القدس (فلسطين)- خدمة قدس برس: أكد سكان حي سلوان في مدينة القدس المحتلة، أن قوات الاحتلال الإسرائيلية اعتقلت في الآونة الأخيرة، العشرات من الأطفال والفتيان، من سكان الحي، بتهمة مقاومة الاحتلال، والتصدي للمستوطنين.
وقدرت مصادر محلية في الحي عدد الأطفال الذين اعتقلوا بنحو 50 طفلا تتراوح أعمارهم  بين 12 عاما و15 عاما.
وأضافت المصادر أن عمليات الاعتقال تتم في ساعات الليل المتأخرة من قبل عناصر الشرطة والمخابرات وبصحبة عناصر مسلحين من حرس الحدود، حيث يتم إخراج الأسرى الأطفال من أسرة النوم واقتيادهم من بيوتهم للتحقيق معهم في محطة الشرطة في "المسكوبية" وأيدي بعضهم مكبلة وتمنع أولياء أمورهم من مصاحبتهم.


وذكرت أن التحقيق مع الأطفال يتم في "المسكوبية" للاشتباه بهم برشق الحجارة على المستوطنين، مشيرة إلى أن المحققين يقومون خلال التحقيق بضرب الأطفال وتهديدهم، مشيرة إلى أن الاعتقالات تأتي على خلفية إلى الاحتكاك المتواصل بين سكان سلوان وبين المستوطنين في "بيت يهونتان" المجاور والحراس الذين يقومون بحراسته، حيث يقوم أولاد الحي برشق الحجارة على البيت.

 

شهادات لأطفال اعتقلوا

وقال الطفل محمود دويك (12 عاما) كانت الساعة قرابة 04:30 إلى 05:00 فجرا، حين صحوت على صوت طرق الباب. وقد طلب رجال المخابرات من والدي بطاقة هوية محمود دويك، أي أنا. فقال لهم والدي أنني لا أملك بطاقة هوية.

عندما خرجت، شعرت أن رجال المخابرات استغربوا من صغر سني، ولكن كان معهم أمر اعتقال. وقد رفض رجال المخابرات طلب والدي بأن أبقى للصباح على أن يسلمني والدي باليوم التالي. بعد أن ابتعدت عن المنزل تم كلبشة يدي إلى الخلف. قام رجال الشرطة بوضعي في سيارة حرس الحدود. وكان معنا بالسيارة صديق لي. وكان يجلس بجانبي شرطي يقوم بضرب رجله برجلي طيلة الوقت".

وقال لؤي الرجبي (14 عاما) اعتقلت بتاريخ 10/1/2010، واتهمني المحققون برشق الحجارة على بيت المستوطنين، إلا أنني أنكرت التهمة، فقام المحقق بضربي على أنفي. وقد جلست على كرسي وأنا مكلبش اليدين والقدمين وأنزف من أنفي والمحقق يقف أمامي.

وأذكر أن المحقق قام برسم بسكليت (دراجة هوائية) على اللوح المعلق على الحائط وطلب مني أن اركب عليه! فقلت له وكيف أفعل ذلك؟ فقال إن الأمر عادي أن يعرف الإنسان ركب البسكليت! وعندما رفضت أن افعل ذلك، قام بضربي بيديه على رأسي ووجهي.

وفي مرحلة ما دخل رجلان آخران إلى الغرفة وقالا لي: ألا تريد أن تعترف؟ فقلت لهما: وعلى ماذا أعترف؟ بعد ذلك، في الوقت الذي كنت فيه جالسا على الكرسي وأنا مقيد اليدين بدأ المحققون الثلاثة بضربي بواسطة الأيدي والأرجل على كافة أنحاء جسدي وشتمي وشتم الذات الإلهية".

وأضاف الولد طلبت أن أذهب إلى الحمام والحصول على طعام، لكن المحقق رفض طلباتي. وقد طلب مني أن أوقع على ورقة بالعبرية بأنه لم يضربني أحد، وقد رفضت التوقيع، فعاد وضربني مرة أخرى عدة كفوف على الوجه".

