سيدتي - لينا الحوراني
إن تنمية مهارات التعلم الذاتي والاستقلالية تساعد الأطفال على بناء الثقة بالنفس والقدرة على تنظيم عملية التعلم لديهم بشكل غير مسبوق واكتشاف معارفهم الخاصة. ومن خلال تنمية هذه المهارة، يمكن للأطفال بناء قدرتهم على التفكير واستيعاب المعلومات وتطبيق المعرفة عملياً، والاعتماد على أنفسهم، وفي نفس الوقت اتخاذ القرارات بشكل مستقل والتعامل مع المواقف بمفردهم وتحمل المسؤولية عن أفعالهم. ومن خلال العوامل المذكورة أعلاه، يساعد تطوير هذه المهارة الأطفال على تنمية الإبداع والقدرة على حل المشكلات والقدرة على اعتماد الأطفال على أنفسهم، كما يضع مخططها التربويون والمتخصصون النفسيون.
لماذا يجب تنمية مهارات التعلم الذاتي والاعتماد على النفس لدى الأطفال؟
عندما يتوفر للأطفال الوقت والمساحة للتعلم الذاتي، تتاح لهم الفرصة لاستكشاف اهتماماتهم وهواياتهم، فيعملون على تطوير الإبداع واستكشاف المجالات التي يهتمون بها ويحبونها، وبالتالي يتبنون التفكير المنطقي ومهارات حل المشكلات لدى الأطفال، فالاعتماد على النفس، يشجع الأطفال على التفكير والتحليل واتخاذ القرارات بناءً على المعلومات التي جمعوها. ومن خلال حل المشكلات والاستكشاف، يطور الأطفال مهارات التفكير المنطقي ويصبحون أكثر مرونة في التعامل مع التحديات.
كيف يتم تعليم الأطفال مهارات الاعتماد على النفس بثقة؟
هذه سمة شخصية، يتحتم بناؤها وبذل الجهد من الأبوين، لبلورة شخصية الطفل، وإيصاله لمرحلة يتمكن فيها من الاعتماد على نفسه بثقة، وإليكم القواعد الأساسية الآتية للوصول إلى الهدف:
امتحني الأطفال في مواقف معينة
لكل طفل شخصيته الخاصة ومدى استجابته للنصائح التي تقدمها الأم له، قد يكون للأطفال طبيعة خجولة أو مزاجية. ما يجعلِك تتساءلين كيف أتعامل مع شخصية طفلي وكيف أزيد لديه مهارة الاعتماد على النفس، ولبناء الثقة والتوجيه والاعتماد على النفس، دعي أطفالك يخضعون لمواقف يضطرون فيها الاعتماد على أنفسهم، يجب أن يكونوا واثقين من اتخاذ القرارات ومواجهة عواقب أفعالهم. وهذا يساعد الأطفال على بناء الثقة والتوجيه في حياتهم.
علّميهم مهارات إدارة الوقت
يساعد الاعتماد على الذات الأطفال على تعلم كيفية إدارة وقتهم ومهامهم بشكل فعال، وهذا بحد ذاته يعلم الأطفال كيفية تحديد أولويات العمل وتخصيص الوقت للأنشطة المهمة. في الوقت نفسه، تساعد القدرة على إدارة المهام الأطفال على تعلم كيفية تنظيم العمل وإكمال المهام في الوقت المحدد.
ويكون ذلك من خلال وضع جدول يتحمس فيه الطفل للفكرة ويعرف أنها مفيدة للجميع الكبار والصغار. ثم ادمجي أوقات اللعب والراحة والأنشطة الممتعة في جدول الطفل، بحيث لا تركزين على جداول للمذاكرة وعمل الواجبات فقط. وامنحي طفلك مكافأة جميلة عندما يلتزم بجدوله وينفذ كل ما فيه من مهام.
شجّعي طفلك على القراءة
تشجيع الأطفال على القراءة والتعلم أكثر من خلال مصادر متنوعة، فالقراءة هي وسيلة رائعة للأطفال للتعلم وتطوير تفكيرهم بشكل طبيعي وسريع، لذلك يجب على الآباء تشجيع الأطفال على القراءة بانتظام، بما في ذلك القصص الخيالية للأطفال والعلوم والتاريخ وغيرها. وللحصول على أفضل النتائج، يجب على الآباء قضاء بعض الوقت في القراءة مع الأطفال ومناقشة ما قرأوه.
