فريدة أحمد
23/12/2022
يحتاج الطفل إلى النوم الهادئ حتى ينمو عقليا وجسديا ويطور مهاراته الحركية والسلوكية. وتحاول الأم استخدام تقنيات وأساليب مختلفة لمساعدة طفلها على النوم، لكن وجد العلماء أن بعض الأساليب التقليدية التي تستخدمها الأم قبل النوم، كالمشي وركوب السيارة واللعب، تؤثر سلبا على مزاج الطفل ونموه السلوكي. ونصحوا باستخدام تقنيات أخرى لها تأثير إيجابي على سلوك الطفل ومزاجه.


لماذا النوم الجيد مهم للطفل؟
يعد النوم جزءا أساسيا في أسلوب الحياة الصحي لكل طفل. وبحسب "مؤسسة جونز هوبكنز الطبية للأطفال" Hopkinsallchildrens، فإن الأطفال الذين يحصلون على قسط كاف من النوم بانتظام لديهم تحسن كبير في الانتباه والسلوك والتعلم والذاكرة والصحة العقلية والبدنية عموما، مقارنة بالأطفال الذين لا يحصلون على مقدار كاف من النوم وقد يصل بهم المطاف إلى ارتفاع ضغط الدم والسمنة وحتى الاكتئاب.
يختلف مقدار النوم الذي يجب أن يحصل عليه الطفل بحسب العمر:
    فيحتاج الرضع الذين تبلغ أعمارهم أقل من عام واحد بين 12 و16 ساعة من النوم.
    أما الأطفال من سن عام إلى عامين، فيحتاجون من 11 إلى 14 ساعة.
    بالنسبة إلى الأطفال من عمر 3 إلى 5 سنوات، يكفيهم ما بين 10 إلى 13 ساعة،.
    بينما الأطفال من سن 6 إلى 12 سنة لا بد أن يحصلوا على 9 إلى 12 ساعة من النوم يوميا.
    في حين يوصى بأن ينام المراهقون من 13 إلى 18 عاما نحو 8 إلى 10 ساعات يوميا.
قسط غير كاف من النوم يعني مزاج حاد
يعاني الطفل الذي لا يحصل على مقدار كاف من النوم من مزاج حاد ومتأرجح ما بين الغضب وفرط النشاط. ووفقا لمنظمة "سليب فاونديشن" Sleepfoundation يمكن أن يؤثر النوم أيضا في قدرة الطفل على الانتباه والتركيز، مع تداعيات سلبية على أدائه في المدرسة وتأثيرات غير إيجابية على حياة الطفل اليومية.
وترتبط قلة النوم في مرحلة الطفولة المبكرة بمشكلات في جهاز المناعة، بجانب القلق والاكتئاب.
النوم والمزاج
لا يتحكم مقدار النوم بمزاج الطفل وسلوكه فقط، إذ وجدت دراسة حديثة أن الطرق والأساليب التي تستخدمها الأم لمساعدة طفلها على النوم ترتبط بتطوّر مزاج الطفل ونموه السلوكي.
ويعبر المزاج هنا عن الطريقة التي ينظم بها الأطفال سلوكهم ويتعاملون مع عواطفهم. ويمكن أن يكون لأمزجة الطفل المختلفة تأثيرات على صحته العقلية والبدنية.
في الدراسة التي نشرت على منصة المؤسسة البحثية العلمية "فرونتيرس إن سيكولوجي" Frontiers in Psychology عمل الباحثون على قياس تأثير تقنيات دعم النوم المختلفة على مزاج الطفل عبر 14 ثقافة.
وتوصلوا إلى أن الطرق التقليدية لمساعدة الطفل على النوم، مثل الحضن والغناء والقراءة، مرتبطة بشكل إيجابي بمزاج الطفل، مقارنة بالأساليب الناشطة كالمشي وركوب السيارة واللعب.
وكشفت الدراسة -التي شملت 841 شخصا من مقدمي الرعاية وغالبيتهم من الأمهات في 14 دولة تضم بلجيكا والبرازيل وتشيلي والصين وفنلندا وإيطاليا والمكسيك وهولندا ورومانيا وروسيا وإسبانيا وكوريا الجنوبية وتركيا والولايات المتحدة- أن طرق النوم تساهم بشكل مستقل في اختلافات مزاج الطفل عبر الثقافات.
