الآثار السلبية لمشاهدة التلفزيون و أفلام الكرتون على الأطفال
إعداد الأخصائي الاجتماعي
إسماعيل محمد أهل
لا أحد يستطيع أن ينكر التطور العلمي والثقافي المتفاقم بسرعة البرق الذي يغزو مجتمعاتنا العربية والإسلامية المجهولة المصدر أو الممنهج له تأثير ليس بقليل على كافة مناحي حياتنا كمجتمع عربي مسلم ولهذا قد اخترت أن اكتب عن ظاهرة خطيرة تستعمر عقول وقلوب أغلى ما يملكه المجتمع العربي والإسلامي ألا وهم بناة المستقبل وحملة التاريخ وحماة الأمة وهم فلذات أكبادنا الأطفال والآثار السلبية لمشاهدة أفلام الكرتون التي تعود عليهم وعلى وسلوكهم وثقافتهم بالسلب الخطير على كافة منهاج حياتهم .
ومن أهم الآثار السلبية لمشاهدة التلفزيون وأفلام الكرتون :-
1. يمكن أن يؤدي التعرض المستمر لبرامج الأطفال وخاصة العروض الحية المملوءة بالعنف إلى سلوك عدواني من جانب الطفل .
2. شعور الطفل بالتناقض العاطفي بين ما يراه على شاشة التلفزيون وبين الواقع وهذا ما يظهر واضحاً من خلال عرض الأفلام والبرامج التي لا تمت للبيئة التي يعيش فيها الطفل بصلة فما يراه الطفل في هذه البرامج مثلاً من ملابس في مدى جدوى القيم الأخلاقية التي تقومها الأسرة فيه .
3. يقلل التلفزيون من الوقت الذي يقضيه الأطفال في أعمال نافعة مثل القراءة والمذاكرة والجلوس مع الأصدقاء والعائلة .
4. يؤخذ على بعض البرامج هبوط مستواها اللغوي واعتمادها بشكل رئيسي على اللهجات العامية مما يشوه اللغة العربية الفصحى لدى الأطفال ومن ثم تصبح بعض التعبيرات التي تتردد في هذه البرامج جزءاً من حصيلة الطفل اللغوية .
5. إن النماذج التي توجدها مشاهدة التلفزيون ليست نموذج يحتذى به فمعظمها مبسط يهدد سلامة الطفل اللغوية .
6. يؤكد علماء النفس أن مشاهدة التلفزيون توجد نوع من الصراع النفسي لدى الأطفال بسبب التناقض بين ما تلقنه الأسرة والمدرسة من تعاليم و آداب وما يعرض من أفكار وقيم وافدة .
7. يعزز التلفزيون السلبية وانعدام ردة الفعل من خلال تعود الطفل على عدم المشاركة والاكتفاء بالقيام بدور المتلقي فقط .
8. تزيد مشاهدة الأطفال للتلفزيون من نزوعهم في المستقبل إلى محاكاة بعض الشخصيات التسلطية التي شاهدوها بالتلفزيون وذلك كسبيل لإرضاء دوافع القوة والتسلط لديهم .
9. ارتفاع نسبة موضوعات الخيال في برامج التلفزيون الموجهة إلى الأطفال مقارنة بموضوعات الواقع، الأمر الذي يجعل الطفل يعيش في عالم الأوهام والخيالات بعيداً عن الواقع والخبرات الواقعية التي تهم حياته ومجتمعه .10. تشجيع الروح الاستهلاكية لدى الطفل وخاصة في التلفزيونات التي أخذ العالم منها حيزاً كبيراً حيث تستهوي الإعلانات أفئدة الأطفال إذا تمت بطريقة ملفتة للنظر وللسمع .
11. غرس روح العنف ونزع الرأفة والرحمة من قلوب الأطفال وتحديدا عندما يتعرض لموقف ما يدافع عن نفسه بالطريقة الكرتونية العنيفة التي تؤدي لإيذاء الآخرين من أقرانه .
ومن خلال ما ذكر نستطيع القول أن كافة هذه العوامل أنفة الذكر تؤثر سلبا على سلوك وأخلاق وقيم الأطفال في مجمعتنا العربية والإسلامية .
و لهذا يجب على الآباء و المربين والعاملين في حقول التربية والعلوم الإنسانية توفير البيئة الخصبة من المعلومات التي تحدد طوق النجاة لهؤلاء الأطفال عبر التالي :
1- تفعيل دور الإعلام عبر توفير منتج واقعي هادف .
2- إنتاج برامج توعية لكافة المراحل العمرية ويكون للأمهات النصيب الأكبر.
3- عقد المؤتمرات العلمية وورش العمل الهادفة للحد من مخاطر الأفلام الكرتونية .
4- ترغيب الأطفال لقضاء أوقاتهم بالمدرسة والمذاكرة الواقعية .
5- توفير جو اسري هادئ ومراقبة جيدة للمشاهدات التي تعرض .
6- تشكيل مجموعات صداقة فعلية للأطفال عوضا عن مشاهدة أفلام الكرتون .
7- إنتاج أفلام كرتونية هادفة تحافظ على الأخلاق والدين و تنبذ العنف والسلوك العدواني .
8- عرض أفلام كرتون التي تنمي اللغة السليمة لدى الأطفال .
9- الاهتمام بأفكار الأطفال وتنميتها للحفاظ على صحتهم النفسية .
10- توفير مراقبة دولية عبر شبكات البث على ما يعرض من برامج وأفلام لأطفال الوطن العربي وذلك عبر المؤسسات التي تهتم بالمجال .
وما توفيقي إلا بالله