الان سوريا.. «دولة بلا شباب».. عشرات الآلاف قتلوا أو هربوا خوفًا من تأدية الخدمة العسكرية الان سوريا.. «دولة بلا شباب».. عشرات الآلاف قتلوا أو هربوا خوفًا من تأدية الخدمة العسكرية
بعد أكثر من 6 أعوام على الحرب فى الجمهورية السورية، تحولت البلاد إلى «دولة بلا شباب»، وانخفض مستوى الذكور مقارنة بالإناث بشكل غير معهود لدرجة أن القاضى الشرعى الأول فى الجمهورية السورية قدم نصيحة بتعدد الزوجات لحل هذه الأزمة.
وكان القاضى محمد المعراوى أثار موجة كبيرة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعى، عندما دعا علنا السوريين ــ فى تصريحات لصحيفة «تشرين» الحكومية فى فبراير الماضى ــ إلى تعدد الزوجات، مبررا ذلك بالقول إن نسبة النساء باتت 65% من المجتمع بسبب الحرب، مقابل نسبة ذكور لا تزيد على 35%.
وأوضحت شبكة «سكاى نيوز عربية» الإخبارية، فى تقرير اليوم، أن هذا التراجع الكبير فى عدد الذكور يرجع إلى مقتل أعداد كبيرة من الشباب، سواء ممن كانوا فى صفوف القوات الحكومية، أو فى

صفوف فصائل المعارضة، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من الشباب الذين غادروا الجمهورية السورية خوفا من تأدية الخدمة العسكرية.
ويفرض القانون على كل الشباب السورى، اعتبارا من سن 18 وحتى 40 عاما، الالتحاق بالجيش، مع بعض الاستثناءات.
وتسبب دخول الجيش السورى فى الصراع ضد قوى المعارضة منذ عام 2011 فى جعل الالتحاق بالخدمة الإلزامية يعنى بالضرورة الوجود على الجبهات والمشاركة فى معارك داخلية، هى فى أكثرها ضد أبناء البلد الواحد.
وأوضح التقرير أنه رغم أن الخدمة الإلزامية فى الجمهورية السورية تقتصر على عامين فقط، إلا أن السلطات السورية لم تسمح منذ بداية الحرب فى البلاد بإنهاء خدمة أحد ممن يؤدونها، لدرجة أن البعض قارب على إنهاء 7 سنوات فى خدمة العلم أو الخدمة العسكرية.
كذلك لم يسلم من أدى الخدمة سابقا من الالتحاق بالعسكرية بعد إعلان السلطات استدعاء الاحتياط. وذلك يعنى إمكانية إجبار أى رجل على تأدية الخدمة العسكرية حتى لو جاوز الأربعين عاما.
كل هذه العوامل دفعت الشباب السورى ممن هم فى سن الخدمة إلى التخلف عنها والخروج من البلاد سواء إلى تركيا أو لبنان أو الأردن، أو غيرها.
ونقلت «سكاى نيوز» عن أحد الطلاب الجامعيين، الذين غادروا الجمهورية السورية، لكونه مطلوبا للخدمة الإلزامية، إن صفه الجامعى كان يضم 40 فتاة و3 شباب فقط.
وروى شباب آخرون من الجمهورية السورية ممن أدوا خدمة العلم، وكانوا موظفين حكوميين أنهم اضطروا إلى مغادرة عملهم الحكومى بعد أن طلبتهم السلطات للخدمة العسكرية الاحتياطية، فأصبحت مغادرة البلاد الخيار الوحيد أمامهم.
وبعد إكمال الحرب عامها السادس، وثق المرصد السورى لحقوق البني ادم مقتل نحو 470 ألف شخص وإصابة مليونين آخرين.
وقال المرصد إن بين هؤلاء نحو 92 ألف قتيل مدنى، منهم 16 ألف طفل، و10 آلاف امرأة راحوا ضحايا الحرب فى الجمهورية السورية حتى 15 مارس الماضى.
وأوضح أن حصيلة قتلى المقاتلين السوريين فى صفوف النظام بلغت نحو 61 ألف قتيل، إلى جانب 43 ألفا من القوات الرديفة. وفى الجانب الآخر، ارتفعت أعداد المقاتلين العرب والأجانب الذين يقاتلون النظام إلى 56 ألف قتيل تقريبا.
وقال المرصد إن نصف مليون شخص اعتقلوا فى سجون النظام منذ بدء النزاع، كما أجبرت الحرب 4.9 ملايين شخص على الفرار من الجمهورية السورية، علي عهدة مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

JoomShaper