في الثقافات التي تعتمد بشكل أكبر على الإستراتيجيات التقليدية كالغناء والقراءة والحضن لمساعدة الأطفال على النوم، تخلق لديهم درجات أعلى في التواصل الاجتماعي والمزاج الجيد، فيكون الأطفال أكثر ميلا إلى الابتسام والضحك والنشاط والحماسة. بينما أظهر استخدام التقنيات الناشطة للنوم، كالمشي واللعب وأخذ الطفل في جولة في السيارة حتى ينام، ترتبط بمزاج سيئ للطفل، وتجعله يشعر عموما بالضيق، وتنمي لديه مشاعر الخوف والغضب والحزن وعدم الراحة.
التقنيات التقليدية للنوم:
القراءة: تعد القراءة وسرد قصص ما قبل النوم للطفل أمرا مفيدا جدا، فضلا عن أنه يحسن التفاعل بين الأم وطفلها ويحسن مزاجه عموما، إذ يعزز قدراته على التفكير الإبداعي منذ الصغر.
جعل القراءة جزءا من روتين الليل يساعد الطفل على الهدوء وفهم أن الوقت قد حان للنوم، وبحسب موقع "مام جانكشين" Momjunction، تعد القراءة طريقة جيدة لتهدئة عقل الطفل وجسده قبل النوم، إذ إن قراءة القصة ستساعده على الانخراط في عالم مختلف تماما والتخلّص من كل مخاوفه وقلقه، كما يمكنها تحسين مهارات الانتباه لديه وتساعده على تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية من خلال القدرة على التعبير عن مشاعره وأفكاره.
الغناء: يعد إدراج الغناء، كجزء أساسي في الروتين اليومي، أمرا ضروريا وصحيا لتحسين مزاجه وصحته العامة. وفقا لـ "ليسون إن يور هوم" Lessonsinyourhome، فإن ممارسة الغناء للطفل ومن ثم إشراكه في الغناء مع الأم يساعد على تقليل التوتر لدى الطفل، لأنه يساعده على التنفس السليم، وتكون لديهم سعة رئوية أكبر لأنهم يتعلمون تقنيات التنفس المناسبة.
إلى جانب تقليل التوتر، يعد الغناء أيضا مهدئا للأطفال، إذ يتطلب غناء أغنية تركيزا ذهنيا لتذكر الكلمات واللحن الذي تم ضبطه عليه. ويمكن للأطفال الذين يعانون من نوبات الغضب أو الانزعاج بسهولة تغيير حالتهم المزاجية جذريا باستخدام أغنية مفضلة لتهدئتهم وتغيير موقفهم، ومن ثم النوم بهدوء وعمق.
العناق: للحضن تأثير سحري على الطفل ونموه وإدراكه. ويساعد حضن الأم على نمو الطفل وتوسيع مداركه.
وبحسب "بارينتينغ فور برين" Parentingforbrain، يساعد العناق على تنظيم عواطف الطفل وتهدئته وتحسين مزاجه عموما، كما يساعده على النمو وتطور الدماغ السليم.
ويساهم الحضن في جعل الأطفال أكثر مرونة من خلال تقليل التأثير السلبي للخلافات عليهم، كما يعزز لديهم التفاؤل والإتقان واحترام الذات.
أما حفاظ الأم على عناق طفلها دائما، وبشكل يومي، فيساعد على نموه النفسي والجسدي بشكل سليم، ويحسن الترابط بينهما ويعزز ثقة الطفل بالآخرين وتمكنه من بناء علاقات صحية وسليمة.
======================
لهذه الأسباب لا ينبغي تعليم الأطفال قمع مشاعرهم
كتب بواسطة: موقع لافيدا لوثيدا
ترجمة وتحرير: نون بوست
تعلم الرجال طبعا كتمان مشاعرهم وعدم البكاء أمام الاخرين أو إظهار أي عاطفة، ولكن المجتمع الآن يدرك أنه من الصحي أن يظهر الرجال جانبهم العاطفي؛ حيث يجعل هذا الأمر الذكور أفضل أطفالا وآباء وأزواجًا محبين وأشخاصا صالحين بشكل عام.
حين نكتم المشاعر بعمق فإنها تتحول إلى قنبلة موقوتة، وسوف تنفجر هذه القنبلة العاطفية عندما لا تتوقعها. وقد وجدت دراسة أجريت في جامعة بيركلي أن الرجال الذين يظهرون مشاعرهم لديهم تنوع عاطفي.
عندما يتعلم الأطفال إظهار كل من المشاعر الإيجابية والسلبية بشكل فعال، يتعرضون بشكل أقل إلى الاكتئاب والقلق. مع العلم أن كتمان المشاعر بشكل مبالغ فيه ليس مفيدا للصحة العقلية لأي شخص.
