د. ربيعة بن صباح الكواري
بمثابة خط أحمر لا ينبغي السكوت عنه
مسألة استخدام أطفالنا للأجهزة الإلكترونية كانت وما زالت مسألة تؤرقني كثيراً، فعندما أشاهد أطفالنا وهم يلهون ويمرحون باستخدام أجهزة الهواتف النقالة وتبعاتها، اعتقد كما يعتقد الكثير منا بأن الآثار الصحية قد بدأت نتائجها تظهر داخل المجتمع، فالكثير من أطفالنا بدأ يلبس النظارة الطبية والبعض الآخر مصاب بآلام في رقبته أو لا يستطيع الرؤية بوضوح كما كان قبل سنة أو سنتين.
تقول بعض المصادر المعلوماتية ان: هناك اثارا سلبية لاستخدام الاجهزة المحمولة، بسبب احتوائها على الاشعة الكهرومغناطيسية، وهناك الكثير من المؤسسات والمنظمات العالمية التي قامت بالعديد من الدراسات، تبين ان السرطان هو احد الآثار السلبية جراء استخدام الاجهزة الالكترونية على المدى البعيد، بل ان استخدام هذه الاجهزة قد تكون آثارها السلبية اخطر من الاصابة بمرض السرطان نفسه.

من هنا فانه:
لابد من اتخاذ تدابير وقائية من الان للحد من تعرض أطفالنا للأمراض المستقبلية كنهج صحيح.. مع تحديد ووضع اوقات مناسبة لاستخدامها وعدم الاكثار من استعمالها بشكل مستمر دون توقف، وهذا ما قد يؤثر على العين والمخ والاعصاب اذا بالغنا في الاستخدام.
أشعة الهواتف المحمولة لها من المخاطر التي لا تحمد عقباها فهي بمثابة حياة أو موت
وتشير كذلك اغلب الدراسات العلمية الى ان الاجهزة الالكترونية تؤثر بشكل خطير على حاجز الدماغ الدموي، وان الاصابة بمرض السرطان تكون متوقعة في اغلب الاحيان، وقد لا يعلم الكثير من البشر بان اكثر المؤسسات التي ترفض هذا الاعتراف هي من الشركات العالمية للهواتف النقالة التي تدعم بعض الشركات لاهداف تجارية على مستوى العالم للتسويق لاجهزتها الإلكترونية.
هذا من ناحية.
ومن ناحية اخرى فان الضحية في نهاية المطاف هو الزبون الذي يقدم على شراء آخر صيحات هذه الاجهزة وبكل شراهة لانها آخر موضة.
باعتقادي ان من اهم السلبيات لاستخدام الهواتف النقالة على صحة اطفالنا تكمن في عامل مهم مغيب عنا جميعا هو: التأثير على الادراك، وهذا العامل هو الاكثر شيوعا اليوم بسبب التعرض للاشعاعات المنبعثة من الاجهزة المحمولة، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الوظائف المعرفية لافراد المجتمع.
** حيث تؤكد إحدى الدراسات:
انه كلما طالت أوقات الاستجابة إلى مهمة الذاكرة العاملة عند تعرضها للاشعاعات والترددات قد يزيد من التأثيرات على الأداء. وقد لوحظ أن المواضع اليسرى في الرأس على متوسط أوقات الاستجابة أطول بكثير مقارنة بالتعرض إلى الجانب الأيمن.
** وتؤكد على اخطار اخرى مثل:
لابد من اتخاذ تدابير وقائية وتسخير البحث العلمي للحد من تعرض أطفالنا للأمراض مستقبلاً
التأثيرات على النوم ومخطط كهربائية الدماغ وهو من الآثار الخطيرة التي يجب الانتباه لها من خلال تدفق الدم في الدماغ وتخطيط كهربائية الدماغ، وكل هذا من الآثار الصحية السلبية التي يجب التوقف عندها وعدم الاستهانة بها للحفاظ على صحة أطفالنا.
** ولهذا فلابد:
من اتخاذ معايير السلامة، وتسخير ميزانيات البحث العلمي لانقاذ الموقف وتحذير المجتمع من هذه الاثار الخطيرة على صحة اطفالنا من خلال استخدام الهواتف المحمولة والاجهزة الالكترونية الاخرى الاكثر ضررا على الصحة.
** في الختام
لابد ان تكون الأسرة ومن ثم المدرسة ووسائل الاعلام ان تقوم بدورها الريادي لمعالجة القضية التي استشرت في كل البيوت وفي مدارسنا من دون رقيب أو حسيب وهو ما سيكلفنا الكثير من الازمات الصحية على اطفالنا وستظهر هذه الآثار الخطيرة قريبا اذا لم يكن هناك أي رادع او تنبيه للمشكلة.
** كلمة أخيرة:
في النهاية يجب عدم التراخي تجاه هذه المسألة الخطيرة بآثارها الصحية على اطفالنا التي ستؤثر بدون شك عليهم مستقبلا ويجب ان تتعاون المؤسسات التربوية والتعليمية والحكومية بشكل خاص للحد من تفاقم الظاهرة ووضع الحلول الناجعة لها.