جمال خليفة
انتشر بين شبابنا في الفترة الأخيرة تقليعات غريبة وشاذة عن مجتمعنا وعاداتنا ومنها موضة "البنطلون الساحل" ، و"طيًّحني" و"بابا سامحني" ، و"كهربني" وغيرها.
وتتميز طريقة لبس "البنطلون الساحل" او "طيًّحني" بأن يكون واسعا من الأعلى ويرتديه الشاب أو الفتاة بدون حزام ، حيث يظهر جزء من الملابس الـداخلية . أما "سامحني يا بابا" ، فهو بنطلون جديد مصمم بسحاب خلفي.
وقد غزت هذه الموضة الدخيلة على مجتمعنا الشرقي المحافظ الشباب فأصبحنا نرى في كل مكان شبابا وفتيات يستعرضون آخر صيحات هذه الموضة ، مع بعض الإضافات التي تزيد من "نزول" هذا البنطلون الى أسفل درجات ، وهي وضع الموبايل والمحفظة في الجيوب الخلفية لتعطي ثقلا للبنطلون فينزل الى أسفل. ويعتبر إرتداء هذا البنطلون بهذا الشكل من باب الدعاية لكل جديد يعلن عنه الغرب ، ويسعى لأن تتسلل هذه الموضة الشاذة الى البلاد الإسلامية ليزيدوا من إنحراف الشباب وشذوذهم.ومن المؤسف أن هذه "التقليعة" الجديدة قد وجدت لها رواجا كبيرا بين شباب المسلمين فأصبحنا نرى هذه "الآفة" في الكثير من الاماكن وخاصة الجامعات.
وقد كانت هذه التقليعة منتشرة بداية بين الشباب ، ثم بدأت تنتشر بين أوساط بعض الفتيات .
إهمال الآباء
يستشهد "محمود المصري" بحديث إبن القيم رحمه الله في إهمال الآباء لتربية أبنائهم ، حيث يقول: "وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله وترك تأديبه ، وإعانته على شهواته ، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه ، وأنه يرحمه وقد ظلمه ، ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه في الدنيا والآخرة ، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء.
ويوضح محمود: سيُسأل الآباء عن كل ما يفعله أبناؤهم ، بل وسيحاسبون عن كل واحد منهم حساباَ عسيرا ، لأن الأب هو رب الأسرة وراعيها ، لقول الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم): "كلكم راع ، وكلكم مسؤول عن رعيته".
وتؤكد منار "مهندسة" ما قاله محمود ، وتضيف: دائما عندما أرى هؤلاء الشباب وهم يرتدون مثل هذه الملابس يتولد لدي شعور ان الأبناء يرتدون هذه الملابس بالخفية ، وبعيدا عن أعين الأهل. ولا أستطع ان أتصور بتاتا ان الابن يمر من أمام والده وهو يرتديها.
وتضيف: أما إذا كان هذا الأمر يتم أمام أعين الوالدين فهذا شيء سيئ وأمر خطير يؤدي الى إنحراف الشاب ، لأنه ليس من عاداتنا ولا من أخلاقنا إرتداء مثل هذا النوع من الملابس الشاذة. وبهذا يكون الآباء وبسبب إهمالهم في تربية أبنائهم قد ساهموا في هذا الإنحراف.
تقليد أعمى
ويصف "سامح العساف" تقليعة "البنطلون الساحل" بأنها تقليد أعمى غير طبيعي ، ويوضح لنا من أين جاءت ، فيقول: ظهرت ثقافة لبس البنطلون من دون الحزام في السجون الأمريكية ، فلقد كان ممنوعا على السود لبس الأحزمة خوفا من أستخدامها في الاعتداء على السجَّانين. وانتقلت هذه الطريقة من السجون إلى المجتمعات الإجرامية في أحياء السود ، ثم انتشرت شيئا فشئيا حتى أصبحت أمرا مألوفا ومرتبطا بالإجرام.
ويضيف: لم تقتصر هذه التقليعات عند هذا الحد ، بل ظهرت في السنوات الأخيرة بناطيل "لو ويست" أو ماتسمى شعبيا لـ"طيًّحني"...وهوالأكثر شهره مابين الشباب حتى البنات وأصبحت إمكانية رؤيتها في المولات والأسواق وحتى الجامعات أمرا متوقعا.
إجراءات رادعة
تقول ملاك "معلمة": لن يصلح الحال إن استمرينا بالسكوت على ما نراه دون العمل من اجل تغيير هذه العادات والتقليعات الغربية والغريبة على مجتمعنا ، وإلا فسيظل الحال على ماهو عليه ، بل وقد يأتينا ما هو أسوأ من ذلك.
وتتساءل: أين دور الأب والأم ، وأين دور المدارس الثانوية والجامعات في منع إرتداء مثل هذه التقليعات المنافية للذوق والأخلاق ، ولا بد من إتخاذ إجراءات رادعة من قبلها للحيلولة دون تفشي مثل هذه الأمور الغريبة.
وتعرب "ردينة الهندي" عن خشيتها من تفاقم هذه التقليعات وانتشارها بصورة أكبر إن لم تكن هناك إجراءات للحد منها ، وتقول: هؤلاء الشباب يفكرون ان مظهرهم جذابا وأنيقا ، ولا يرى الشاب نفسه او أنه اصبح محلا للسخرية والاشمئزاز من قبل من يراه.
وتضيف: الغريب ليس فقط ما يرتديه هؤلاء الشباب ، بل أنهم يمشون مشية "تمايل" ، مع تسريحة شعر غريبة. ويضعون في جيوب بناطيلهم الخلفية موبايلاتهم ومحفظاتهم حتى تزيد من ثقل البناطيل وتنزل الى الاسفل ما يجعل الملابس الداخلية تظهر بصورة غير لائقة ومنفرة ، وأعتقد ان على الجامعات التي تظهر فيها مثل هذه التقليعات ان تحد من إنتشارها من خلال إتخاذ الإجراءات الرادعة بحق من يتبعها ، لأن الجامعات منارات علم ، وليس حقل تقليعات وغرائب.
الخلل من عندنا
وتلقي الاخصائية الاجتماعية "وفاء الطوباسي" باللوم على تجارنا الذين يستوردون مثل هذه التقليعات البعيدة عن إسلامنا وعاداتنا ، وتقول: يجب ان تكون هناك رقابة مشددة من قبل الجهات المعنية ، لأن مثل هذه الملابس التي تدخل بلدنا كالبنطلون الساحل ، او الذي يصدر إنارة ، او الذي عليه غمازات وماركة إحدى السيارات ، او ما عليه قلوب حب من الأمام والخلف والخاص بالفتيات ، او المهترىء ، او الممزق ، جاءت هذه الغرائب لتثني شبابنا وفتياتنا عن الطريق السليم وتهوي بهم في متاهات الإنحراف.
وتضيف: تقليعات البنطلون ، أنا متاكدة ان غالبية هذه الاشياء لم تأت من الغرب. بل جاءت من داخل البلاد العربية نفسها من خلال أشخاص بعيدين عن الدين ، وليس لهم همّ سوى الربح المادي ، بغض النظر عن العواقب. ولهذا يجب على شبابنا ذكورا وإناثا ان يبتعدوا عن مثل هذه الأمور الشاذة لأن فيها منكرا وضلالة. ولا يستخدمها إلا من كان به نقص او يعاني من إنفلات أخلاقي.