الطفل صيام رفض طلب المحقق بأن يسجد له ويطلب المغفرة منه

أما الطفل أحمد صيام (12 عاما)، فقال اعتقلت بتاريخ 10/1/2010، وتم اقتيادي إلى معتقل  "المسكوبية"، حيث تم وضعي في غرفة وطلبوا مني الجلوس على ركبتي ووجهي للحائط.

وكلّما تحركت يقوم رجل أصلع بالزي المدني بضربي على رقبتي بكف اليد. كنت لوحدي بالغرفة. وفي حوالي الساعة الخامسة فجرا طلبت التوجه للمرحاض، ولكن الرجل رفض وطلب مني أن أنظر أمامي ووجهي للحائط إلا أنني رفضت فقام بضربي ودفعي باتجاه الحائط حيث اصطدم انفي بالحائط وسال منه الدم فطلبت ورق محارم لأمسح الدم ولكنه رفض ذلك، وطلب مني ذلك الرجل أن اسجد على الأرض له واطلب المغفرة إلا أنني رفضت وقلت له "أنا لا أسجد إلا لله".

وكنت أثناء ذلك اشعر بألم شديد في قدمي ورجلي، وشعرت بالخوف الشديد وبدأت ارجف، وقام الرجل الأصلع بوضع ساندويش جبنه على الفرن، وقذف قطعة جبنه على وجهي ولكنها لم تلمس وجهي أو جسدي، ويذكر أن هذا الشخص كان أصلع وكان يقوم بالضغط على كتفي من حين لآخر وكان ذلك يؤلمني.

أما محمود غيث (14 عاما) الذي اعتقل في ملابسات مشابهة خلال شهر تشرين ثاني (نوفمبر) 2009، فقال لقد تم إطلاق سراحي مع أمر إبعاد من بيتي لمدة شهر، مضيفا منذ الاعتقال أنا لا أنام جيدا. أنا خائف طيلة الوقت من اعتقالي مرة أخرى.

وبعد إطلاق سراحي كنت في اعتقال منزلي لدى خالي في بيت حنينا. لقد أبعدوني عن البيت لمدة شهر كامل. خلال عيد الأضحى سمحوا لي بالعودة إلى البيت في سلوان لمدة أربعة أيام فقط. وقد كان خالي يقوم بنقلي إلى مدرستي في سلوان. في الأيام التي لم يكن فيها قادرا على عمل هذا، فلم أذهب للتعليم".

بتسليم تستنكر الاعتقالات

من جهتها استنكرت منظمة "بتسليم" لحقوق الإنسان، تعامل سلطات الاحتلال مع الأولاد، مؤكدة أنه يتنافى بصورة تامة مع تعليمات قانون الأحداث، الذي تم تعديله في العام 2008 (التعديل رقم 14).

وأوضحت المنظمة أن من بين ما يحدده القانون عموما، أنه يحق للقاصر المشتبه به بتنفيذ مخالفة استشارة والده أو قريب عائلة قبل التحقيق معه وكذلك تواجد الوالد أو قريب العائلة خلال التحقيق معه. كما يحظر القانون بصورة عامة إجراء التحقيق مع القاصر في ساعات الليل ويحدد القانون انه إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق الهدف من الاعتقال بطريقة أخرى أقل مسا، يمنع اعتقال القاصر.

وأشارت المنظمة إلى أنه في جزء من الحالات، أبدى الآباء استعدادا لإحضار القاصرين صباحا للتحقيق، ولم تكن هناك أي حاجة للاعتقال الليلي، مؤكدة أن عملية الاعتقال التي تبدو عسكرية والتي تتم في ساعات الليل المتأخرة بهدف التحقيق مع أولاد في جيل 12 إلى 15 عاما، المشتبه بهم برشق الحجارة، تتنافى مع أي منطق، ولا يمكن تبريرها بأي ادعاءات. ومن الصعب تخيل قيام قوات الأمن بإتباع السياسة ذاتها في حالة القاصرين اليهود.

وطالبت "بتسيلم" بالتوقف عن الاعتقالات الليلية للقاصرين التي تقوم بها الشرطة، وجهاز الأمن العام "الشاباك" وحرس الحدود في حي سلوان في القدس الشرقية.

JoomShaper