وسيم أكرم السخلة
يعيش شباب سوريا تقلبات كثيرة في مناحي عديدة فالتعليم والمرحلة الجامعية عقبات على الشاب السوري تجاوزها ليبدأ طريقاً طويلاً في المعاناة من قلة فرص العمل وأمور أخرى ..
ذات مرة سألنَا مغرب عاد إلى الوطن كيف حال شباب سوريا..؟
ومنذ ذلك اليوم يثيرنا وضع شباب سوريا أين هم اليوم؟ماذا حققوا..؟
فكان هذا التحقيق والذي هو تحليل مبسط لوضع شبابنا السوري في مناحي عديدة تبدأ يضغط الدراسة مروراً بفرص العمل والمؤسسات الأهلية وحتى كيفية تفهم شباب سوريا لفترة المراهقة.

الدراسة في سوريا ..واقع وطموح..

((حشو وتكرار ..ضغط دراسة كبير))هكذا يتحدث محمد عن المناهج المدرسية وقد أيده الكثير في ذلك فالطلاب كثيراً ما يعانون من كثرة المواد وضخامتها وتكرار المعلومات في كثير من المواضع كما أنهم يتذمرون من وجود المواد الأدبية في الثاني الثانوي العلمي ,عدا عن أن غياب التنسيق في العملية التربوية أدى إلى الكثير من ضعف في التواصل بين الطالب والكادر التدريسي فيتحدث خالد((أستاذ الكيمياء تغير ثلاثة مرات في فصل دراسي واحد مما ولد ضعفا لدى الطلاب في الكيمياء )).

الباكالوريا..مصير محتوم ؟..أم مستقبل مغلق..؟

تشكل الشهادة الثانوية عقبة كبيرة أمام الشباب السوري فالضغط الكبير في المناهج جعل الكثير ممن يتطلعون إلى نيل الباكالوريا بعلامات جيدة ينغلقون على أنفسهم طوال هذه السنة ليحظون بالفرع الجامعي الذي يريدونه ,فالباكالوريا في سوريا تحديد مصير للشاب طوال حياته أما الجامعات الخاصة فلا طاقة للمواطن السوري بشكل عام على تحمل أقساطها المرتفعة جداً وهو مادفع بالكثير إلى التوجه للبحث عن فرص عمل مناسبة والتخلي عن أحلام الدراسة كما فعلت رؤى والتي كانت تطمح لكلية الاقتصاد وفلم تساعدها علاماتها مما دفع بها لتعمل كمعلمة رياض أطفال كما ان الكثر من شبابنا يحاول ايجاد فرص العمل إلى جانب الدراسة الجامعية لتوفير مستلزمات الجامعة والتي قد يتخلى عنها الكثير لغياب الدعم.

الشباب السوري ..فرص عمل أم فرص للحياة..

((عملي مرتبط بعقد مؤقت ’أنا أعمل هذا الشهر وقد لا أعمل الشهر القادم))بهذا أجابنا الشاب لؤي وهو واحد من شباب كثر يعملون وفق عقود عمل مؤقتة .

تعاني سوريا حالها حال جميع الدول من أزمة في فرص العمل ,ويرجع ذلك لشح الإمكانات وقلة الدعم للمشاريع الشبابية ,فالكثير من المتخرجين من جامعاتنا ومعاهدنا لا يعملون بشهاداتهم واختصاصاتهم بل يضطرون للعمل في مجال آخر ليعيلوا أنفسهم وأسرهم فالمجتمع السوري من مجتمع فتي مما يترتب على ذلك نتائج تؤثر على المجتمع في مجالات عديدة.

الطبيب فادي يقول))إن قلة فرص العمل في بلدي واغراءات الفرص في الدول الآخرى جعلتني أترك بلدي وأهلي وأتوجه إلى بلد الغربة )).

يكتلك الشباب السوري الكثير من الإمكانات والخبرات والتي نقول آسفين تُهمل فيتجه الشباب نحو بلاد توفي له كل أنواع الدعم المادي ومايحتاجه لأبحاثه..

كما أن الكثير من الشباب اتجهوا ليعملوا في دول أخرى في مهن مختلفة ,قصي واحد منهم ترك الدراسة في سنة الباكالوريا وتوجه للعمل في احدى الدول يقول))أحن إلى بلدي ولكن فرصة العمل التي أعمل بها لم تتوفر لي في بلدي)),أما غسان موظف حكومة يقول :((أبحث عن فرصة عمل أخرى لأن راتبي لا يكفيني لاعالة أطفالي وزوجتي أجد نفسي مضطراً الآن للبحث عن وظيفة أخرى إلى جانب وظيفتي الحالية .

إلا أننا لا نستطيع انكار دخول الكثير من الإستثمارات الجديدة والتي تحاول توفير فرص عمل لشبابنا الذي بات يبحث عن فرص العمل كأنها فرصة للحياة!!

مؤسسات المجتمع المدني في سوريا(المؤسسات الأهلية ) ..أين هي اليوم ..؟

قليلة هي الأعوام التي مرت على وجود مؤسسات أهلية ومنظمات شبابية عدا عن منظمة اتحاد شبيبة الثورة ,أما الآن فكان لانتشار بعض الجمعيات والمبادرات والمشاريع الكثير من الآثار الايجابية على المجتمع السوري بشكل عام ,كما أن هذه المشاريع لاقت قبولاً من شباب سورية بالمجمل.

