سيدتي - خيرية هنداوي

النجاح هدف كل إنسان، وحلم كل أم عندما ترزق بطفل؛ فإن أرادته سليماً معافى أخذت تتابع نموه وتطور قدراته يوماً من بعد يوم ليطمئن قلبها، وعندما يكبر ويلتحق بالمدرسة، عادة ما تكتشف مشكلات من نوع جديد؛ فالطفل هنا يعاني من صعوبات في التعلم تمثل عقبات تعترض طريق نجاحه، وهذه المشكلة تنتشر بين تلاميذ المدارس بنسبة 10%.

في هذا التقرير نتعرف إلى معنى صعوبات التعلم، والعقبات التي تعوق نجاح الطفل والمراهق، والعلامات الدالة، بجانب بعض الإرشادات للأم والمعلمة معاً، وذلك وفقاً للمدربة التربوية وأخصائية تعديل سلوك وصحة نفسية الأستاذة هبة شمندي.

ما هي صعوبات التعلم؟

طفل يعاني من صعوبات التعلم

تبدأ أستاذة "هبة شمندي" المدربة التربوية حديثها بتعريف معنى صعوبات التعلم فتقول: هو اضطراب يدخل ويعيق عملية التعلم الطبيعية؛ مثل الذاكرة والإدراك والانتباه والتفكير واستراتيجيات التعلم، وكيفية معالجة المواد اللغوية الشفوية والمكتوبة.

تتأثر القراءة والكتابة وكذلك الرياضيات بهذه الاضطرابات، كما تتأثر بعض أنواع التعلم الأخرى، وليس هناك ارتباط بين صعوبات التعلم والذكاء.

صعوبات التعلم قد تكون لدى البعض رغم كون ذكائه عادياً، بل هناك من قد يكون موهوباً عالي الذكاء ولديه صعوبات تعلم.

لا يدخل انخفاض الذكاء بدرجة كبيرة ضمن صعوبات التعلم، وإنما يكون السبب إعاقات أخرى كالتخلف العقلي مثلاً.

كما لا يرتبط التأخر الدراسي دون المستوى العام للتلاميذ بانخفاض مستوى التحصيل الدراسي للتلميذ .

صعوبات التعلم لا تقتصر على المواد الأكاديمية، بل تؤثر على تعلم المهارات الاجتماعية، وحل المشكلات التي تحتاج إلى تفكير.

صعوبات التعلم تستمر مع الشخص مدى حياته، ولا تقتصر على مرحلة عمرية معينة، ولا تزول مع النمو.

صعوبات التعلم ليس لها علاج، ولكن التدخل التربوي المتخصص يساعد على التغلب على آثارها بشكل كبير جداً.

هل تودين الاطّلاع إلى خطوات تأسيس الطفل في القراءة؟

    عدم تركيز الطفل أثناء شرح الدرس، أو سهولة التشتت، أو عند سؤاله مجموعة من الأسئلة التي لا يمكنه الإجابة عنها جميعاً، ويكتفي بإجابة أول سؤال منها.

    لا يستطيع الطفل تنفيذ كل المهام، عند تكليفه ببعضها، وقد يكتب الحروف بشكل معكوس، والأرقام أحياناً، كذلك ينسى بسهولة ما قيل له في الدرس.

    لديه صعوبات تعلم؛ يمكن أن تكون عاطفية وسلوكية، أو صعوبات في الفهم والتفكير والتعلم، أو في اللغة والتواصل، أو صعوبات جسدية مثل ضعف السمع.

للمراهق: صعوبات أخرى تعوق نجاحه

وتضيف الأستاذة هبة شمندي "المدربة التربوية": بجانب صعوبات التعلم إن وجدت فهناك عقبات تبدو بسيطة، ولكنها تعترض الوصول إلى الهدف وهو النجاح، خاصة لدى المراهق خلال سنوات المراهقة؛ حيث تتغير المشاعر وتتبدل، ويصبح متقلب المزاج.

أولى العقبات النوم والتراخي: فالنوم يكون بهدف الراحة وليس للنوم في حد ذاته، وكثرة النوم تؤدي إلى التراخي والمماطلة، وهنا لا يستطيع الشخص القيام بواجباته الأساسية للنجاح.

ثاني العقبات الخوف: الذي يمنع الإنسان من التقدم، حتى لو كان يمتلك كل مقومات النجاح؛ فالخوف يجعلك واقفاً ثابتاً في مكانك، وعليك أن تقضي عليه وتخوض التجارب الجديدة، حتى ولو باءت بالفشل، فقد يكون الفشل خطوتك الأولى في النجاح المرتقب.

