سمية عبد الكريم بكار
إن تقبل نقد الآخرين الجارح أمر صعب,  لكننا في مرحلة من المراحل نستطيع تقبله في حالتين: إما نعتبره رأي آخر و اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, و هذا ما يجب أن ندرّب أنفسنا عليه.
أو نستصغر من قيمة النقد وأهميته، فلا نجعل له أهمية قد تخدش ثقتنا بأنفسنا.
فالنقد الجارح إما يؤذينا لأننا أخذناه بعين الاعتبار، أو لا يؤذينا لأننا لم نجعل له أهمية و كما يقال: "لا أحد يؤذيك دون رضاك".
و هذا لا يعني أن نتجاهل النقد البنّاء، فهناك الكثير من حولنا يحبنا و يحب لنا الأفضل, فيعطينا من خبراته و تجاربه و أرائه ما نستفيد منه, فالننصت له، و نغرف من فوائده و حكمه, و نحترم رأيه, و نسمعه بصدر و عقل منفتحين.
ما أسرده لكم ذكرني بفتاة تعرفت إليها أثناء الدراسة الثانوية، كانت يد الفتاة فيها ثلاثة أصابع فقط  بسبب حادثة تعرضت لها في صغرها أفقدتها إصبعين من يدها اليمنى, وكانت دائماً ما تمسك مفكرة صغيرة في يدها لتخفي خلفها أصابعها الناقصة, و مع الأيام بدأت تنعزل عن خلطة البنات بسبب انتقاداتهن الجارحة لها، و بعض الهمسات التي تسمعها، و هي تمر في ممرات الثانوية, و كلماتهن كانت تؤلمها كثيراً.. و كنا نتعاطف معها، لكن التعاطف وحده لا يكفي, كان علينا أن نضع حدا لهذه الكلمات الساخرة و المستهزئة, فإنهنّ من يستحقن الألم لا هي, فهن ينكرنَ نعمة الله أن أتم عليهنّ جمالهنّ و خلقتهنّ. و لو وضعنا حداً لواحدة لارتدعن البقية عن هذا.
لذلك أقول لكِ: لو تعرضت لنقد سلبي ساخر أو مستهزئ، فدافعي عن نفسك, فلك الحق في ذلك, قولي لها و بصوت حازم وواضح: (ليس من الصواب أن تقولي هذا، و لن أصغي لما تقولين), واجهي الناس بثقة عالية، و إذا شتمتك فتاة أو نبذتك بلقب أو كلمة ساخرة فاسأليها ما لذي تعنيه  بذلك؟. أو لماذا تحدثين معي بهذه الطريقة، و انظري في عينيها لتظهري أنك حازمة.
فقد قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:(المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف)رواه مسلم.

JoomShaper