هناء رأفت
فرحة الأطفال بصيام رمضان، تختلف كثيرا عن فرحة الكبار؛ فهم يفاخرون فيما بينهم بمن أكمل الصيام حتى المغرب، أو حتى أذان العصر… بينما الأصغر يفرحون بأن يتموا صومهم حتى صلاة الظهر… فالصوم فرحة جميلة للكبير والصغير معاً… فالصغير يتعود بالصوم على الصبر على الجوع والعطش، ويتعود على الطاعة… وما أجملها من طاعة لله عز وجل، ثم طاعة الوالدين.
وللصغار قصص طريفة وممتعة مع الصوم، تشكل فيهم مقومات الشخصية والوجدان؛ فيشب مسلماً قوياً، وإنسانا صالحاً نافعاً لنفسه وللمجتمع من حوله.
سألنا الصغار عن حكاياتهم مع الصوم في رمضان… وتركناهم يتحدثون على سجيتهم فقالوا:
هبه محمد السيد 5 سنوات تضحك وتقول:"أنا أحب أن أصوم مثل بابا وماما وأتسحر معهما… لكن ماما تفطرني الظهر ثم أكمل الصيام إلى المغرب".
دعاء سمير 9 سنوات قالت: "الحمد لله أنا أصوم اليوم كله… وأحب أن أصلي بالليل مع ماما في البيت صلاة القيام، وأحضر معهما السحور، وأحب رؤية المسحراتي حينما يمر في الشارع وماما تشجعني وتصبرني لما أحس بالجوع أو العطش وتقول لي: اقترب المغرب وتهون علي اليوم، لكنني فعلا أكون فرحانة جداً حين أسمع صوت الأذان للمغرب".
خلود أسامة عبد الوهاب 8 سنوات تضحك بعيونها البريئة وتقول: "أول مرة أصوم اليوم كله من رمضان الماضي وبابا شجعني وقال لي: لو صمت اليوم كله أكافئك بجنيه وفعلاً صمت 26 يوماً وبابا أعطاني 30 جنيها كانت أجمل هدية. وماما قالت لي: إن ثوابي عند ربي هو الهدية الأجمل، وسأكمل صوم رمضان كله هذا العام إن شاء الله ولن أطلب من بابا أي فلوس.
أدهم رضوان 4 سنوات يروي لنا قصته مع الصيام يقول: "أستاذتي في الحضانة قالت: إن الصيام يدخلنا الجنة، وأنا أحب أن أصوم وأروح الجامع مع بابا في كل صلاة، ولما أحس بالتعب أنام شوية أو أقرأ القرآن… وأنا عرفت من ماما إن الفاطر لو فطر من غير ما يكون مريض أو عنده سبب ربنا يغضب منه".
زينب حسن 6 سنوات: "ماما تخاف علي من تعب الصيام، لكن بابا يشجعني وأنا بحب أصوم ولما أشعر بالجوع آكل، ثم أصوم مرة أخرى لحد المغرب وأظل واقفة في البلكونة لأسمع أذان المغرب وأبتهج وأهلل حينما يضرب مدفع الإفطار".
عبد الرحمن مصطفى 7 سنوات: "أنا رجل ولازم أصوم مثل بابا وأصلي معه، وماما تصحيني في السحور لآكل وأشرب فلا أحس بالجوع طول النهار… لكن قبل المغرب أكون دخت شوية، لكنني أستحمل من أجل أن يحبني ربي ويدخلني الجنة".
شهد فريد 5 سنوات: "جدتي تشجعني أن أصوم، وأنا أحبها جداً وأسمع كلامها… وأحب أن أصلي معها في البيت وأجلس بجانبها وقت الإفطار حتى أقول مثلها وهي تدعو الله بكلام حلو".
محمود أحمد 9 سنوات: "إنني أحب رمضان كي أصوم وأتنافس مع زملائي لنرى من يكمل الصيام حتى المغرب بدون تعب أو شكوى… وأحب انتظار المسحراتي، وكثيراً ما أشعر أنه سينادي علي باسمي ويقول لي: " قم يا محمود لتتسحر".
كم هي رائعة براءة الأطفال… وكم هم حكماء في تفكيرهم، ونحن فعلا نتعلم منهم الكثير ولسنا فقط نعلمهم… وهنا علينا أن نكون جميعا صادقين معهم، حريصين على تنشئتهم التنشئة الدينية الصحيحة؛ لأنها الأساس للبنيان السليم القوي.
لها أون لاين