الدستور - اسراء خليفات
قد يكون من غير المألوف في عاداتنا وتقاليدنا ، أن نرى رجلا يتصف بصفات النساء: كأن تبدو في سلوكياتهم اليومية وطريقة كلامهم صيغة (الدلع) وهذا الأمر الذي قد يقلل من قيمة هؤلاء واتهامهم في رجولتهم ، لدرجة أن الكثير من الناس لا يفضلون التعامل مع مثل هؤلاء الرجال ، الذين تبدو عليهم صفات الأنوثة وبالتالي قد تلغي ذكوريتهم عند الاخرين.
"الدستور".. استطلعت آراء عدد من المواطنين ، فضلا عن الأسباب النفسية والأجتماعية وراء سلوكيات ما يسمى بـ (النعومة) لدى فئة من الرجال.
خرجت بالانطباعات التالية :
بين 6 فتيات
عبرت إبتسام مهدي 25 عاما عن إنتقادها بعض فئات المجتمع لأخيها الوحيد الذي نشأ بين 6 فتيات ، وكان يقضي معظم وقته معهن لذلك فهو يتصرف ب"دلع"مع أصدقائه في الجامعة وأبناء الجيران ، مضيفة: كثيرا ما كان يعود أخي غاضبا من أصدقائه الذين يسمعونه كلاما جارحا أحيانا ، وهذا يحصل على ما يبدو لان طقوسنا البيتية تسودها الأنثوية ، مؤكدة أن الناس يحكمون على كل من يتصرف بطريقة مختلفة عن العادات المتبعة في مجتمعنا ، ويسمونه بالشخص (المايع) ، لذلك علينا معرفة السبب الذي أوصل البعض من رجالنا لهذه الحالة ، قبل الحكم عليهم.
داخل كل رجل طفل
تقول عبير 33 عاما ، أن داخل كل رجل طفل وديع وعلى المرأة أن تتصرف مع هذا الطفل وتضبطه كما تراه مناسبا ، مشيرة أن زوجها أحيانا يتكلم بطريقة تجعلها تضحك بشدة وفي نفس الوقت تحذره من عدم إعادتها أمام الناس لأنها لا تليق به كرجل.
فيما تؤيد رغدة 21 عاما دلع الرجل ، فهو من حقه أن يظهر دلاله كالفتاة ، وهذا الوقت لا فرق بين فتاة ورجل ، لطبيعة الحياة التي نعيشها ، فكما المرأة تريد المساواة والرجل أيضا يريد فعل ما يرغبه ، مضيفة: عن نفسي فان بعض زملائي في الجامعة شباب دلعين وأنا لا استنفر من هذا الامر لانهم معتادون على الدلال وذلك لأن أغلبهم وحيدو أهلهم.
طريقة مقتبسة
ويرى أحمد 26 عاما أن هذا الأسلوب ليس من عاداتنا وتقاليدنا ، فهو أسلوب مقتبس من الخارج واتخذه بعض الشباب بطريقة لا تليق بهم دون تمييز بأن هذه الطريقة غير مناسبة لهم لأن طريقة حياتنا مختلفة كليا عن طريقة الغرب ، مشيرا أن الرجل يختلف عن الفتاة منذ القدم وعليه الالتزام بقواعده المختلفة كليا عن المرأة.
علم الاجتماع
أشار الدكتور فواز المومني أستاذ العمل الاجتماعي في الجامعة الأردنية الى أن الدور الكبير في انتشار الدلع لدى بعض الرجال يعود الى وسائل الأعلام ، لأن معظم الشباب يأخذون الفنانين بجميع أشكالهم قدوة لهم وخاصة الفيديو كليبات ، وهذا يؤثر على الجيل الجديد من الشباب وخاصة المراهقين ، وهذا تحليل المحتوى لهذه الظاهرة المنتشرة بشكل كبير جدا في مجتمعنا الأردني نتيجة الصورة المرئية لوسائل الأعلام التي نجد فيها الحركات التي يقتبسها بعض الشباب من غير تمييز بين البيئة التي يشاهدونها ، وبيئتنا الأردنية من ناحية الرقص واللباس و" المخترة"في المشي.
وأضاف المومني: كل ذلك يترك تأثيرا سلبيا عند الشباب ، مشيرا الى أن هناك أيضا دورا كبيرا للأهل عندما يرون أبنهم يرتدي لباسا غير لائق به كرجل أو أن يتحدث بطريقة تشبه طريقة الفتيات ، فيتركونه معتقدين أن ذلك جزءّ من الحرية الاجتماعية ولا يعاتبوه على ذلك مما يعزز هذه السلوكيات عنده.
ووبين الدكتور المومني ، أن هناك سلوكيات أخرى انتشرت لدى الشباب بخلاف الملابس والعطور ، منها طريقة رسم حواجبهم على طريقة الفتيات.
ونوه الدكتور فواز المومني الى أن تجميد العمل في قانون الخدمة العسكرية الإجبارية للشباب ، أدى الى عدم صقل شخصيتهم بالطريقة الملائمة لهم.
«ميوعة» بعض الشباب مسؤولية تتحملها الأسرة والاعلام !
- التفاصيل