غادة بخش
تمتلئ أذهان البنات بالمشكلات، وقلوبهم بالهموم، وعلى اختلاف تلك المشكلات سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فهن يشعرن بالضعف لكونهن بنات.
وفي هذا الاستطلاع الذي أجراه موقع لها أون لاين مع عدد من الفتيات، عبرن خلاله عن بعض المشكلات والأزمات التي تمر بهن من وجهة نظرهن.
قلة من الآباء الذين يشعرون بفتياتهم
عزة صحفي، طالبة جامعية تعترف أن الفتيات عندما يكن في سن المراهقة، وبداية مرحلة الشباب يصبن بمشكلات نفسية تؤثر على الحياة الاجتماعية، سواء داخل الأسرة، أو في المدرسة.
ومن هذه المشكلات التي تصيب الفتيات: الخجل، والانطواء، مع حب الظهور والتميز، والبحث عن تجارب حياتية جديدة، وهي مشاعر متناقضة، و بدورها تسبب صراعات داخلية، وصراع مع أسرة الفتاة التي ترفض التغيرات، وحالة العدوانية والمزاجية التي تمر بها الفتاة في أوقات معينة تسيطر فيها تلك المشاعر المتناقضة.
وأضافت عزة: قلة هم الآباء الذين يشعرون بفتياتهم، ويقدرون حجم معاناتهن من بعض الظروف والمواقف التي تؤثر فيهن، والمشكلة الأخرى أن كثيرا من الآباء يرفضون ردود فعل الفتاة، وكأنهم ولدوا كبارا، ولم يمروا بتلك المرحلة التي تمر بها ابنتهم!
لا أفعل أي عمل لا يرضاه أهلي
أما مرضية الطاشكندي ـ طالبة بجامعة الملك عبد العزيز ـ  فتقول: إن أكثر المشكلات التي نتعرض لها هي بسبب عدم تفهم أولياء الأمور، وعدم درايتهم برغباتنا وتوجهاتنا، نتيجة عدم الاستماع لنا، وعدم أخذ مشاكلنا على محمل الجد، واعتبارها مجرد دلع بنات، أو نوع من المراهقة وعدم نضج، بينما نحن الفتيات نشعر أن هذه الأمور التي تزعجنا، وهي جزء مهم من حياتنا لا يمكننا تجاهلها.
شقيقتها مروة الطاشكندي أكدت على المعنى نفسه، وترى أن مشكلات الفتيات الأسرية ما هي إلا اختلاف في وجهات النظر، فبعض الأمور تعدها الفتاة عادية، كاقتناء جهاز جوال مثلا، بينما بعض الأسر تعتبر أن الفتاة يجب أن لا تحمل جهاز جوال خاص بها، وهو ما يدفع بعض الفتيات لاقتناء جوال أو لاب توب خفية عن أهلها، وتقول مستنكرة: "أرى نماذج كثيرة من الفتيات يفعلن ما يحلو لهن خفية".
وأضافت مروة قائلة: "لا أفعل أنا ولا شقيقتي أي عمل لا يرضاه أهلي من وراء ظهورهم؛ لأننا نعلم في النهاية أن كل ما يفعلوه هو بدافع الخوف علينا كبنات".

نحن كفتيات نعترض على تلميحات تأخر الزواج
انتصار محمد علي أيضا ـ طالبة بجامعة الملك عبد العزيز ـ بينت أن مشكلات الفتيات كثيرة، ولكن السواد الأعظم منها يتعلق بمشكلات عاطفية خاصة لدى الفتيات اللاتي  يتأخر سن زواجهن، وهذه المشكلة مرتبطة بمدى الإيمان بالله عز وجل، فعندما تعتبر الفتاة أن تأخر الزواج نقص في جمالها، أو لظروف معينة، يؤثر ذلك عليها سلبيا، ويجعلها منعزلة! ونماذج ليست قليلة تبدأ رحلة البحث عن عريس بطرق غير مشروعة تحت الضغوط التي تتعرض لها. 
ونحن كفتيات نعترض على التلميحات التي تصل للسخرية أحيانا،  فما معنى أن تقول لك قريبة مثلا: "الله يفرجها عليك" أو "الله يفك كربك" و كأن تأخر الزواج لفترة ما مصاب يستحق الشفقة.

الدكتورة عواطف خياط أستاذ بكلية التربية جامعة أم القرى قالت: "إن الالتفات لمشكلات الفتيات هي من أولويات التربية حتى لا يكن عرضة لنصائح أشخاص غير موثوق فيهم؛ لذا أؤكد على أهمية الحوار، وتعويد الفتيات على المصارحة وعدم اعتبار المصارحة تجاوز للحدود، أو أنه يقلل الاحترام بين الأم وابنتها، بل العكس صحيح، فإن الحوار ومشاركة الفتيات الحديث المتبادل ينمي ثقة الفتيات بأنفسهن وبأسرهن، فهم أكثر الناس حرصا على فتاتهم".
و أضافت الدكتورة عواطف: "على الرغم من مناقشة مثل هذه المواضيع إعلاميا، لكننا نحتاج لإعلام قوي ومؤثر لرفع كفاءة الأسرة من ناحية، وعدم بث السموم من خلال برامج غير تربوية من ناحية أخرى".

من المشكلات تفضيل الذكر على الأنثى
أمنية عادل ـ مستشار تربوي ـ قالت: "إن من مشكلات الفتيات عدم التواصل بين الأبناء و أسرهم؛ بسبب الانشغال بالعمل وبالحياة اليومية التي تشبه الدوامة، في ظل عدم التنسيق بين العمل والبيت، على الرغم من أن المنزل الذي يوجد فيه فتاه أو مراهقة يحتاج للمزيد من العناية والاهتمام بشؤونهم المتغيرة والمتزايدة يوما بعد يوم".

قالت: "أعرف أن مناهج التعليم بها شيء عن المسؤولية الأسرية، ولكنها لا تكفي لترسيخ العادات والقيم الأسرية التي يجب أن تتبناها الأسرة؛ كي تستطيع أن تقوم بواجباتها نحو أبنائها والحقيقة التي أراها  في الندوات والمحاضرات التي تعتني بشأن التربية وعلاقة الأم ببناتها أن الأمهات حريصات على تعلم تقنيات المعاملة السليمة بين الأم و بنتها، و هن كثيرا ما يسألن ويلجأن إلى الاستشارات عندما يقعن في أزمة أو إشكالية معينة، وهذه الفئة من الأمهات يستحققن كل تقدير واحترام؛ لأنهن يبذلن جهودا مشكورة للارتقاء بعلاقتهم الاجتماعية ببناتهن".

و قالت: المشكلات التي تتعرض لها الفتيات كثيرة، منها: عدم معرفة حقوق الأبناء، وعدم إدراك متطلبات المراحل العمرية التي تمر بها الفتاة، و بعض منها يكون نتيجة معتقدات سائدة في المجتمع، مثل: تفضيل الذكر على الأنثى، والكثير من الأسر للأسف هم كذلك، وفي هذا الصدد جاء الإسلام ليبين أن عدم تفضيل الذكر سبب في دخول الجنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كانت له أنثى فلم يئدها ولم يهنها ولم يؤثر ولده عليها أدخله الله الجنة"رواه أبو داود وضعفه المنذري و الألباني.

JoomShaper