سيدتي - لينا الحوراني
تتعلق الصحة النفسية للمراهقين بالمشكلات العاطفية والسلوكية خلال هذه الفترة، مثل القلق والاضطرابات الاكتئابية، وهي من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 11-16 عاماً حيث يعاني منها 9٪ من المراهقين في هذه الفئة العمرية)، تليها الاضطرابات السلوكية (6.2٪، كما يؤكد الأطباء والاستشاريون، ويضعون أياديهم على المشاكل الأخرى.


التغيرات الاجتماعية في مرحلة المراهقة
يختار مجموعات الصداقة، من أعراق مختلفة
اضطراب في الهوية
ينشغل الشباب بمعرفة من هم ومكانتهم في هذا العالم. قد تلاحظين أن طفلك يجرب أشياء جديدة مثل أنماط الملابس أو الموسيقى الغربية، أو الفن أو يختار مجموعات الصداقة، من أعراق مختلفة، إن للأصدقاء والعائلة ووسائل الإعلام والثقافات المتعددة تأثيرات على اختيارات طفلك، الذي ينتقل إلى سن المراهقة.
النزعة إلى الاستقلالية
ربما يريد طفلك المزيد من الاستقلالية مثل كيفية التنقل وأين يذهب، وكيف يقضي وقته ومع مَن، وما ينفقه من المال، وعندما يصبح طفلك أكثر استقلالية، فربما يعني ذلك بعض التغييرات الاجتماعية في روتين عائلتك وعلاقاتك، بالإضافة إلى صداقات طفلك.
تحمل المزيد من المسؤولية
قد يكون طفلك حريصاً على تحمل المزيد من المسؤولية في المنزل والمدرسة. يمكن أن يشمل ذلك أشياء، مثل طهي العشاء مرة واحدة في الأسبوع، أو التواجد في مجلس المدرسة. وأنت تحتاجين في هذه الفترة إلى تشجيعه للتحرك نحو المزيد من المسؤولية.
تبني خبرات جديدة
من علامات المراهقة أن طفلك يبحث عن تجارب جديدة، بما في ذلك التجارب المحفوفة بالمخاطر. هذا أمر طبيعي لأنه يستكشف حدوده وقدراته، بالإضافة إلى الحدود التي تضعينها أنت. يحتاج طفلك أيضاً إلى التعبير عن نفسه كفرد. ولكن نظراً لتطور أدمغة المراهقين، فقد يعاني طفلك أحياناً من التفكير في العواقب والمخاطر قبل أن يجرب شيئاً جديداً.
تبلور القيم
هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه طفلك في تطوير مجموعة أقوى من القيم والأخلاق. سوف يسأل المزيد من العلاقات الإنسانية، والمواقف التي يشهدها، وفي هذه الحالة تساعد كلماتك وأفعالك في تشكيل شعور طفلك بالصواب والخطأ.
التفاعل مع التأثيرات الخارجية
قد يؤثر الأصدقاء والأقران على طفلك، لا سيما في سلوكه ومظهره واهتماماته وشعوره واحترامه لذاته. في هذه المرحلة لابد أن يكون لديك تأثير كبير على التحولات طويلة المدى مثل الخيارات المهنية لطفلك، والقيم والأخلاق.
الإحساس بالهوية الجسمانية
قد يبدأ طفلك في الإحساس بالرومانسية، حيث يحب في هذه الفترة التعرف على الفتيات، بمجرد الكلمات والنظرات، وقد يقع في حب فتاة معينة ويفكر بها كثيراً.
التعلق بالوسائط الاجتماعية
يمكن للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أن تؤثران على كيفية تواصل طفلك مع الأصدقاء والتعرف على العالم. ولهذا العديد من الفوائد للتطور الاجتماعي لطفلك، ولكن هناك أيضاً بعض المخاطر. تحدثي مع طفلك هذه أفضل طريقة لحمايته من مخاطر وسائل التواصل الاجتماعي وضمان أمانه على الإنترنت.
التغيرات العاطفية في مرحلة المراهقة
تكون حالته المزاجية متقلبة وغير متوقعة
تغير المزاج والمشاعر
قد يُظهر طفلك مشاعر قوية وعواطف شديدة، بحيث تكون حالته المزاجية متقلبة وغير متوقعة، وقد يميل إلى الاكتئاب، تحدث هذه التقلبات العاطفية لأن دماغ طفلك لايزال يتعلم كيفية التحكم في المشاعر والتعبير عنها على طريقة الكبار.
الحساسية تجاه الآخرين
عندما يكبر طفلك، سوف يتمكن من قراءة وفهم مشاعر الآخرين. لكن بينما يطور هذه المهارات، قد يخطئ أحياناً في قراءة تعبيرات الوجه أو لغة الجسد. هذا يعني أنه قد يحتاجون إلى بعض المساعدة في معرفة ما يشعر به الآخرون.
يزداد الوعي الذاتي
غالباً ما يتأثر احترام الذات لدى المراهقين بمظهر المراهقين. وعندما ينمو، قد يشعر بالخجل بشأن مظهره الجسدي. وقد يقارن أيضاً جسمه بجسم الأصدقاء والأقران.
