سيدتي - خيرية هنداوي

يحتفل العالم اليوم 16 نوفمبر باليوم العالمي للتسامح، وقد جاء ذلك بعد إعلان الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1993 بأن سنة 1995 ستكون هي سنة الأمم المتحدة للتسامح، كما اعتمدت الدول الأعضاء في المؤتمر العام لليونسكو في 16 نوفمبر 1995 إعلان مبادئ التسامح، واليوم- أيضاً- فرصتك أيتها الأم لتحكي لطفلك عن تاريخ يوم التسامح ومعناه..والأهم كيف يتسامح الطفل مع أقرانه..وسط عالم وقيم وأخلاقيات تنادي بالتعصب للرأي، وبالقوة أمام القوة. للشرح والتوضيح كان اللقاء وخبيرة تربية الطفل الدكتورة نادية يوسف حمدان.

مبادئ التسامح..احترام التنوع الإنساني

التسامح..احترام وتقدير التنوع الإنساني

    من جملة المبادئ التي أعلنتها منظمة اليونسكو: أن التسامح لا يعنى التساهل أو عدم الاكتراث؛ بل هو احترام وتقدير التنوع الثقافي والإنساني.

    التسامح يعترف بكافة حقوق الإنسان، التسامح ليس فقط واجباً أخلاقياً، ولكنه أيضاً شرط سياسي وقانوني للأفراد والجماعات والدول.

    الاحتفال..ترسيخ لقيم وثقافات التسامح والاحترام والتآخي، ونبذ كل مظاهر التعصب والكراهية والتمييز، وهو يوم لاحترام ثقافات وتقاليد الآخرين.

    يعتبر التّسامح أحد المبادئ الإنسانية، وما نعنيه هنا هو مبدأ التّسامح الإنساني، كما أنّ التّسامح في دين الإسلام يعني نسيان الماضي المؤلم بكامل إرادتنا.

    التسامح، هو التخلي عن رغبتنا في إيذاء الآخرين لأيّ سببٍ قد حدث في الماضي، وهو رغبة قويّة في أن نفتح أعيننا لرؤية مزايا النّاس بدلاً من أن نحكم عليهم ونحاكمهم أو ندين أحداً منهم.

    والتّسامح أيضاً هو الشّعور بالرّحمة، والتّعاطف، والحنان، وكلّ هذا موجود في قلوبنا، ومهمٌّ لنا ولهذا العالم من حولنا.

    إن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب، بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.

    يرى البعض أن التسامح انكسار، وأن الصمت هزيمة، لكنهم لا يعرفون أن التسامح يحتاج قوة أكبر من الانتقام، وأن الصمت أقوى من أي كلام.

    التسامح جزء من العدالة، التسامح زينة الفضائل، أعقل الناس أعذرهم للناس، النفوس الكبيرة وحدها تعرف كيف تسامح.

    تسامحُ النفس جزء من مروءتها، بل هي المروءةُ في أسمى معانيها..تخلق بالصفحَ تسعدْ في الحياةِ به.. فالنفسُ يسِعدُها خلقٌ ويشقيها.

لما عفوتُ ولم أحقدْ على أحدٍ.. أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ..عاشرْ بمعروفٍ وسامحْ من اعتدى ودافعْ، ولكن بالتي هي أَحْسَنُ.

في العفو لذة لا نجدها في الانتقام، خذِ العفوَ واغفرْ أيها المرءُ..العفوُ أحسنُ ما يُجْزى المسيء به.. يهينُه أو يريه أنه سَقَطا.

الأصل في التسامح أن تستطيع الحياة مع قوم تعرف يقيناً أنهم خاطئون..‏لن تَستطيع أن تُعطي بدون الحُب، ولن تستطيع أن تحِب بدون التسامح.

    إلغاء العبارات القديمة مثل"اضرب من يضربك، كن قوياً حتى لا يدهسك الأقوى، أو كن ذئباً حتى لا يأكلك الذئاب.

    هي عبارات يحلو لمعظم الآباء ترديدها على مسامع أطفالهم في أولى خطواتهم في الحياة..حضانة كانت أو مدرسة.

    الآباء هنا..لا يحذرون أطفالهم بهذه العبارات ..ولكنهم يغرسون في نفوسهم العنف والحقد وحب الانتقام، فالتسامح لا يعني الضعف أو التنازل أو تقبل السلوك السيئ.

    واجب الآباء..غرس صفة التسامح في الطفل في سن صغيرة، فيكبر بعيداً عن المشاكل ويعيش بأمان وسلام في سن متقدمة.

    إدراك الطفل لمعني التسامح وقوة تأثيره..يجعله قادراً على حل المشاكل ومواقف الخلاف والصراع بشكل سلمي آمن.

    هيا شجعي طفلك على الاشتراك في الألعاب الجماعية، ما يساعده على الاختلاط بأقران من نفس عمره بل ودرجة قوته.

    مع المشاركة سيتحلى بروح الجماعة ويتخلى عن الكراهية والانتقام، وسيتقبل أيضاً خلافات الآخرين.

    ابعدي طفلك بقدر استطاعتك عن الألعاب الإلكترونية..فغالبيتها تحفز على العنف والانتصار بطرق شديدة وقوة غير محببة ..فتقتل المشاعر والتعاطف الطيب.

    اصطحبي طفلك إلى بعض النشاطات الخيرية، ودربيه على تقديم الخدمات للآخرين بألعابه الفائضة، وبعض هداياه التي يشتريها من مصروفه،..فيتعلم الحب والعطاء.

    الطفل يتعلم بالمشاهدة ..بالتجربة المحسوسة، ولا يستطيع التسامح إلا إذا كان هناك شخص سامحه، والوالدان قدوته في سلوكهما مع بعضهما البعض ومعه أيضاً.

الاعتذار يعني العفو والتسامح

التسامح هو احترام عيوب ومميزات الآخر

    علّمي طفلك أن يعتذر إذا أخطأ، للصغير قبل الكبير، والاعتذار هنا خطوة نحو تفهم وإدراك الطفل لمعنى التسامح والعفو أو حتى انتظاره من الآخر.

    اختاري القصص التي تعزز وتوضح معنى التسامح وتقبل الآخرين، بما هم عليه، واخبريه أن لكل شخص عيوبه ومميزاته..وعليه احترام هذا وتقبله.

    اخبري طفلك أنه سيفقد الكثير من أصدقائه، وربما علاقته بإخوته بالمنزل إن لم يتحل بالتسامح..فالشخص المتسامح محبوب وقادر على إقامة علاقات.

    صداقات تستمر.

    كل الأطفال يحبون أسلوب التشجيع والمكافأة..لهذا عبَّري له عن تقديرك وإعجابك بتصرف إنساني قام به..علاماته وملامحه تعزز العفو والتسامح.

JoomShaper