ويكون ذلك من خلال ترديد الكلمات البصرية أو ما تعرف بالكلمات الأساسية وهي الشائعة في كثير من النصوص، والتي تشكل مستوى القراءة عند الطفل؛ إذ يتعرف إليها وينطقها سريعاً لأنها متداولة كثيراً، عن طريق التبادل بين الطفل والآباء أو المعلم القادر على تحسين مهارات الطفل وتعلم السرعة لكي يكون مثلهم، ويساهم ذلك في زيادة مهاراتهم للقراءة إلى أن يقرأوا بمفردهم.
في النهاية لا بد من مساعدة الأطفال على اختيار الكتب التي يفضلونها كالقصص أو جمع المعلومات أو غيرها من المحتويات التي يفضلون معرفتها، مما يعزز تقدم مستوى القراءة عندهم.
قومي بتهيئة بيئة تعليمية مناسبة في المنزل
يجب على الآباء تهيئة بيئة تعليمية مريحة وهادئة مخصصة لتعلم أطفالهم بشكل جيد حتى يتم تمكين الأطفال من التركيز على دراستهم. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون مكتب الطفل في مكان مناسب للدراسة والمعيشة. كما يجب على الآباء توفير مجموعة متنوعة من المواد التعليمية لتكملة معرفتهم وتشجيع الأطفال على تعلم المزيد حول الموضوعات التي تهمهم، وينبغي أن يكون المكان مختلفاً عن المكان الذي يلعبون فيه أو يستريحون أو يأكلون أو ينامون عادةً. مع إمكانية إعادة استخدام زاوية من منزلك لتكون بمثابة مساحة عمل للطفل. تأكدي من وجود الإضاءة الكافية وتوفير الكراسي المريحة التي تشجع على الوضع الصحيح.
علّمي الأطفال كيفية استخدام محركات البحث
لا بد من تعليم الطفل مهارات البحث الفعّال عن المعلومات على الإنترنت، هذا المكان الذي يحتوي على كم هائل من المعلومات، الذي يفترض دخول الطفل إليه مع استخدام أدوات الرقابة الأبوية وإعدادات البحث الآمن، حيث تحتوي معظم محركات البحث والأجهزة على إعدادات لتصفية المحتوى غير المناسب. يمكن أن يساعد إعداد هذه الإعدادات في ضمان رؤية الأطفال لما هو آمن بالنسبة لهم فقط.
هل تتقنين مهارات أساسية لتنمية مهارات الطفل
كلّفي الأطفال بالمهام والمسؤوليات المناسبة لأعمارهم
يمكن للوالدين أن يبدأوا بتكليف الأطفال بمهام صغيرة وقابلة للتنفيذ ومناسبة لأعمارهم لتعزيز الاستقلال، مثل: تنظيف غرفة نومهم - ركن الدراسة، مساعدة الأطفال في إعداد الوجبات، تعليق الملابس.. وزيادة صعوبة ومسؤولية المهمة تدريجياً مع تقدم الأطفال ونضجهم، ويمكنك اتباع القائمة المذكورة أدناه لتسهيل هذه المهمة عليك:
مسؤوليات يمكن تكليف الأطفال الصغار بها:
العناية بأجسامهم مع مراعاة السلامة والآداب.
تنظيف ما يسببونه من فوضى. ("لا عليك. خذ المناديل الورقية وتعال نمسح اللبن المسكوب.. لا تقلق سأساعدك."
اختيار ملابسهم (مع مراعاة الفصول المناخية والسلامة والآداب.)
كمية الطعام الذي سيتناولونه، وإطعام أنفسهم (عليك اختيار الطعام الصحي وعليهم تحديد الكمية.)
اختيار كتاب للقراءة، حتى لو كنت أنت منْ سيقرؤها لهم.
اختيار اللعب التي سيلعبون بها، مع أصدقائهم (وإبقاء الألعاب غير المختارة بعيداً قبل مجيء الأصدقاء)، ثم في النهاية ترتيبها بعد الانتهاء من اللعب، متى يقضون حاجتهم. (عليك أن تعرضي عليهم دخول الحمام دائماً ولكن عليهم هم أن يدركوا متى يحتاجون إلى ذلك وما هي علاماته. إلا إذا كنت تريدين حمل همّ ذلك لسنوات.)