صحيح أن الكثير من المبادرات والمشاريع كشباب والتطوع في مسار و jci وغيرها لم تصل بعد إلى جميع الشباب السوري ليقترب منها ويتعرف إليها سيما وأن هذه المشاريع هي حديثة نسبياً ولكنها حققت تواجداً ملحوظاً داخل المجتمع السوري ورفعت به للمشاركة في هذه المشاريع على المستوى الدولي.

أما المنظمة الأكثر انتشاراً وشعبية فهي منظمة اتحاد شبيبة الثورة والتي مضى على وجودها أكثر من نصف قرن تهتم بالشباب وتعدهم والتي أكد رئيسها الدكتور عدنان عربش في لقائنا معه أن الشباب أهل للثقة من خلال قدرتهم للتعبير عم انتمائهم الوطني ’كما انهم جديرون بكل الفرص للتعبير عن قدراتهم ومشاركتهم وجدارتهم لتحمل المسؤولية .

الشباب تنوعت أإفكارهم حول هذه المنظمات والجمعيات فيقول محمود))لا أعرف الكثير عن هذه المنظمات ونشاطاتها فأنا لا أحب الالتزام وتحمل المسؤولية)).

فيما ترى علا أن منظمة الشبيبة نمت لديها هوايتها في الصحافة والاعلام من خلال دورة الاعلام التي اتبعتها.

أما يامن فيتحدث))من خلال عضويتي في منظمة الشبيبة تعلمت الكثير واستفدت مكن مشاركتي في الكثير من النشاطات كما أن فرصاً كبيرة وفرتها لي الشبيبة والمشاريع الأخرى كمشروع مسار)).

شباب سوريا . خطر!!

شباب سوريا والانترنت حال لا يبشر بشيء ففي السنوات الماضية لوحظ انتشار مقاهي الانترنت كما تحسنت خدماته وهذا ما دفع بالشباب اللسوري للانخراط في عصر الانترنت الذي لا يقف عند حد إلا ان المفارقة تكمن بأن الشباب العربي لم يستغيد من الانترنت بشكله الصحيح فنسبة المواقع العربية من العالمية هي 0.026% وهي نسبة خطيرة نظراً للانتشار العربي كما أن هذه النسبة هي دلالة واضحة على أن أوقات الشباب تضيع في المحادثة والمنتديات وقليل من شبابنا من استخدم النترنت وسيلة للتعلم ,فلدى سؤالنا جما عن مكدى استخدامه للانترنت قال))أقضي الكثير من الوقت على التشات  والمحادثة )),أما طارق فيتحدث:((الانترنت فتح أمامي مجالاً واسعاً للتعرف إلى العالم بشكل أوسع )).

فيما يرى وليد أن حجب الحكومة السورية لموقع Face book وغيره كان له رد فعل عكسي جعل الشباب يكسرون هذا الحظر ببرامج متعددة ويدخلوا إلى هذه المواقع التي هي في رأي الكثر مواقع هامة جداً.

مرحلة المراهقة ..كيف يقضيها شباب سوريا..؟

يعيش الشباب السوري تقلبات عديدة على شاطئ الحياة العاطفية وفترة المراهقة فالمجتمع السوري كان يفرض الكثير من الحواجز على الاختلاط بين الشاب والفتاة ,أما الآن فقد أصبح الأمر جزءاً من وجود المؤسسات والجمعيات والمنظمات وأصبح دور المرأة إلى جانب الرجل دوراً مهماً لا يمكن تجاوزه.

مايزال معظم شبابنا يداومون على أبواب مدارس البنات ويتجهون للأماكن التي تكثر فيها الفتيات حالهم حال البنات اللواتي يتجهن لهذه الأماكن طمعاً في نظرات وتعليقات الشباب الذين يغيرون تسريحات شعرهم ويلبسوا ما يقلد المجتمعات الغربية بشكل صارخ وسلبي في كثير من الأوقات وهو ما يرفضه مجتمعنا ,وعن سبب هذه الافعال يجيبنا الشاب حسن : ((تنجذب البنات إلى مثل هذه الأشكال من التسريحات والملابس ويطلقن التعليقات وهذا ما يشعرني بالسعادة والفخر أمام أصدقائي )).

أما دلع فلا تجد ذلك فتقول: ((لا أهتم لهذه الحركات والتي لا تدل إلا على الفراغ ..)).

فيما يرى العم أبو سعيد أنها أفعال مجانين !!

أما مرحلة الاستقرار العاطفي عند الشباب السوري فتبدأ من التخرج من الجامعة أو بلوغ 23عام تقريباً ليستقر بعدها الشاب وينتظر عدة سنوات حتى تسمح له أحوله المادية والاجتماعية بالزواج والاستقرار,ناسياً كل العلاقات القديمة التي مر الزمن عليها ووضعها في صناديق الدكريات.

وقفات على وضع الشباب

د.علي سعد وزير التربية : ((الخطة الخمسية تعد الآن بمشاركة اليافعين))

عنوان ملأ الصحف الاعلانية عندنا :(يطلب عملاً).فنطالب بفرص عمل أكثر .

بعض الشركات تحتال على الشباب بوعدها لهم بأجور مرتفعة ولكن سرعان مايتحول عمل الشركة من البيع والشراء الى النصب والاحتيال .

يطالب كل الشباب بتحسين وضع الانترنت في سوريا ليكون في متناول يد كل شاب

يرحب الكثير من الشباب بالمبادرات والمشاريع الجديدة ببلدنا .

كما يطالب الشباب بإعادة النظر بالمناهج المدرسية .

JoomShaper