الميل إلى صناعة القرار
قد يمر طفلك بمرحلة يبدو أنه يتصرف فيها من دون تفكير في الكثير من الوقت. لا تزال مهارات صنع القرار لديه تتطور، وما زال يتعلم أن الإجراءات لها عواقب وحتى مخاطر في بعض الأحيان.
كيف تشرحين لطفلك العلاقة الحميمية بين الرجل والمرأة؟
يقضي المزيد من الوقت مع الأصدقاء
أحد التغييرات الكبيرة التي قد تلاحظينها هو أن طفلك يريد قضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والأقران، ووقت أقل مع العائلة.
في الوقت نفسه، قد يبدو أن لديه المزيد من الحجج. سعياً وراء المزيد من الاستقلالية. هذا أيضاً لأن طفلك بدأ في التفكير بشكل أكثر تجريداً كما أنه يشكك في وجهات النظر المختلفة. لذلك قد يزعج من حوله دون قصد، ويميل إلى الجدل، لكن هذا لن يستمر طويلاً. لذلك عليك مساعدته على الهدوء وتطوير طرق لإدارة الصراع.
كيف تدعمين التطور الاجتماعي والعاطفي في مرحلة المراهقة لدى طفلك؟
استمعي إلى مشاعر طفلك
لديك دور كبير تلعبينه في مساعدة طفلك على تنمية عواطفه ومهاراته الاجتماعية. إليك بعض الأفكار لمساعدتك في دعم تطوره:
كوني نموذجاً يحتذى به
يمكنك أن تكوني نموذجاً يحتذى به في العلاقات الإيجابية مع أصدقائك وأطفالك وزوجك وزملائك. سيتعلم طفلك من رؤية العلاقات التي تتمتع بالاحترام والتعاطف والطرق الإيجابية لحل النزاع. بالتأكيد ستمرين بأوقات تشعرين فيها بالغرابة والتعب وعدم الانتماء. بدلاً من الدخول في جدال مع طفلك، يمكنك أن تقولي، "أنا متعبة وأشعر بالضيق، ولا أستطيع التحدث الآن هل يمكننا إجراء هذه المحادثة بعد العشاء"؟
تعرفي على أصدقاء طفلك
سيساعدك التعرف على أصدقاء طفلك والترحيب بهم في منزلك على مواكبة العلاقات الاجتماعية لطفلك. وبهذا ستدركين مدى أهمية أصدقاء طفلك بالنسبة لشعور طفلك بذاته.
إذا كنت قلقة بشأن أصدقاء طفلك، فقومي بتوجيه طفلك نحو مجموعات اجتماعية أخرى. لكن حظر صداقة أو انتقاد أصدقاء طفلك قد يكون له تأثير معاكس. وهذا يعني أن طفلك قد يرغب في قضاء المزيد من الوقت مع مجموعة الأصدقاء التي حظرتها.
استمعي إلى مشاعر طفلك
يمكن أن يكون الاستماع الفعال وسيلة قوية لتقوية علاقتك مع طفلك في هذه السنوات. للاستماع بنشاط، عليك أن تتوقفي عما تفعلينه عندما يريد طفلك التحدث. وخصصي وقتاً يمكنك الاستماع فيه له، احترمي مشاعره وآراءه وحاولي فهم وجهة نظره، حتى لو لم تكن هي نفسها وجهة نظرك.
تحدثي أنتِ عن مشاعرك
إن إخبار طفلك بما تشعرين به عندما يتصرف بطرق معينة يساعده على الاستجابة للعواطف. ويتبع طرقاً إيجابية وبناءة للتواصل مع الآخرين. يمكن أن يكون الأمر بسيطاً، مثل قول "لقد شعرت بالسعادة حقاً عندما دعوتني إلى مسرحية في مدرستك".
تحدثي عن ماهية الذكر والأنثى
وليكن ذلك بطريقة منفتحة وغير فجة، فقد يعزز ذلك الثقة بينكما. ولكن من الأفضل البحث عن الأوقات اليومية التي يمكنك فيها بسهولة طرح هذه المشكلات بدلاً من إجراء محادثة منفتحة جداً، وعندما تأتي هذه اللحظات، من الجيد غالباً معرفة ما يعرفه طفلك بالفعل. وتصحيح أي معلومات خاطئة لديه وإعطائه الحقائق. يمكنك أيضاً التحدث عن أضرار وإرسال الرسائل غير اللائقة، ورؤية والمواد الإباحية.
ركزي على الإيجابيات
قد تكون هناك أوقات للصراع مع طفلك، في هذه الأوقات، ركزي على الجوانب الإيجابية للنمو الاجتماعي والعاطفي له وقومي بتعزيزها. على سبيل المثال، يمكنك مدح طفلك لكونه صديقاً جيداً، أو لديه مجموعة متنوعة من الاهتمامات، أو يحاول بجد في المدرسة.

JoomShaper