2015/03/23تقارير
ARA News / رزكار مرعي – جل آغا
لم يكن قطاع التعليم خلال سنوات الأزمة السورية بمنأى عن الضرر الذي لحق بكافة المرافق والخدمات والتجهيزات الأساسية المقدمة للمجتمع، فقد مُورس بحق التعليم أبشع أنواع التدمير الممنهج، واستخدمت المدارس سجوناً ومعتقلات للمعارضين، وتحولت سطوحها إلى متاريس عسكرية وأبراج للقناصين، فيما كانت ملاذاً للنازحين في مناطق أخرى، لتخرج عن مهامها في تعليم الأجيال، حسب التقارير الصادرة عن منظمة هيومن رايتس ووتش.إحصاءات
فبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، فإن أكثر من 40% من الأطفال اللاجئين ليسوا على مقاعد الدراسة، في حين أن مليون طفل آخر مهددون بالتسرّب من المدراس بسبب انعدام الأمن.
وأظهرت أرقام أعلن عنها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون العام الماضي، أن 2.1 مليون طفل لا يتلقون التعليم في سوريا، كما أن مدرسة من أصل خمس متضررة أو أصبحت ملجأً للنازحين، كما أكدت هيئة إنقاذ الطفل في منطقة الشرق الأوسط وجود «جيل ضائعاً» بسبب الحرب في سوريا.
الهجرة وتجنيد القاصرين والزواج المبكر
بيمان إسماعيل مدرسة في إحدى الثانويات السورية قالت لـ ARA News أن «المدارس تكاد تكون خالية من المدرسين والطلبة، فالمدرسة التي أعمل فيها كانت تستوعب ما يقارب 550 طالبة، أما اليوم فلا يوجد أكثر من 150 طالبة».
وأضافت أن «الهجرة تعتبر السبب الرئيس لانخفاض عددهم، أما الأسباب الأخرى فهي جزء من الأزمة السورية، كتجنيد القاصرين والزواج المبكر، فخلال شهر واحد على سبيل المثال، تم عقد قران أربع طالبات قاصرات من المدرسة التي أعمل فيها، حيث تركوا مقاعد الدراسة».
وأشارت أن إدخال مادة اللغة الكردية في المناهج الدراسية على حساب مواد مهمة كالرياضيات والعلوم وغيرها، في مدارس المناطق الكردية السورية، وخاصة بالنسبة لطلاب مرحلة التعليم الأساسي، مما «زاد الطين بلة».
انعدام الأمن وغلاء المعيشة
كاوا نوري، طالب هندسة ميكانيك في جامعة حلب صرّح لــ ARA News «أعتبر نفسي من المتضررين خلال هذه الأزمة، كما آلاف الطلبة من ذوي الحالات المماثلة، ممن منعهم انعدام الأمن وظروف الحرب والخوف والمضايقات الأمنية وغلاء المعيشة، من إكمال تعليمهم بالجامعات التي تقع في مرمى قصف النظام والمعارضة»، وأكد أن «الكثير من زملائي ممن تحدّوا هذه الظروف، واستشهدوا وهم في طريقهم إلى الجامعة أو عائدين منها، فالقذائف لا تفرق بين طالب علم أو معارض أو موال».
أما شيرزاد مختار والد لطالبين جامعيين، فقد أوضح أنه «وبالرغم من أن التعليم في الجامعات السورية لا يزال بالمجان، إلا أنه وخلال سنوات ما قبل الأزمة كان مبلغ 10,000 ل.س شهرياً، يكفي لكل طالب جامعي، أما اليوم ومع انخفاض سعر صرف الليرة السورية، فبات المبلغ مضاعفاً لمرتين أو أكثر».
وأضاف «أنا كأب لطالبين جامعيين، لم يعد بإمكاني توفير مبلغ 50-60 ألف شهرياً، لذا بقي أولادي وائل طالب هندسة تقنية سنة ثانية، ونيفين طالبة لغة فرنسية سنة أولى، في المنزل بدلاً من الجامعة».
يُذكر أن الآلاف من طلبة المدارس والجامعات السورية قضوا على مقاعد الدراسة جراء استهدف قوات النظام هذه المنشآت التعليمية، حسب مؤسسات حقوقية سورية، بالإضافة إلى الآلاف الأخرى من الطلبة الذين اعتقلوا من مقاعدهم الدراسية على يد قوات الأمن السوري.