخرين داخل المجتمع المدرسي انطلاقًا من هذه السمات الشخصية المعلنة للجميع.

البعد عن الشكوى
من الأمور المهمة كذلك ألا تعتادي على الشكوى فكثرة الشكاوى تجعل كل المحيطين بك سواء كانوا زميلات الدراسة أو المعلمات أو الإداريات في المدرسة يشعرن بالضجر والملل من مجرد الاقتراب منك أو التعامل معك، ومما لا شك فيه أنك تعاملت أو سمعت عن فتيات يكثرن من الشكوى والتذمر والاعتراض على كل شيء حولهن سواء كان ذلك راجعاً لأسباب موضوعية أو لمجرد إثبات الوجود.

اعرفي نفسك
كوني محددة فيما تحبين وما لا تحبين، واحذري بشدة أن تحاولي تصنع الإقبال على أمر معين لمجرد كسب صديقات جديدات أو إثارة إعجاب المعلمات أو ما شابه لأن هذا التكلف والتصنع سينعكس بصورة سلبية عليك ويجعل الآخرين يتعاملون معك بمرور الوقت بدرجة كبيرة من عدم التقدير الذي ربما يصل إلى حد الاستهزاء، وعلى العكس كلما كان تمسكك بما تحبين كبيراً كلما أدى ذلك إلى أن يحترمك الآخرون ولو بمرور الوقت لنك ستتركين انطباعات تبرهن على أنك شخصية مستقلة ولست مجرد فتاة فارغة.

خطر الغيبة
في مجتمع المدرسة الثانوية يكون من الوارد أن تتحدث الفتيات والمعلمات عن بعضهن البعض في غيبتهن وهذا الأمر شديد الخطورة فبالإضافة إلى أن هذا السلوك يغضب الله تعالى ويعتبر نوعاً من النميمة والغيبة، فإنه يخلق العداوات والمشاحانات ويتسبب في وقوع الكثير من المشكلات والصدامات ويجعلك تدخلين في متاهات من الصراعات أنت في غنى عنها.

معطاءة
حاولي قدر الإمكان أن تكوني خيرة ومعطاءة فالفتاة في هذه المرحلة من حياتها عادة ما توسم من قبل المحيطين بها بأنها أنانية لا تفكر إلا فيما يسعدها ويحقق لها فائدة، فإذا ما استطعت أن تكوني مثل الزهرة ذات المنظر الجذاب والرائحة الزكية سيكون الجميع راغبين في التقارب معك والتودد إليك لأنك تبذلين من دون أن تنتظري المقابل وتسعين إلى كسب رضا الله من خلال مساعدة كل من حولك.

JoomShaper