10 فوائد لتعليم الأطفال عدم قمع المشاعر
قد حان وقت أن تعلم أطفالك عدم قمع مشاعرهم، فينبغي أن يتأكد هؤلاء الأطفال من أنهم  أحرار في التعبير عن مشاعرهم منذ البداية لأنها تؤثر بشكل مباشر على حياتهم. ويساهم هذا الأمر في تقليل معدلات الاكتئاب والقلق بشكل كبير، إلا أن هناك فوائد أخرى لتعليم الأطفال عدم كبت مشاعرهم، وفيما يلي بعض الأشياء الجيدة الأخرى التي يمكن أن تنتج عن تعلم الشاب التنوع العاطفي وأنه بإمكانه عيشها جميعا.
عدم قمع المشاعر يساعد في تكوين علاقات أفضل
تتطلب العلاقات من الناس أن يكونوا ضعفاء وأن يتحدثوا عن الأشياء التي تزعجهم، وعندما لا يتحدث الشخص المشاكل التي يعاني منها، يصبح الأمر بمثابة الجرح المتقيِّح الذي يزداد سوءا. ومع ذلك؛ يصبح التواصل سهلا إذا تعلم الطفل التعامل مع المشكلة والتعبير عنها بشكل واضح، فعندما يريد المرء شريكا يقضي حياته معه؛ فإنه يحبذ شخصا منفتحا وصادقا. ومن الضروري أن تعرف أن مشاعرك لا تقل أهمية عن مشاعر شريكك، لذا يجب أن تكون حرا في مناقشة الأشياء وعدم الاحتفاظ بها لنفسك.
تكثف أحلامك
تخيل مدى فظاعة التفكير في مشاكلك باستمرار، فلا تشعر بالحرية في البكاء أو التعبير عن غضبك أو التحدث عن الأشياء التي تزعجك؛ حيث من الصعب التخطيط للمستقبل وأن تعيش الحاضر كما ينبغي. وعندما يُسمح بالتنوع العاطفي؛ ترفع سحابة الحزن السوداء التي تمنع الطفل من رؤية ما هو أبعد من الحاضر الذي يعيشه.
تتحسن ثقتك بنفسك وشجاعتك عندما لا تقمع مشاعرك
يفتقر الأطفال إلى الثقة بالنفس عندما تخرج العواطف عن السيطرة، فمثلا إذا كنت في علاقة سيئة حيث قام شخص ما بخداعك، فهذا يضع الخوف من مواعدة شخص آخر في ذهنك. ومع ذلك، عندما يتعلم الأطفال التحدث عن هذه المواقف وتسليط الضوء على الأشياء، فإن آلام الماضي لن تعد مكبوتة بداخلهم.  ولا يعني هذا الأمر أن الألم يزول تلقائيًا لكنهم يجدون الراحة في الحديث عنه.
التمتع  بحياة اجتماعية أفضل عندما لا يقمعون مشاعرهم
لا يشعر الناس بالرغبة في الخروج مع مجموعة والاستمتاع عندما يكونون محطمين عاطفيا؛ حيث إن كتمان المشاعر بالداخل يجعل أي شخص بائسا حيث سيجد الشخص المضطرب عاطفيًا صعوبة في الذهاب إلى العمل أو المواعدة أو التفاعل الاجتماعي.
ومع ذلك؛ عندما يتعلم الأطفال في سن مبكرة عدم قمع مشاعرهم والتعبير عنها ومعالجتها، فإنهم يتحررون من الروابط التي تقيدّهم، وسوف يرغبون في الخروج والاستمتاع عندما لا يكونون مكبلين بمشاعر ماضية مكبوتة.
التواصل بشكل أفضل
هل سبق لك أن تعاملت مع شخص عليك أن تسأله مئات المرات حقيقة ما يحدث معه ولا يفسر لك أي شيء؟ تعتبر هذه حالة نموذجية لشخص يتعرض لقمع المشاعر حيث إنهم يعرفون أنهم يشعرون بالفزع لكنهم لا يعرفون كيف أو ماذا سيقولون لك.
يواجه الأطفال الذين يتعلمون قمع مشاعرهم وانتظار رحيلهم؛ مشاكل في التواصل، ولكن لأن التعبير عن مخاوفك وإعلان الأمور في العلن سوف يحررك، فعلم أطفالك أنه لا بأس من التحدث عن مشاعرهم وما يزعجهم ، وأنه شعور أفضل بكثير من كبتها.