تصنيف الغسيل وتعبئة الغسالة، وتنظيف الأسطح (الأرضيات، المناضد، الأحواض).
مسؤوليات يمكن تكليف الأطفال في مرحلة الحضانة بها (3-5):
جميع ما سبق، إضافةً إلى ما يلي:
اختيار ملابسهم في إطار معاييرك. والحفاظ عليها بتصنيفها وترتيبها ترتيباً أنيقاً ومعقولاً.
ترتيب غرفهم في إطار معاييرك الجمالية. حيث يمكنهم اختيار تنسيق الحوائط في الحدود المعقولة. وعلى الوالدين مساعدتهم في تنظيم أغراضهم وترتيب غرفهم.
كمية الطعام الذي يتناولونه، وما الذي يأكلونه، وينجح هذا إذا كنت تقيدين تناول الأطعمة التي تخلو من الفائدة الغذائية (السريعة). وهو ما يعني أن عليك التفكير فيما يجب عليك فعله حين لا يعجبهم الطعام.
مع منْ يلعبون ومتى. ومنْ المسموح لهم بدخول غرفته في الأوقات المختلفة.
اختيار حضور المناسبات التي تُدعين إليها أو عدم حضورها، مع استثناء المناسبات العائلية الضرورية.
تعليم الطفل آداب و إعداد المائدة، وتنظيف مكان أكلهم على المائدة.
مسؤوليات يمكن تكليف أطفال المرحلة الابتدائية بها (6-9):
جميع ما سبق، إضافةً إلى ما يلي:
كيفية تصفيف شعورهم (في حدود معايير التجمل الملائمة).
كيفية إنفاق المصروف الشخصي للطفل.
إتمام واجباتهم المدرسية، وإعداد حقائبهم المدرسية عشية اليوم الدراسي.
كيفية قضاء أوقاتهم، بعد إتمام مسؤولياتهم وواجباتهم المدرسية، والاختيار ما بين ممارسة حرفة فنية أو حضور دورة.
اختيار أي رياضة أو نشاط بدني يلتحقون به بحرية كاملة.
إعداد أطعمة بسيطة لأنفسهم سواء لما بين الوجبات أو للغداء، والمساعدة في تحديد الوجبات.
إطعام الحيوانات الأليفة.
إخلاء غسالة الأطباق وتعبئتها. وطي غسيله.
المساعدة في إعداد القوائم وإعداد الحقائب للرحلات.
المساعدة في شراء البقالة.
مسؤوليات يمكن تكليف الأطفال في مرحلة ما قبل المراهقة بها (10-12):
جميع ما سبق، إضافة إلى ما يلي:
تعبئة طعام المدرسة.
العناية الشخصية: الشعر، والأظافر، إلخ.
التجول مع صديق من مكان إلى آخر في محيط المنطقة ما دام الوالدان يعرفان مكانهما. (وهذا هو أول الأسباب التي تستدعي امتلاك الأطفال للهاتف النقال.)
المكوث في البيت بمفرده، مع تحديد بعض القواعد عمن يمكنه المكوث معه.
تولي أمر غسل ملابسهم، وذلك لن يجعلك تشعرين بأنك الخادمة حين يحتاجون إلى قطعة ملابس معينة.
تابعي تقدم عمل الأطفال
يجب على الآباء مساعدة الأطفال في التخطيط ومتابعة تقدم عملهم. وهذا من شأنه أن يساعد على تطوير مهارات إدارة الوقت عند الأطفال وإكمال المهام الموكلة إليهم في الوقت المحدد. ومن ثم يمكن للآباء متابعة تقدم عمل الأطفال ومساعدتهم على تعديل الخطة إذا لزم الأمر. كل ذلك يتم من خلال توزيع المهام والمسؤوليات، وتشجيع الأطفال على اتخاذ القرارات وحل المشكلات بشكل مستقل، ووضع الخطط ومتابعة تقدم العمل، يمكننا تنمية مهارات التعلم الذاتي والاعتماد على الذات لدى الأطفال.
تساعد هذه الأساليب الأطفال على أن يصبحوا واثقين من أنفسهم، ومرنين، ولديهم القدرة على إدارة أنفسهم والتطور في الحياة. ومع التغيرات في البيئة ومهارات الاستقلالية، بينما تساعد الأطفال على تحسين قدرتهم على التعامل مع الصعوبات والتحديات.