سيدتي - لمياء جمال
قد تكون سنوات المراهقة من أصعب المراحل التي تمر على الأم، فقد يؤثر الاكتئاب على المراهقين بنسبة كبيرة. من المتوقع أن يعاني واحد من كل خمسة مراهقين من جميع مناحي الحياة من الاكتئاب خلال فترة المراهقة. على الرغم من أن اكتئاب المراهقين قابل للشفاء للغاية، فإن غالبية المراهقين المصابين بالاكتئاب لا يطلبون .المساعدة، على الرغم من أنه يمكن علاج الاكتئاب
.إليكِ، وفقاً لموقع "بولد سكاي"، كيفية مساعدة ابنك المراهق في التغلب على الاكتئاب واستعادة السيطرة على حياته، والتحدث معه دائماً.
اختاري مكاناً هادئاً ومناسباً لإجراء محادثة مع ابنك المراهق، فقد يكون من الأسهل معالجة الموضوع مع والد واحد فقط؛ لأن التعامل مع والدين في وقت واحد قد يربك ابنك الصغير أو يخلق بيئة معادية.
عليك اكتشاف المشكلة؛ من خلال طرح الكثير من الأسئلة، فعلى سبيل المثال قولي: "أشعر بالفضول لأنك لم تقضِ الكثير من الوقت مع أصدقائك مؤخراً"، "أشعر بالقلق لأنه يبدو أنك تنام كثيراً أكثر من المعتاد"، "لقد لاحظت أنك تغضب كثيراً هذه الأيام"، "أنا قلقة لأنك لم تبذل الكثير من الجهد في دراستك مؤخراً".
من الطبيعي أن تشعر الأمهات بالقلق على أطفالهن، وقد يرغبن في الذهاب إلى أخصائي نفسي على الفور، ومع ذلك فإن حث الابن المراهق على التحدث أولاً قد يساعد الأمهات في الحصول على رؤية أفضل لما يحدث.
لذا استمري في السؤال، على الرغم من أنه قد لا يتحدث في المرة الأولى، ولكن ذكّريه أن الاكتئاب مشكلة صحية عقلية واسعة الانتشار، وليس خياراً، أو فشلاً شخصياً، أو شيئاً يمكنه التعامل معه بمفرده، وأنكِ بجانبه للمساعدته.
2. الاستماع جيداً لطفلك المراهق
لابد من الاستماع الجيد للأبناء لجعلهم يشعرون بأنهم مسموعون عندما يبدأون في الانفتاح والتكلم، فالأبناء يحتاجون إلى من يستمع إليهم دون حكم أو محاولة تقديم حلول.
إذا لم نستمع بشكل صحيح، فإننا نجازف بجعلهم يشعرون، وكأننا نتجاهل مخاوفهم، مما يجعلهم يشعرون بالدفاع أو الإحباط أو الوحدة أو الأذى.
أيضاً إذا كنت مشغولة، خذي دقيقة للتوضيح لابنك المراهق، حيث يمكنك قول "أريد أن أقدم لك كل انتباهي، لكن يجب أن أنهي هذا أولاً. سأنتهي في غضون 30 دقيقة تقريباً، وبعد ذلك سأكون قادرة على التركيز بالكامل معك".
اسمحي لابنك المراهق بالتحدث بحرية دون مقاطعة أو إكمال كلماته، يجب التركيز على ما يقوله بدلاً من التركيز على ما تريدين أن تقوليه له.
3. الذهاب إلى أخصائي صحة نفسية
في حين أن تعاطفك وتعليماتك يمكن أن تساعد طفلك كثيراً، فإن المساعدة المهنية عادة ما تكون أفضل طريقة لتخفيف الأعراض. يجب التحدث إلى مستشار المدرسة أو طبيب الأسرة أو المعلم المفضل لطفلك، قد يساعده ذلك على الاستجابة أكثر لفكرة العلاج، فعندما يحث البالغون الآخرون الجديرون بالثقة الأطفال على طلب المساعدة، فمن المرجح أن يفعلوا ما يطلب منهم.
يستطيع الاختصاصي تأكيد شكوكك أو تهدئتها، أو توجيهك في الاتجاه الصحيح لمساعدة ابنك، أو إلزامك بمراقبة الأمور ومنحها مزيداً من الوقت.
4. تغييرات في أسلوب حياته
يمكن للاكتئاب أن يستنزف حيوية أطفالك ويعيقهم عن بذل قصارى جهدهم. فقد يجدون صعوبة في التركيز والتحرك بشكل أبطأ من المعتاد، فستجدينهم غاضبين وينتقدون أنفسهم بشكل غير ملائم عندما يرتكبون أخطاء.
لذا، اطلبي من طفلك أن يظل نشيطاً، وأن يشارك في الواجبات المنزلية للحفاظ على شعوره بالدعم، وقد يؤدي إدخال تغييرات على أسلوب حياة ابنك المراهق إلى إحداث فارق كبير، ومساعدته على التغلُّب على الاكتئاب؛ فعلى سبيل المثال: احرصي على حصوله على التغذية السليمة والتقليل من الوجبات السريعة قدر الإمكان، وضعي جدولاً للنوم؛ فالحصول على قسط كافٍ من النوم يعد أمراً مهماً أيضاً.
على الجانب الآخر، يجب جعل طفلك يخرج في الهواء الطلق إن أمكن؛ إذ يمكن لأشعة الشمس وممارسة بعض الأنشطة البدنية أن تخفِّف من حدَّة الاكتئاب، كما توجد علاجات مفيدة للغاية لمواجهة الاكتئاب تتضمن الموسيقى، والمشي لمسافات طويلة.
5. تعزيز علاقته الاجتماعية
قد يساعد الحفاظ على التواصل مع الأصدقاء والعائلة ابنك المراهق على مواجهة الصعوبات. ربما لدى ابنك صديق جيد يمكنك التواصل معه، أو يمكنك الاستعانة بأحد أفراد العائلة الذي يشعر ابنك المراهق بأنَّه قريب منهم؛ حيث يمكن أن يكون إشراك هذا الشخص خطوة إيجابية للغاية؛ إذ قد يخلق وجوده إحساساً بالسعادة وعدم الشعور بالعزلة.
يجب التخفيف من القواعد في المنزل، إذا كنت لا تسمحين لطفلك بالخروج في وقت متأخر في ليالي المدرسة، فيمكنك إجراء استثناء حتى يتعافى. يمكن أيضاً أن تساعد الخدمة التطوعية وغيرها من الأعمال اللطيفة، مثل مساعدة الجيران والغير، في تخفيف أعراض الاكتئاب.