ريتاج الأمير
الأصدقاء يتعايشون معنا فى جميع المراحل العمرية والأصدقاء قد يكونوا الوسيلة الوحيدة للخروج من جميع المشاكل التى نعانى منها إلا أن كسب الأصدقاء قد يكون بحاجة لفهم إستراتيجية التعامل.
يوضح دكتور هاشم بحرى إستشارى الطب النفسى قائلا، أن فهم شخصية الصديق يؤهلك للتعايش معه بشكل أفضل ولكى تكسب أصدقاءك حاول أن تقوم معهم بدور المنصت ذلك الدور الذى يجعلك تستمع لمشاكلهم وتفهم طرق التحاور معهم، مع عدم نقل الكلام بين أصدقائك لأن ذلك يثير عدد من المشاكل النفسية بينك وبينهم، وعليك عدم التحدث لهم فى وقت العصبية حتى لا تتفوه ببعض الألفاظ التى يرفضونها وعليك دوما اختيار الأصدقاء المتفاهمين معك فى كل شىء فوجود لغة حوار بينك وبين أصدقائك يجعلك قريبا منهم وفى وقت شدة أصدقائك عليك الاقتراب منهم ومساعدتهم فى حل مشاكلهم، فالمشاكل حتى وإن كانت صعبة فى وجود الأصدقاء يجعل من السهل عليك حلها والتعامل معها، لذا كن حريصا فى تعاملك مع المحيطين بك حتى تقدر على كسب ثقتهم دون أن تهين أحدا منهم وأجعل الكلمة الحلوة دوما لغتك فى التعامل مع أصدقائك حتى تقدر على كسب ثقتهم باستمرار.
ونظرا لخطورة الصديق وتأثيره البالغ على الإنسان فإنه لا بد أن تكون هناك ضوابط وقواعد لاختياره وإلا أصيب الإنسان بالضرر والعنت..
ولذا يحذر القرآن الكريم من صديق السوء في غير ما موضع من كتاب الله في إشارة إلى ضرورة اختيار الصديق وفق مواصفات معينة يقول سبحانه: (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا) فتأمل حفظك الله كيف كان هذا الصديق والخليل سببا لدخول هذا البائس عذاب الله، وبعده عن رحمته.
الأصدقاء ليسوا كلهم على درجة واحدة بل إنهم يختلفون فبعضهم أنت بحاجة له دائما وهذا أخطرهم، وبعضهم تفرضه عليك الظروف وطبيعة الحياة وإن كنت لا تريده وبعضهم شر و وبل عليك وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله:
الأصدقاء ثلاثة: أحدهم كالغذاء لا بد منه،والثاني كالدواء يحتاج إليه في وقت دون وقت، والثالث كالداء لا يحتاج إليه قط.) وقال أحد السلف: الأخ الصالح خير لك من نفسك، لأن النفس أمارة بالسوء والأخ الصالح لا يأمر إلا بخير.ويقول الإمام الشافعي رحمه الله – ( لولا القيام بالأسحار وصحبة الأخيار ما اخترت البقاء في هذه الدار.).
معايير اختيار الصديق:
أقام الإسلام العلاقة الاجتماعية على المثل والفضيلة وعلى رعاية الاخوه بين المؤمنين وحفظ حقوقهم وحريتهم الشخصية وأعراضهم وأموالهم..ولأهمية الصداقة والاخوه في الإسلام انزل الله سبحانه وتعالى هذه الأيات:
قال تعالى : (إنما المؤمنون أخوه فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) ولأهمية اختيار الصديق الصالح اخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بصفات جليس السوء، حيث قال: ( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبه، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك
وإما أن تجد منه ريحا خبيثة).
ومن هنا نصل إلا أهم معايير اختيار الصديق ، وتتمثل في الأتي:
1-أن يكون صالحا
2-أن يكون على خلق حسن
3-أن يكون أمينا
4-أن يكون وفيا
5-أن يكون ناصحاومن الامثله الجيدة على أهمية اختيار الصديق الصالح ما نراه عند الناس الناجحين في حياتهم العلمية والعملية
حيث أنهم وفقوا فاختيار الجليس الصالح ، فنجحوا في جميع أمورهم ،
ولعل هذا يدعوك إلى أن تبحث عن الشخص الذي يتصف بتلك الصفات لتتخذه صديقا لك.وأخيرا اعلم أن قضية الصحبة قضية دين وليست دنيا فقط وتأمل ما رواه..أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل). تذكر هذا القول: قل لي من تعاشر اقل لك من أنت.
كيف يمكن الوثوق في الأصدقاء؟
- التفاصيل