الأطفال الذين لا يقمعون المشاعر يتمتعون بصحة أفضل
يمكن أن يكون للإجهاد وكتمان المشاعر الزائدة تأثير مباشر على قلب الإنسان. ووفقا للمكتبة الوطنية للطب؛ يتضاعف التأثير على ضغط الدم عندما يكون الجسم تحت الضغط، ولهذا لا يمكنك قمع الآلام وخيبات الأمل في الحياة ولا تتوقع أن تكون صورة بصق للصحة.
من المؤكد أنك سمعت كثيرا أن التوتر يقتل ولا يحتاج قلبك إلى زيادة الضغط عليه أو إجهاده، وربما تعتقد أن هذا الأمر لا ينطبق على الأطفال، ولكن وفقا لجمعية القلب الأمريكية، فإن الأطفال ليسوا محصنين، فعلى الرغم من أنه من النادر أن يعاني الطفل من مشاكل في القلب بسبب الإجهاد، إلا أنه يحدث. ومع ذلك، فإن تسليحهم بالأدوات المناسبة منذ الطفولة لإدارة ضغوطهم بفعالية سيؤثر عليهم طوال حياتهم.
يصبح شخصا أكثر إيجابية
تفكر بصفة سلبية عندما تقوم بقمع المشاعر، فعقلك عالق في حلقة من كل ما يؤذيك أو يحدث خطأ في حياتك، ولا أحد يريد سحابة سوداء من الحزن معلقة فوق رؤوسهم، لذلك علم أطفالك أن يكونوا متفائلين.
إن التعامل مع المشكلة فور حدوثها سيسمح لطفلك بتبني الإيجابية، فلا يمكن أن يكونوا أشخاصًا سعداء وهم يحملون أطنانًا من المشاعر المكبوتة، وهذا لا يعني أنهم سوف يحلون دائما كل شيء على الفور ولكن على الأقل يمكنهم العمل على حل.
الأطفال الذين لا يكبتون عواطفهم لا يقعون في فخ اللوم
مع مرور الزمن؛ قد تكبر وتتضخم مشاعر الغضب والحزن والخوف والقلق عند الطفل. وسوف يفقد الطفل السيطرة عليها ما يشار إليه على أنه انفجار عاطفي. وعادة ما يأتي هذا الانفجار على شكل إلقاء اللوم على الآخرين. من غير العملي انتقاد الآخرين بسبب سوء التعامل مع المواقف لأن طفلك قد كتم هذه المشاعر. ومع ذلك، فإن التحرر من القمع يمنح الحرية ويوقف لعبة اللوم.
هم أحرار في أن يغفروا للآخرين ويغفروا لهم
إنه لأمر مروع أن تحمل ضغينة ضد الآخرين، ففي كثير من الحالات، يغضب الناس ويرفضون التحدث لسنوات وفي النهاية لا يتذكرون سبب غضبهم في المقام الأول. عندما يتعلم الأطفال في سن مبكرة أنه من المقبول قمع المشاعر، فلن يكونوا مستعدين لمسامحة الآخرين.
كيف تتوقع من شخص ما أن يغفر عندما لا يرغب في المسامحة؟ إن تعلم التعامل مع المشاعر عند حدوثها يتيح للناس أن يكونوا أحرارًا في التسامح والعفو.
لا تعاقب طفلك أبدا على مشاعره
لماذا يتوقع الآباء من أطفالهم أشياء لا يتوقعونها هم من أنفسهم؟ يرغب الكثير من البالغين في أن يروا أطفالهم ولا يسمعوهم ويعتقدون أنهم لن يمروا بيوم سيئ أبدا. يجب أن تكون واقعيا وأن تفهم أن أطفالك سيختبرون نفس المشاعر التي تشعر بها.
هناك أيام تكون فيها في حالة مزاجية سيئة لأنك لم تحصل على قسط كافٍ من النوم وأنت تقول وتفعل أشياء لم تقصدها؛ سيحظى أطفالك بهذه اللحظات أيضًا ولا ينبغي معاقبتهم للتعبير عن مشاعرهم. بدلاً من ذلك، قد يساعدك إذا تحدثت معهم عن طرق فعالة لإدارة هذه الأوقات. نتيجة لذلك سوف تسلحهم بمعرفة كيفية التعامل مع عواطفهم بطريقة إيجابية.
من خلال معاقبة الطفل على نوبة غضب أو مشكلة عاطفية أخرى، فأنت تقول بصوت عالٍ وواضح أن التعبير عن مشاعره يوقعه في المشاكل. ينبغي تصحيح السلوك السيئ، مثل الركل أو الضرب أو طلاء الحائط أو ما شابه، لكن لا تعاقبه أبدا لكونه إنسانا أظهر مشاعره.
المصدر: لا فيدا لوثيدا

JoomShaper