أحمد عبد الله
هم صمام أمان الأمم والمجتمعات, بقوتهم يقوى المجتمع وبضعفهم يضعف. غالبية الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية للعالم الإسلامي والعربي, تقول بأننا مجتمعات شابة أي أن غالبية السكان ضمن المرحلة العمرية الواقعة ضمن فئة الشباب, وهذا على قدر ما يبشر بخير على قدر ما هو خطير.
يبشر بخير طالما أن الفئات الشبابية عاملة منتجة وقادرة على اتخاذ القرار بعد صنعه, وتأخذ المبادرات الجادة وتوجه طاقاتها للإبداع ولفائدة المجتمع .وهو خطير أولا إذا تُرِكَ الشباب وحدهم في مواجه الأخطار المحيطة بهم من الخارج أو من الداخل, وإذا تُرِكَ الشباب دون توجيه.
وهو خطير ثانيا إذا تَرِكَ الشباب أنفسهم ولم يأخذوا هم مبادرات لأنفسهم, تقيهم وتساعدهم في عملية توجيه ذاتي بعيدا عن الأخطار ومصادرها.
إن رعاية الشباب مسؤولية كبيرة جدا تقع على عاتق الجميع على اختلاف مستوياتهم, وتقع على عاتق الشباب أنفسهم.
وهنا أعرض لأهم احتياجين – حسب رأيي – الشباب في عصرنا الحالي:
القدوة:
هناك شح كبير جدا في القدوات لدى شبابنا, فعند دخول حدث معين رياضي مثلا ترى العدد الكبير من الشباب قد صهروا هوياتهم ضمن فريق دولة كذا أو دولة كذا , وهناك عدد لا بأس به من الشباب من يعرف تفاصيل حياة اللاعبين , إلى درجة أنه يعرف مقاس قدمه في حين لا يستطيع تعداد أسماء خمسة من الصحابة. وكذلك الأمر بالنسبة للمغنيين ومن يعتبرهم الشباب نجوما إعلاميين أو غيرهم.
القدوة مهمة جدا في حياة الشاب ,كونها تمثل الشكل الذي يتمنى أن يكون عليه هو نفسه.
ومن أهم أشكال القدوة المفقودة في مجتمعنا, هي قدوة العمل الناجح أو المبدع , فإننا كثيرا ما ذُكِرَ أمامنا صبر أديسون وعبقرية بل غيتس أو قدرة حفظ الشافعي أو فلان التاجر الذي بدأ من الشارع وهو اليوم من أعلام هذه الأمة وحينما ينظر الشباب لتلك القدوات يُعْجَبُ بهم ولكنه في ذات الوقت يرى نفسه بعيدا عنهم ماليا أو نفسيا أو حتى قِيميًّا. إن شبابنا يحتاج إلى قدوة تعيش في مجتمعه,تعرضت لنفس متغيراته, تشترك معه بالكثير من الاهتمامات , ومن نفس الواقع الذي يعيشه هؤلاء الشباب نجحت تلك القدوة وأصبح لها وزن بين الناس.
الفهم والاحتواء
إن نجاح التعامل مع الشباب , لن يكون دون فهمهم والمقصود في الفهم هنا أن يفهم المتعاملون مع الشباب طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها الشباب طبيعيا, وفهم أيضا المتغيرات والظروف التي تؤثر على شبابنا وتساهم في صياغة البنى المعرفية الخاصة بهم.
كثير من الشباب يشعر – وهذا الأمر صارحني به العديد من الشباب – بغربة عن مجتمعه وأنه رويدا رويدا يفقد التواصل مع من حوله, هذا الشعور أيضا متبادل من قِبل بعض العاملين مع الشباب حيث إنهم يعتبرون شباب هذه الأيام غير ناضجين وغير أكفاء لتحمل المسؤولية.
سيبقى هذا الصراع موجودا إذا لم يفهم الشباب كما أسلفت وعلى القائمين على التعامل مع الشباب على صعيد الأسرة أو المجتمع أو الجهات الرسمية ان يفهموا هذه المرحلة فهما حقيقيا مأخوذا من الواقع الحالي بمتغيراته الحالية لتتم الاستفادة الحقيقية من مرحلة الشباب ولتكون لبنة بناء في المجتمع لا معول هدم
الاستشاري الأسري
الشباب
- التفاصيل