دمشق - بيسان البني
«مدير مدرسة يصفع طالباً فيثقب طبلة أذنه. القبض على حدث هرب من سجن الأحداث. انتحار طفل في محافظة حماة. إصابة فتاة بجروح خطيرة جراء محاولة زوج أمها اغتصابها...». عناوين تتناوب على الشريط الإخباري الخاص بحملة «أطفال في خطر» التي أطلقها عدد من المتطوعين والمتطوعات المستقلين في سورية مع نهاية 2009. شباب يجمعهم صدق همهم للنهوض بواقع الطفل في سورية ويساندهم عدد من الخبراء والناشطين والمحامين الذين اجتمعوا لتوظيف خبراتهم وجهودهم لصنع الفرصة ومن ثم إتاحتها لكل من يرغب بالمشاركة في نجدة الصغار.
وتسعى الحملة، التي تحضنها مجلة «ثرى» الإلكترونية التي تعنى بقضايا المرأة والطفل في سورية، إلى أن تصبح مرصداً وطنياً يلتقط كل ما ينشر في وسائل الإعلام المحلية من صحف ومواقع إلكترونية وإذاعات ومحطات تلفزيونية حول قـضـايا الـطـفولـة مـثل تشغيل الأطـفـال والـزواج الـمـبـكر والتـسـرب مـن الـمدارس وغيرها.
وتوظفه لهدف نشر وعي أكبر حول هذه القضايا، وبخاصة تسليط الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال كالعنف الأسري والتربوي والقانوني والاعتداء الجنسي... وتوفر الحملة أيضاً باباً خاصاً بالاستشارات على اختلافها، القانونية والنفسية والاجتماعية والدينية، وذلك بمساعدة عدد من الخبراء المختصين.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد بل تفسح حملة «أطفال في خطر» المجال أمام الجميع لممارسة رقابة اجتماعية شخصية على سلوكهم وسلوك الآخرين من حولهم من خلال إتاحة إمكان التبليغ عن أي انتهاك يطاول أي طفل وذلك عبر موقع الحملة الإلكتروني،
www.cid-sy.org، والقائمين عليه الذين يحرصون دائماًعلى التأكد من صحة الأخبار والتبليغات قبل نشرها.
«ولدت الفكرة كنتيجة للتفاعل الإيجابي مع قضايا الطفولة الذي شهدته سورية في السنة الأخيرة...»، يؤكد مدير حملة «أطفال في خطر»، يحيى الأوس، الإعلامي والناشط في قضايا حقوق المرأة والطفل، قبل أن يضيف: «هدفنا هو خلق مرجع متكامل يغطي كل ما يتعلق بقضايا الطفل في سورية ويفتح الباب أمام الصحافيين والكتاب والخبراء والحقوقيين للإدلاء برأيهم في أي قضية من هذه القضايا وأيضاً المساهمة في التنبيه إلى الأخطار والانتهاكات التي تمس الأطفال».
والهدف على المدى الأبعد هو أن تشكل هذه «التظاهرة» صلة الوصل بين الجمعيات الأهلية المعنية بحقوق الطفل وبين الأطفال المحتاجين، وذلك عبر توفير مساحة وافية لهذه الجمعيات للإعلان عن نفسها وعناوينها وبرامجها وخططها، وإمكان الوصول إليها من قبل الأطفال المحتاجين أو ذويهم أو من قبل إدارة الحملة التي تلعب دور الوسيط بين الطرفين، في محاولة لوضع الرأي العام أمام أهمية قضايا الطفولة وذلك عبر توفير تقرير يومي يوزع على جميع المشتركين والمعنيين.
وتأتي حملة «أطفال في خطر» كمبادرة متخصصة في رصد انتهاكات حقوق الطفل في سورية، تضاف إلى كثير من المبادرات السابقة والتي دأب المعنيون بقضايا حقوق المرأة والطفل على إطلاقها على رغم الخيبات، إيماناً منهم بأهمية الاهتمام بحقوق أطفالنا وسعياً وراء تحسين واقع الجيل الصغير، إذ من المعروف أن سورية دولة فتية وأن ما يقارب 53 في المئة من سكانها هم دون التاسعة عشرة، ولكن من غير المعروف كم من هؤلاء الصغار تسربوا خارج مدارسهم أو هربوا من واقعهم إلى عمالة تشكل خطراً كبيراً على حياتهم النفسية والجسدية والأخلاقية، أو كم منهم يضيع ضحايا الانتهاكات الجنسية بصمت، ضحايا الفقر والموروث الاجتماعي، ضحايا الجهل والتخلف، ضحايا خجل القانون وعجزه عن فتح باب العدل! جميع هؤلاء الصغار لا يزالون في انتظار قرار تبني سياسات وآليات صارمة تدرأ عنهم الخطر.
«أطفال في خطر» حملة تتكلم بصوت صغارنا وتنادي بمعاناتهم، هي مجموعة متطوعين يوجهون دعوة إلى كل المعنيين للمشاركة الفعالة في تعرية أي ظلم أو انتهاك يطاول الأطفال والتحريض على حمايتهم وحماية مستقبلهم، أطفالنا في خطر والآمال كبيرة فهل من يستجيب؟
دار الحياة