ثالث العقبات الغضب: ذلك الذي يجعل الإنسان لا يستطيع التفكير؛ فالشخص الواعي لا يسمح للغضب بأن يستحوذ على تفكيره ومشاعره ويقود حياته، الغاضب لا يصدر قرارات صحيحة.

رابع العقبات الكسل: نعم الشخص الذي يستسلم للكسل لا يستطيع أن يلحق بصفوف الناجحين، بينما هو غارق ومستسلم لكسله، فهناك آخرون النشاط والحركة والبحث هنا وهناك هو سلاحهم للنجاح.

خامس العقبات المماطلة: أو التأجيل بلا سبب قوي يستحق، يعد من العقبات الكبرى التي تجعلك أيها المراهق تفقد كل ما بذلت من جهد للوصول إلى النجاح، فلا تماطل واضرب على الحديد وهو ساخن فيلين لك النجاح ويقترب.

خطوات التعامل مع صعوبات التعلم عند طفلك:

حددي أداء طفلك ومهاراته المعرفية مع مختص

    قومي بتقييم أداء طفلك في الأماكن المخصصة لصعوبات التعلم، وتعرفي إلى "المهارات المعرفية"، المسؤولة عن الجزء المعرفي والتعليمي لدى الطفل.

    حددي نقاط ضعف الطفل للتعامل معها بعد ذلك، بعمل اختبارات لقياس مهارات التركيز والانتباه، والذاكرة قصيرة وطويلة المدى وبعض المهارات الأخرى.

    تعاوني مع المختصين لرسم خطة العلاج؛ وهي عبارة عن إعداد جلسات مع الطفل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، واعرفي أن البيت والأم عامل أساسي ومهم في تحقيق نتائج ملموسة مع الطفل.

    اعملي على توصيل الدعم المطلوب لطفلك، والأم المؤهلة علمياً ونفسياً تستطيع تقديم هذا الدعم أو المساعدة بشكل أفضل لطفلها، وانتبهي فإذا كنت محبطة ويائسة فلن تستطيعي توصيل الدعم المطلوب.

    احتفلي بأقل النتائج التي يحققها طفلك، ما يجعله يشعر بالفخر بما يصنع، والأم القوية المتفائلة يمكنها اجتياز التحديات التي يقابلها طفلها، والحب غير المشروط هو المفتاح، وتحكمي في أعصابك قدر المستطاع؛ حتى لا تؤذي مشاعره.

دور المعلمين في المدرسة

للأم والمعلمة دور كبير في مساعدة الطفل

تحتاج معلمة الصف أن تحرك يديها أثناء الشرح لجذب انتباه الطفل، ويمكن أن تعطيه مساحة للحركة مقبولة وسط الفصل أحياناً.

يمكن للمعلمة تكليف هذا الطفل بمهمة واحدة حتى ينجزها، ثم الثانية، وهكذا حتى ينتهي منها جميعاً، لحل مشكلة التركيز مع الطفل، ويمكن تحفيزه بمكافآت عند تحقيق المهمة المطلوبة.

على المعلمة وكذلك الأم محاولة الاستعاضة عن السلوك غير المقبول بآخر جيد، فالطفل عندما يصرخ أو يضرب الأرض، يجب توضيح أن كلمة "ساعديني" هي الأفضل.

توصيل المعلومة بشكل مبسط وسهل باستخدام وسائل مختلفة؛ مثل الصور والتمثيل والحركات حتى يستطيع الطفل فهم المطلوب.

لضمان تحقيق ذلك يمكن التنسيق بين الأم وأفراد العائلة والمعلمة؛ لاتباع الطريقة نفسها معه في توصيل المعلومة، ومكافأته على المجهود الذي بذله وليس فقط على النتيجة.

الروتين اليومي يساعد طفلك إذا كان مصاباً بـ"التوحد" أو "اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط"، حيث يحتاج أن يكون على علم مسبق بالمطلوب منه.

و للجدول الزمني أهمية للطفل؛ إذ يصبح محفزاً له سواء في صورته المكتوبة التقليدية أو في هيئة ملصقات مصورة، ما يمكن الطفل من متابعة المهام المكلف بها يومياً.

عليك سيدتي الأم الإيمان بقدرات ابنك والصبر عليه، فمحاولاته الفاشلة يعقبها نجاح، فلا داعي للعجلة ورفع راية الاستسلام، فتشجيعك المستمر له ووقوفك بجانبه عمود رئيسي.

JoomShaper