أحمد يوسف المالكي
«ليس هناك طفل سيئ، وإنما هناك سلوك سيئ» أورد هذه المقولة عالم النفس أدلر عند حديثه عن أهمية التعامل الإيجابي مع مختلف الأحداث التي يتعرض لها الطفل بشكل مباشر، عن طريق التوبيخ والتجريح، بسبب بعض السلوكيات التي تصدر منه، إما عن جهل، أو تعلمها من الغير، مما يجعله يواجه معارك مع أحد والديه، فيصبح بذلك شخصاً غير مرغوب فيه.
بداية.. لماذا يشعر الطفل بأنه شخص غير محبذ في وجوده؟ لأن واقع التعامل اليومي يصور لنا حقيقة ذلك، حيث تصل إلى الطفل الكثير من الرسائل اليومية المباشرة وغيرها مثل (أنت طفل كثير الخطأ، واختلاق المشاكل، وعمل الفوضى في كل مكان)، فشخصية هذا الطفل عندما لا تتعرض للتوازن بين الإيجابية والشدة والحزم سترسخ في ذهنه أنه لا وجود للتعامل بالحب في

حياته.
فغياب ما يسمى بالحكمة في التعامل يجعل سلوك الطفل مضطرباً، فهو بحاجة إلى تهذيب تصرفاته السلبية بأسلوب إيجابي من وقت لآخر، قائم على الوعي والفهم والتوجيه بطريقة حسنة لا توبيخ فيها، وأيضاً بحاجة إلى شخص حازم يضبط له بعض القوانين، ويوضح له الأمور بجدية، حتى يستقيم سلوكه بشكل جيد، ويشعر بأن له قيمة ورغبة في وجوده.
فما رأيكم بطفل يرى من أبويه صورة العنف والوجه العبوس بشكل يومي، وأيضاً من يتغنى للصغار بمقولات الفشل في الحياة عموماً، والتي تصنع لدى الطفل حاجزاً خطيراً لا يساعده أبداً على تجاوز المراحل الدراسية أو غيرها، فالسؤال هنا هل سيشعر الطفل براحة وطمأنينة وأمان ويكون مرغوباً فيه؟ بالعكس سيكره ذاته، وسيشعر بأنه ناقص، وسيكون أكثر عرضه للانحراف.
ولمعالجة هذه الإشكالية تكمن البداية في ضرورة تغيير النظرة عند الأبوين تجاه الطفل بأنه كثير الخطأ، واحتواء مشاكله بطرق صحيحة، تعتمد على الفهم، واحترام عقلية ونفسية هذا الصغير، لأنه بشر يشعر ويتألم ويفرح، إضافة إلى ضرورة التثقيف الأبوي عن كيفية التعامل الإيجابي مع مشاكل وأخطاء الأطفال.
وفي النهاية فإن جرعة التعامل الحكيم مع مختلف المواقف ستصنع لنا طفلاً يرغب في العيش معنا باستمرار.;

JoomShaper